العرب والكفار.. والجنة والنار(2) بقلم عبدالمنعم عثمان

العرب والكفار.. والجنة والنار(2) بقلم عبدالمنعم عثمان


10-02-2019, 02:16 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1569978977&rn=0


Post: #1
Title: العرب والكفار.. والجنة والنار(2) بقلم عبدالمنعم عثمان
Author: عبد المنعم عثمان
Date: 10-02-2019, 02:16 AM

02:16 AM October, 01 2019

سودانيز اون لاين
عبد المنعم عثمان-السودان
مكتبتى
رابط مختصر






كدنا نفقد القدرة على الأندهاش لكثرة الأشياء المدهشه التى تطالعنا بها الأخبار كل يوم من اصناف فساد الجماعة . ماذكرته فى المقال السابق ، تحت نفس العنوان ، قدينطبق على كل العرب وربما الجزء الغالب من المسلمين على أختلاف أجناسهم ، غير ان ماقام به الجماعة عندنا يفوق الخيال ولا أظنه ينطبق على غيرهم من شواطين الأنس والجن فى الماضى والحاضر والمستقبل ! فهل يتصور أى من مخلوقات الله أن مسئولا كبيرا مثل والى الخرطوم – لاحظ اللقب الأسلامى – يمكن أن يرهن مراكز الشرطة فى ولايته للحصول على قرض من بنك خاص ! أو أن رئيس دولة يبلغه مدير مكتبه بأن أميرا من بلد آخر قد ارسل له هدية عبارة عن 25 مليون دولار، فيقول خيرا ، ثم يذهب لصلاة المغرب . او أن أحدهم يوجد فى حسابه المصرفى خارج السودان اكثر من ستين مليار دولار ..و ...و .. والأكثر أثارة للأندهاش هو أن مؤيدى الجماعة من الفقراء والمساكين وابناء السبيل يسجدون حمدا لله عندما يعلن رئيس هيئة الدفاع عن المخلوع – المكونة من عشرات المحامين المتطوعين لوجه الله كما جرت العادة – انه قد تم الغاء تهمتين عنه !
والحقيقة ، ان الأكثر ادهاشا من كل هذا ، هو ان المتهمين والمدافعين عنهم والمؤيدين الساجدين حمدا لله ، كلهم يقرأون القرآن ويمرون على آيات كثيرة من مثل ( ولاتأكلو أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها الى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالأثم وانتم تعلمون ) . ولكن يبدو ان على قلوب اقفالها و"بالضبة والمفتاح " ، اذ ان الذين يفعلون ذلك من الجماعة هم نفسهم الحكام الذين يدعون انهم ائمة المسلمين المطبقين لشرع الله بقطع يد السارق ورجم الزانى و.. و..
يقول الأمام الشعراوى فى تفسيره للآية : الأثم ، كما أخبرنا الرسول (ص) هو : مايحاك فى الصدر ويخشى الانسان ان يطلع عليه غيره ، اى انه الأمر المخزى والمخجل ) وما أكثر ماحيك وأخفى وهم يعلمون !
وظللت أندهش من هذه المبالغات فى الفساد ولا أجد لها مبررا ، خصوصا ان الفاعلين لديهم مايكفى ويفيض حتى اذا عاشوا ألف سنه تزيد خمسين ولاتنقص ، وانهم لاشك يعلمون عقوبة مثل هذا الفساد وظلم الناس . وكذلك اغلبهم ، ان لم يكن جميعهم ،فى عمر لم يتبق منه الا القليل , ومن ثم يذهبون الى حيث تكوى الأجسام بما جمع أصحابها من الذهب والفضة . وأخيرا توصلت الى أن مثل هذا التصرف لايحدث بهذه الصورة المدهشه وغير المبرره للشخص العادى الا فى حالتين لاثالث لهما : أما ان يكون الفاعل متأكد من أن دعواه بتطبيق شرع الله مقبولة دون شك بحيث تضمن له النجاة من كل فعل سيئ ، أو أن مايقال من حياة بعد الموت وحساب وجنة ونار ليس الا أساطير الأولين !
وكلا الحالتين لايصدران الا عن وعى واقتناع كامل ، وبالتالى فانهما يقعان فى حيز التخيير الالاهى : من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر . والقرار هنا بيد شخص واع فكر وقدر ثم قرر وبالتالى فهو من يتحمل نتيجة قراره . غير ان حديثى هنا موجه الى من يغرر بهم من عامة الناس الذين قد يظنون ان نجاتهم ستكون على يد اولئك الائمة والقادة والوكلاء ، فاسوق اليهم قوله تعالى وهو يخاطب خاتم انبيائه ( انما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر ) ، ويقول ايضا على لسان رسوله : ( انما أنا بشر مثلكم يوحى الى انما الاهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولايشرك بعبادة ربه أحدا) .
وأهدف من هذا الحديث الى لفت نظر التائهين من عامة المسلمين الى تفادى المفاهيم الخاطئة ، التى جرتنا اليها بعض التفسيرات الخاطئة لمبادئ الدين الثابته والتى اصبحت تعتبر لدى البعض جزء لايتجزأ من تلك المبادئ . فهناك ، مثلا ، الفهم الخاطئ والراسخ لدى البعض من ان الحج يمسح الذنوب جميعا فيعود الحاج بعده كم ولدته أمه . يصحح الأمام الشعراوى هذا الفهم كالتالى :( ان من يعتقدون ان الانسان له ان يرتكب مايشاء من معاص ومظالم ، ثم يظنون ان حجة واحدة تسقط عنهم كل ذنوبهم ، لا يدركون امورا مهمة :
اولا : ان الحجة التى تسقط الذنوب لابد ان تكون لله
ثانيا : ان تكون من مال حلال .
ثالثا : الذنوب التى تسقط هى المتعلقة بالله سبحانه وتعالى وليس المتعلقة بظلم الناس .
فاذا طبقنا هذه المبادئ البسيطة على ماثبت من تصرفات بعض مسئولى الجماعة فى شان الحج ، نصل الى العجائب التالية :
كثير منهم يحج على حساب أوموال الفقراء والمساكين .
لايقدمون للحجاج مايقابل ما يدفعون من الأموال
هناك كثير من القصص التى تحكى عن اتفاقيات مع أطراف أخرى يتكسب من ورائها مسئولو الحج أموالا طائلة على حساب الخدمات التى تقدم للحجاج .