ســلة غــذاء العــــالم والصــــورة المغلوبــــة !!

ســلة غــذاء العــــالم والصــــورة المغلوبــــة !!


10-07-2019, 09:04 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1570435477&rn=0


Post: #1
Title: ســلة غــذاء العــــالم والصــــورة المغلوبــــة !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 10-07-2019, 09:04 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

ســلة غــذاء العــــالم والصــــورة المغلوبــــة !!

يقول المثل السوداني القديم ( إذا هرم الأسد وعجز يصبح ملطشة للقرود !! ) .. ونحن تعودنا منذ لحظة الاستقلال أن ندعي بأننا نمثل سلة غذاء العالم .. وندعي بأننا في غاية المقدرات والثروات والثراء .. وألسنتنا تلوك وتثرثر ليلاُ ونهاراُ بذاك الغثاء في الهواء .. والذي يشاهد هياكلنا العظمية لا يرى فينا علامات الثراء !.. وتلك سماتنا تماثل الشاة العجفاء .. وقلة الغذاء هي السائدة في بلادنا منذ الاستقلال .. ورغم ذلك فنحن نتفاخر دوماُ بأننا أصحاب الوديان والأنهار والسهول !! .. وفي نفس الوقت دون حياء أو استحياء نحمل ( قرعة ) التسول ونتجول في الطرقات !.. ونقف عند الأبواب في كل بلاد العالم !.. والعجيب في أمرنا أننا نتأفف زوراُ وندعي قولاُ بأننا نرفض الهبات والتبرعات !!.. ولا نملك جرأة الإقرار بواقع الحال .. بل دائماُ يجدنا الآخرون في حالات ازدراء وصلف ونكران للإحسان .. وقد نطرق أبواب الآخرين بحدة وننتقد كل من لا يتجاوب معنا بالبذل والعطاء !.. وبصريح العبارة ( فنحن قوم شحادين بالفطرة وفي نفس الوقت نحن قوم لا نمك ذوق التسول !! ) .. وتلك صورة مقلوبة تشوهنا كثيراُ .. هي صورة ورثناها من مدرسة ( الإنقاذ ) لسنوات عجاف .

قال وهو يضحك : كم تحملنا تلك التبريرات الغير معقولة والغير منطقية !.. حتى بلغت بهم الأحوال ليقولوا : أن الفئران في مدينة الخرطوم قد أكلت القواعد الأسمنتية التي تحمل الجسور !..وكنا نرائي نفاقاُ وندعي بأن حجتهم قوية للغاية .. وإذا لم نفعل ذلك كانوا يرددون في غضب شديد بأن البلاد تشتكي من قلة الطعام والغذاء !!.. ثم يسألون في تهكم ويقولون : ( وماذا تفعل تلك الفئران إذا لم تجد ما تأكل من الطعام ؟؟ ،، فهل تأكل رمادها ؟؟؟ ) .. وكان على الشعب أن يتظاهر ويقول أن تلك التبريرات قوية ومقنعة للغاية .. وخاصة وواقع الأحوال كانت تقول أن الناس لا يجدون ما يأكلون من الطعام ناهيك عن تلك الفئران !.. وقد اجتهد البعض من الناس أن يجرب حظه في تناول الأسمنت والخرسانة !.. ولكنه بالطبع قد عجز تماماُ عن ذلك ,, وفي نفس الوقت اكتشف أن الفئران السودانية لديها المقدرات الفائقة والعجيبة التي تفوق مقدرات الإنسان السوداني !. وحين كان البعض ينقل ذلك الخبر العجيب للعالم الخارجي كان العالم الخارجي يسأل في حيرة : ( وهل الفئران تستطيع أن تأكل الخرسانة والأسمنت ؟؟؟ ) .. فكانت الإجابات بكل جرأة وإقدام ( نعم وألف نعم ) .. فتلك الفئران السودانية تستطيع أن تفعل ذلك .. بل والأكثر من ذلك أن الإنسان السوداني كاد أن يفعل ذلك !!.

هؤلاء الناس في يوم من الأيام قد رفعوا شعارات : ( نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ! ) .. ثم دارت الدوائر بوتيرة التراجع والانتكاسة بطريقة كانت غير متوقعة .. فإذا بدولة السودان تتحول في نهاية المطاف إلى ( بالوعة الهبات ) ولست سلة غذاء العالم .. حيث ترد إليها الصدقات والتبرعات والمنتجات الزراعية وغير الزراعية دون حياء أو استحياء من كل أرجاء العالم !!.. وتلك السلة التي كانت تقال عنها ( سلة غذاء العالم ) قد تحولت في نهاية المطاف إلى : ( سلة التسول من العالم ! ) .