ذلك الذي يحدث اليوم في السودان يمثل صورة من الجنــون !!

ذلك الذي يحدث اليوم في السودان يمثل صورة من الجنــون !!


10-03-2019, 08:15 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1570086913&rn=0


Post: #1
Title: ذلك الذي يحدث اليوم في السودان يمثل صورة من الجنــون !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 10-03-2019, 08:15 AM

08:15 AM October, 03 2019

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

ذلك الذي يحدث اليوم في السودان يمثل صورة من الجنــون !!

الشعب السوداني حالياُ يواكب ظاهرة في غاية الغرابة .. وهي ظاهرة الزيادات المتوالية في الأسعار .. وتلك الزيادات قد أصبحت يومية وروتينية ومبالغة بدرجة لا توافق المنطق والعقل السليم إطلاقاُ .. وقد خرجت كلياُ عن نطاق القياسات العلمية المتعارف عليها لدى الخبراء في مجال المال والاقتصاد والتجارة !! ويخال للمواطن السوداني أن تلك الزيادات في الأسعار قد أصبحت سمة أبدية سوف تواصل حتى قيام الساعة !.. وقد خرجت تلك الظاهرة كلياُ عن المنطق والمعقول .. ولا يمكن السكوت عليها بفرية الأعذار والتبريرات .

ذلك الغلاء المتفاقم في الأسعار كان ومازال يمثل جدلاُ محيراُ لهؤلاء الكبار في السن .. فهؤلاء عقولهم لا تتخيل ولا تصدق مجريات الواقع الحالي للأسعار .. وحين يجرون المقارنات بين أسعار الماضي في بدايات حياتهم وبين أسعار اليوم الجنونية يقفون عاجزين وحائرين في ذهول شديد !.. وهي تلك الزيادات الجنونية في الأسعار التي جعلت من هؤلاء الكبار في السن يتحدثون مع أنفسهم وحيداُ كالمجانين .. ويقولون في أعماقهم : ( هل نحن في علم أم نحن في حلم ؟؟ ) .. وتلك هي حالة الكبار في السن اليوم حين يواكبون مهازل الأسعار في السودان .. ولكن المضحك العجيب والمبكي في نفس الوقت أن الأبناء الصغار في السن ( أجيال اليوم ) أيضاُ يجدون نفس الحيرة حين يجرون المقارنة بين الأسعار بالأمس في بدايات حياتهم ( تلك القصيرة ) وبين الأسعار الفلكية الحالية .

تلك هي أحوالنا اليوم في السودان مع الزيادات الرهيبة في الأسعار .. وهي أحوال تختلف كلياُ عن أحوال الشعوب الأخرى في دول العالم حين يجري الحديث عن الأسعار .. ونجد أن الزيادات التي تحدث في الأسعار في أي بلد من البلاد ( غير السودان ) هي زيادات طفيفة للغاية .. كما أنها زيادات تأخذ صفة الثبوت والاستقرار لفترات طويلة !.. ورغم ذلك نجد أن تلك الشعوب في بلاد الآخرين تقيم الدنيا ولا تقعدها لتشتكي وتحتجج في حال الزيادات في الأسعار .. وكمثال فقط نلتمس تلك الصورة من الاحتجاجات لدى الشعب السعودي الشقيق ولدى الشعب المصري الشقيق .. وفي تلك الدول فإن بعض السلع الضرورية تدخل في خانة ( الخط الأحمر) الذي لا يقبل التجاوز والتلاعب .. ومنها ذلك ( الخبز ) .. وهنالك في السعودية فإن كميات ومقاسات وأسعار الخبز هي الكميات والأسعار والمقاسات التي ظلت سائدة منذ أيام الملك عبد العزيز .. والحال كذلك في دولة مصر الشقيقة فإن كميات وأسعار ومقاسات الخبز ظلت كما هي منذ أيام الملك فاروق وحتى هذا اليوم .. أما هنا في السودان ( بلد العجائب ) فالأمر يختلف كلياُ .. وتلك الزيادات في الأسعار لا يمكن وصفها بأنها طفيفة !! .. وفي نفس الوقت هي زيادات تجري بمتوالية هندسية !.. والمضحك للغاية هو : ( أن الزيادة قابلة للزيادات ) في كل لحظة !!.. ولعمري فإن ذلك من أغرب الممارسات التجارية التي لا يمكن أن يصدقها العالم .. وهي ممارسات لا تحدث إلا في هذا السودان !!. والمؤلم الموجع في الأمر أن أحداُ من أبناء السودان لا يتحرك لمواجهة ومعالجة تلك الظاهرة الفالتة الخطيرة !.. كما أن المواطن السوداني بدأ يحس بقلة القيمة لتلك الكفاءات والمؤهلات والمهارات التي تبدو مجرد ألقاب مظهرية .. وفي نفس الوقت قد انعدمت كلياُ في السودان تلك القرارات السلطوية الرادعة التي تعالج تلك الظاهرة الخطيرة .. والأكثر إيلاماُ في الأمر أن الشعب السوداني قد أصبح خاضعاُ وراكعاُ وذليلاُ يجاري تلك الزيادات في الأسعار دون حرف يعني الاحتجاج !.. وكأنه شعب قد فقد الإحساس والشعور والهمة كلياُ وأصبح بمثابة الجثة الخامدة الراكضة .. ويا حسرة على بطولات كانت لذلك الشعب في الماضي حين كان يثور وينتفض عند زيادة ( تعريفة ) واحدة في الأسعار !! .. فأين رحل هؤلاء الأبطال من ساحات السودان وقد تركوا خلفهم خلفاُ أضاعوا مناسك البطولات وأتبعوا الهفوات ؟؟.

ثم أختم هذا المقال وأنا متيقن غاية التيقن بأن أسعار السلع في هذه اللحظة التي أختم فيها هذا المقال هي ليست تلك الأسعار التي كانت عند الشروع في المقال !.