الشهيد السوداني لا يستحق تلك المعاملة القاسية !!

الشهيد السوداني لا يستحق تلك المعاملة القاسية !!


10-06-2019, 07:50 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1570344627&rn=0


Post: #1
Title: الشهيد السوداني لا يستحق تلك المعاملة القاسية !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 10-06-2019, 07:50 AM

07:50 AM October, 06 2019

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

الشهيد السوداني لا يستحق تلك المعاملة القاسية !!

كانت الدموع تنهمر والكل يشاهد جثامين الشهداء .. والبعض من الناس كان يسأل متعجباُ في حيرة : ( هل كانت تلك الجثامين للشهداء مازالت تقبع في ثلاجات الموتى حتى هذا اليوم !!) .. وهل نسينا هؤلاء الأبطال بمجرد أنهم أدوا الأمانة ؟؟ .. فكأنهم يمثلون قطعة خشبة تفيد الناس حين يمشون فوق الطين والأوحال !!. فيا عجباُ من إنسان السودان الذي يقابل الإحسان بالنكران !!! .. لما كان ذلك التهاون وقلة الاهتمام بجثامين هؤلاء الشهداء الأبطال ؟؟ .. وهل كان ذاك هو الجزاء الذي يليق بالشهداء ؟؟ .. هؤلاء الأبطال الأشاوس الذين ضحوا بحياتهم من أجل الشعب السوداني !,, كيف نسيناهم بتلك الطريقة البشعة التي لا تليق بالأحرار ؟؟ .. وقد يقول قائل قد نسيناهم في غمرة الأحداث .. أو قد يقول قائل أن الإجراءات القانونية والطبية هي التي تطلبت وأدت لذلك التأخير .. وتلك تبريرات لا تليق بمن يعرف قيمة الإنسان !.. وكان الأجدى أن تكون أولويات الأمة في تكريم هؤلاء !.. وإنهاء متطلبات القانون والإجراءات في وقت وجيز.. ولكن مع الأسف الشديد فإن هؤلاء الشهداء الأبطال قد واجهوا نفس الخمول والتكاسل المعهود في إنسان ومسئول السودان .. وقد تأخروا كثيراُ عن تلك المكرمة الأخيرة المعهودة في الموتى والشهداء .. حيث الاجتهاد في توصيلهم للمثوى الأخير.. وهل يعقل أن يقال أن الجهات المسئولة بالسودان قد تراخت في أمر الشهداء بذلك القدر المسرف القبيح ؟؟ .. وكأن الشهداء في السودان نكرة لا يستحقون حتى قطعة الكفن !.. ويا ذلك المنتصر الذي تشرب اليوم كأس الانتصار هل تدري أنك تشرب كأساُ مليئاُ بالدموع ؟؟.. وهل فكرت لحظة ماذا يقول عنك صاحب الدموع ؟؟. وماذا يقول عنك أهل الشهيد ؟؟ .. وقد صدق القائلون من قبل أن الشهيد في السودان هو ذلك الأبله الذي يضحي من أجل الآخرين الذين لا يستحقون التضحيات !.

ونقول لهؤلاء الأبناء الذين لم يتواجدوا ولم يشهدوا أحداث أكتوبر عام 1958 بأن الشعب السوداني في حينه قد أهتم كثيراُ وكثيراُ جداُ بأمر الشهداء الذين سقطوا في المواجهات أمام القصر الجمهوري .. وقد تبرع الشعب آنذاك في كل أرجاء السودان ( الكبار والصغار ، الرجال والنساء ) بالأموال من أجل الشهداء .. بجانب تلك التعويضات التي دفعت من الدولة لذوي وأسر الشهداء .. وقد تم دفع تلك المبالغ لأسر وأهل الشهداء أينما تواجدوا في السودان !.. فماذا أنتم فاعلون يا أجيال اليوم من أجل هؤلاء الشهداء الذين كانوا معكم يوماُ في خنادق الاعتصام ؟؟ .. فهل تكتفون فقط بتلك الدموع ؟؟ .. وأنتم تعلمون جيداُ بأن الكثير من الأسر والعائلات قد فقدت عائلها في تلك المواجهات .. وهؤلاء الشهداء كانوا يسترون أحوال تلك الأسر والعائلات .