الفكر السلفى....مابين التطور والفناء بقلم سهيل احمد الارباب

الفكر السلفى....مابين التطور والفناء بقلم سهيل احمد الارباب


10-06-2019, 07:51 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1570344682&rn=0


Post: #1
Title: الفكر السلفى....مابين التطور والفناء بقلم سهيل احمد الارباب
Author: سهيل احمد الارباب
Date: 10-06-2019, 07:51 AM

07:51 AM October, 06 2019

سودانيز اون لاين
سهيل احمد الارباب-
مكتبتى
رابط مختصر



اختفت ظاهرة الائمة الصوتية بالسعودية التى تدعو الى الهوس والجهاد ضد الحكام والعالم وتصدح بتكفير الاخرين...ومازالت بقاياهم بالسودان تردح فى ميكرفونات بعض المساجد تكفر الناس و الوزراء وتتباكى على سنوات القهر والتخلف والضياع....
وشهد اخر القرن العشرين صعودا لهذا التيار عبر تنظيمات سلفية تكاد تغطى كل العالم الاسلامى وببعض الدول الغربية الكبيرة وقد اطلق على لندن عاصمة بريطانية بوقت ما اسم لندنستان لما احتوته من ملاذ امن لبعض مطاردى هذا التيار من الغلاة كابوحمزة المصرى.
وشكلت السلفية بالسودان تيارا متعاظم الانتشار وشكل حضورا دائما خلال فترة حكم انقلاب الانقاذ الكالحة عبر مجلس الوزراء وتشكيل مجالس الولايات ووزاراتها.
ومثل بعض قادتها كبار المستشارين الفقهيين لدى عمر البشير وشكلوا حضورا دائما فى مجلس الرئيس البائد وقد انعم عليهم من الهبات المالية والوظائف والدعم المعنوى الكثير وقد شكل مفتيه المفضل عبدالحى يوسف دورا متعاظما فى الساحة السياسيه عبر فتاويه المرجعية للدولة وتنصيبه منصب نائب مجلس العلماء
واصبح متاعظم الدور متعاظم السلطان والمؤسسات واصبح مشابها لراسبوتين فى روسيا القيصرية نفوذا امام الرئيس واسرته وحاشيته واصبح يمتلك الملايين من الدولارات عبر ممتلكانه العقارية وقناته الفضائية الخاصة المدعومة بالملايين الدولارية من قبل الرئيس...
واصبح فى عهد الانقاذ دعم الدولة يشكل الدعم الرئسى للتيار السلفى بعد تراجع الدعم الخليجى والسعودى الكبير الذى كانت تتلقاه فى نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد وعشرين نتاج الضغوط الغربية بعد احداث 11سبتمبر....
ولايمتلك التيار السلفى اى رؤية متطورة وحداثية لقضايا العصر من ادارة للدولة وحلول للازمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المعاصرة ويمثلون موقفا متحركا يبداء بالرفض والتكفير لكل منتج حداثى ثم الاستسلام والتوافق معه امتثالا للامر الوقع والتكيف معه ابتداء من الاختراعات البشرية فى الراديو والاتصالات والتلفزيون والاطباق الفضائية وقضايا الاقتصاد والبنوك وقضايا الصحة الانجابية والديمقراطية....ومازال بعض غلاتها من زعمائها ومفكريها يغالطون حقائق العلم والعصر ويكذبون كروية الارض كمفتى السعودية ال الشيخ...ولكنهم فى تراجع مستمر حضورا ونفوذا حتى داخل المملكة الان بفضل الرؤية الحداثية للقيادة السياسية.
وانتشار التيار السلفى ببعض الدول كمصر والسودان وبعض الدول الافريقية يشكل تحديا سياسيا واجتماعية للقوى الديمقراطية واصبح يشكل تهديدا حتى للنفوذ السياسي لحركة الاخوان المسلمين الاعرق تاريخا ونشاطا وما اخر انتخابات بمصر الا اوضح دليل عبر حظب النور ومرشحيه للرئاسة والبرلمان وتشكيلة قوة رئيسية ومؤثرة على الساحة السياسية بمصر.
وبالسودان اصبح التيار السلفى يشكل حضورا عبر المساجد المنتشرة التابعة له بالمدن الرئيسية وحتى الاحياء بالعواصم الكبرى بالخرطوم وعطبرة وبورتسودان....الخ ولهم تواجد بالجامعات وماقضايا المجاهدين بليبيا والعراق وسوريا الا ابلغ دليل اذ يعملون على تجنيد الشباب وارسالهم الى مناطق الجهاد حسب رؤيتهم ...بوكو حرام...والقاعدة...داعش...الخ
وتعتبر قضية مجابهة التيار السلفى تحديا فكريا معقدا ويحتاج الى جهود ثقافية وسياسية متعاظمة ولكن بالتمكن من ترسيخ الدينقراطية وادواتها فى الحوارات الفكرية العميقة والاجتهادات المتطورة من اهل الشان الدينى والثقافى بوضع التيار السلفى امام خياري الاندثار او التطور والمواكبة لمقتضيات العصر الموضوعية...والمجابهة عبر القمع الفكرى والسياسي والامنى عبر السجون والمطاردات لايعتبر حلا مجديا للازمة ولا اسلوبا ناجعا فى مواجهة التحديات الفكرية...فاتاحة مذيد من الديمقراطية وترسيخها وجعلها متنفسا طبيعيا للفرد تجعل من توطن هذه الافكار المتكلسة امرا مستحيلا ولاتتيح لها مناخا للنمو والتطور والانتشار....وهذا الفكر لم يبداء وينتشر الا فى ظل العهود الديكاتوترية والحكومات الشمولية بدء من عهد بنى امية وانتهاء بالانقاذ واى مناخ ديمقراطى كفيل بمجابهته وتراجعه او تطويره الى رؤى افضل