منظمات المجتمع المدني عملها وسط المجتمعات وليس الحكومة بقلم د . الصادق محمد سلمان

منظمات المجتمع المدني عملها وسط المجتمعات وليس الحكومة بقلم د . الصادق محمد سلمان


10-04-2019, 00:01 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1570143677&rn=0


Post: #1
Title: منظمات المجتمع المدني عملها وسط المجتمعات وليس الحكومة بقلم د . الصادق محمد سلمان
Author: د.الصادق محمد سلمان
Date: 10-04-2019, 00:01 AM

00:01 AM October, 03 2019

سودانيز اون لاين
د.الصادق محمد سلمان-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم


منظمات المجتمع المدني هي منظمات غير حكومية سواء كانت تدافع عن حقوق الإنسان أو تنشط في خدمة المجتمع في الجوانب التنموية أو الإجتماعية أو الصحية ، أو الأغاثة فهي تحاول أن تساعد طوعيا المواطنين وتقديم خدمات لهم وتتبني قضاياهم التي عجزت الحكومة عن حلها ، وذلك من خلال الدعم الذي تتلقاه من المنظمات المماثلة في بعض الدول الحرة والحكومات التي تخصص بعض الأموال لمساعدة بعض المجتمعات والجماعات في الجوانب التنموية والخدمية وغيرها من الإحتيجات . في الفترة الماضية تأسست المئات من هذه المنظمات كثير منها تتبع لمنسوبي النظام وأجهزته .
هناك منظمات مجتمع مدني مستقلة قامت بجهود في مجال التنمية والإغاثة والدفاع عن حقوق الإنسان خاصة في مناطق الحروب والنزاعات لكن بعضها أصابتها العدوى من المنظمات التابعة للنظام فلم تتبع الشفافية في عملها ، ولم تفلح في تحقيق إنجازات واضحة في حياة الجماعات والمجتمعات التي تستهدفها ، ومع ذلك فقد كان لها حضور في الساحة السياسية ، وكان المرحوم مكي مدني هو الممثل للمجتمع المدني في النشاط السياسي المعارض وبعد وفاته لم يظهر ممثل للمجتمع المدني .
في الغرب تدافع منظمات المجتمع المدني عن القضايا العامة مثل الإحتباس الحراري ، والمحافظة علي البيئة كما تناصر قضايا الشعوب والأقليات والجماعات والمجتمعات المهمشة ، وتدفع بالقضايا التي تناصرها إلي الأحزاب في بلدانها لتتبني هذه القضايا وإثارتها في المنظمات والمنتديات العالمية والإقليمية . من المعلوم أن العمل المدني من خلال المنظمات له شروط ، فرغم بعض القضايا التي تدافع عنها سياسية ، لكن القوانين لا تسمح لها القوانين بممارسة العمل السياسي لذلك لم تفكر في ان تدخل العمل السياسي بلافتة المنظمات ، ومن رغب في ذلك متاح له أن يسجل حزبا يتبنى القضايا التي يدافع عنها مثل ما فعل المدافعون عن البيئة في بعض البلدان الأوربية حيث أسسوا حزب ( الخضر بضم الخاء والضاد ) .
عندما قامت الثورة انضوت مئات من هذه المنظمات تحت مظلة قوي الحرية والتغيير ،وأصبحت من مكوناتها ، ورغم ان الشعب لا يعرف الكثير عن هذه المنظمات والقضايا التي تدافع عنها وإنجازاتها التي حققتها في مجال نشاطها ، كانت مفاجأة للكثيرين أن إنخرطت هذه المنظمات في العمل السياسي ، وأصبح لها ممثلون في الجهاز التنفيذي والسيادي ، وهذا مؤشر على أنها لم تلتزم بنظامها الأساسي ودساتيرها ، فمن المهم لهذه المنظمات وخاصة تلك المنضوية تحت قوي الحرية والتغيير خاصة قبل غيرها أن تلتزم بدساتيرها التي تهدف لخدمة المجتمع والمواطن وتنأي بنفسها عن المشاركة في الحكم ، وتمارس الشفافية وتقديم حساباتها للمراجع العام حتي تدرأ الشبهات عنها ، وتنشر إنجازاتها للشعب حتي يعلم الشعب هل فعلا قامت هذه المنظمات بدورها الذي تأسست من أجله وهو خدمة المجتمع وأنها لم تنحرف عن أهدافها ، وعليها أن تبتعد عن المشاركة في الحكم ، حتي لا تتحول لأجهزة حكومية وتفقد هويتها التي نص عليها نظامها الأساسي ودساتيرها وتبتعد عن الطريق الذي اختارته لخدمة الوطن ، وإذا أرادت العمل السياسي والحكم فعليها التحول لأحزاب سياسية .