بئس ما يصنع الناشرون بقلم ا.د/علي بلدو

بئس ما يصنع الناشرون بقلم ا.د/علي بلدو


10-08-2019, 02:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1570541681&rn=0


Post: #1
Title: بئس ما يصنع الناشرون بقلم ا.د/علي بلدو
Author: علي بلدو
Date: 10-08-2019, 02:34 PM

02:34 PM October, 08 2019

سودانيز اون لاين
علي بلدو-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



خواطر طبيب


لطالما كان الحديث عن المراة و كل ما يختص بها , من المواضيع الاثيرة لدى الشعوب المتخلفة عن ركب الحضارة و خصوصا تلك التي يسودها السلطة القابضة و التسلط الذكوري و هضم حقوق المراة و انكار دورها و تهميشها كذلك.
كما ان الاهتمام الدولي بموضوع الجندرة و ما توليه من اهتمام و رعاية و صرف للاموال و تسفير للخارج و دعم و مناصرة لكل انثى ’ كونها انثى و مقهورة بالقانون و تنتهك كرامتها بالنظام العام و الاحوال الشخصية المجحفة’ كل ذلك جعل الكثير جدا يركبن الموجة و يحمل راية الكتابة و التنظير و التحليل , لا لشئ سوى انهن اناس في زمان القهر’ ووسط تلك الروح فتح الناشرون الباب واسعا لهن( لتسويد) الصفحات من سمين القول و غثه’ و من حقه و باطله و من نوره و من ناره’ ليدفع القارئء في النهاية ثمن كل ذلك’ شاء ام ابى.
و تبداء الحكاية باختيار صورة جميلة بها ما بها من مكياجات و مؤثرات اخرى’ يعلمها القارئون, و بعدها تجتر الحكايات السمجة التي تدغدغ المشاعر و الحواس الذكورية للرجل الشرقي المتمترس في غيه و تداعب شغاف القلوب الجائعة لكل ما هو انثوي في عالم الرجال هذا’ كما يظل النظر الي الصورة هو الباعث الاكبر لشراء ما يكتب حقا كان ام باطلا’ فالصورة تكفي لدي الكثيرين و حتى ( الكثيرات).
و لا يكتمل الامر الا بالحديث عن نصف الرجل الاسفل و كذلك النصف الاخر لذلك الاخر ’ تلميحا و تصريحا’ لتدور كتابتهن عن كل ما يلبس فيه و ما يصنع و ما يصنع به’ لدرجة الهاب الشعور و اغلاق العقل و التفكير مع تزايد نبضات القلب و الذي يظل يخفق مع كل كلمة يتزايد اوراها سطرا بعد سطر الي ان يقارب الوصول للمبتغي و المنال’ و عندها فقط ينتهي المقال’ و لاداعي بعدها للسؤال!
و قد ادمنت البعض ممن يكتبن من اناث عصر الذكور’ ادمن الحديث عنن الرغبات و الحريات التي يتمنينها و التي حسمها العالم المتحضر و المتساوي منذ عصر بعيد’ و لكن عندنا فلا زال الحديث عن الرغبة في التدخين و التعري و حتى المثلية الجنسية و الحمل دون زواج و الزواج بالاجنبي و السفر دون محرم و قانون الزي الفاضح’ و غيرها من المواضيع المكرورة و التي قتلها الناس بحثا ووضعواا لها التوصيات التي لم تنفذ منذ عقود’ لاتزال تلك المواضيع حية بامر الناشرين لما لها من تحريك للمشاعر و الاحاسيس االمبطنة في ازمنة الكبت و القهر و التزمت و ضيق هامش الحريات و الملاحقة و التي يعيشها الجميع رجالا و نساء و حتى اطفالا.
لقد ان الاوان ليعترف البعض اننا نقراء في احايين كثيرة لبعضهن’ لا لشئ الا لكونهن اناثا في زمن لم يتعود الكثيرون ان تصادم و تكتب فيه (الحريم) و (النسوان)’ و ان صورة البعض منهن هي جوازنا و ضوءنا الاخضر لنكحل اعيننا بهن و ما يسطرون’ و هذا ما يجعلنا نهتف عاليا’ الا بئس ما يصنع الناشرون.