Post: #1
Title: الصول و الصولجان! بقلم ا د / علي بلدو
Author: علي بلدو
Date: 09-30-2019, 03:09 PM
03:09 PM September, 30 2019 سودانيز اون لاين علي بلدو-السودان مكتبتى رابط مختصر
خواطر طبيب
نعيب زماننا و العيب فينا و ما لزماننا عيب سوانا اذا ماا انبت الزمان قناة ركب المرء في القناة سنانا لعل ابوالطيب المتنبئ عندما صدح بهذه الابيات كان يشير بوضوح لواقعنا السياسي منذ سنوات’ فجل ازماتنا و مشاكلنا صنعناها بايدينا ’ ثم (غلبنا) ان نضع لها الحلول’ حتى حلت علينا حكومات و انظمة (العباقرة) فزاد الطين بللا و اصبحت ارضنا ( برجوبة) غاص فيها الجميع ’ و يوما بعد يوم ’ و لا يجدون منها فكاكا! لقد قام السياسيون الفاشلون’ و الخريجيون المستلبون سياسيا و ثقافيا و باقي النخب السودانية التي اعقبت (حفل الشاي) و الذي لا يزال الكثيرون يعتقدون انه كان ( مهرجانا) للاستقلال و عيدا لاولنا و اخرنا’ لقد قام اولئك القوم باجترار خطئية كبرى في حق الشعب السوداني الذي وثق بهم و سلمهم مقاليد الامر ’ و لكنهم بدلا من ان يكونوا على قدر المسئولية, نراهم قد اخلدوا الى الارض و تشاكسوا فيما بينهم و تفرقوا فرقا و احزابا و طوائف و كل حزب بما لديهم فرحون. ليس هذا فحسب ’ بل رضوا ان يرتموا تحت اقدام الطائفية و الرجعية و ان يطلبوا منها العون و (المدد) و يستنصروا بها على بعضهم البعض ’ صاغرين ’ ذليلين’ و دوما كانوا هم اليد السفلى في اتفاقاتهم مع السيدين’ و نسوا او تناسوا رغبة الشعب الذي تمنى : يد و يد و ييد نلحق البعيد يد و ييد ما في بينا سيد و اقول انه من هنا بداء الفصام السياسي في السودان و الذي تفاقم بعد ذلك كثيرا و لا يزال . لقد اقدم من كان قبلنا من هؤلاء الساسة(الضاربين) على شئ لم يسبقه به احد من العالمين, و هو قيامهم باستدعاء قائد الجيش ليتسلم السلطة و الاصرار عليه ( و الحلف عليه) ان يقبل , بعد ان تمنع لعلمه بخطورة الموقف’ و لكنه رضخ في النهاية و (فش غبينة) من طلب منه ذلك’ و الذي اراد ان (تكون علي و علي اعدائي) و نكاية و (مكاواة) لخصومه من باقي الاحزاب المنافسة و التي بداءت هي الاخرى في التشرذم و التشظي. نعم ’ لقد تم اعطاء اول جرعة من مخدر السلطة القوي لجيشنا و عساكرنا من زعماء الاحزاب(الديمقراطية) و شجع ساستنا عسكرنا على ادمان السلطة و الجاه منذ ذلك الحين’ و كما رسخ مفهوما شائها لدى الجنود ’ ان هؤلاء(الملكية) لا يصلحون لادارة شئون البلاد و العباد و غير (جاهزين ) للدفاع عنها و سط الكيد السياسي الرخيص و الصراعات و (الحفر ) و ( الدفن ) لبعضهم البعض’ حتى تكومت تلك الرمال لتصيب ارض السياسة السودانية بالجفاف و التصحر الديمقراطي و تحولها الي صحراء جرداء و قاعا صفصفا و جدبا بلقعا ’ لا يرعى فيها الا الجند و العسس! و لازلت اقول ’ ان ذلك الادمان السلطوي ’ و الكنكشة النخبوية’ اضافة لفقدان الثقة في السياسيين’ جعل الكل يطمع في السلطة ’ و حاد بالمؤسسات عن اداء دورها’و اصبح كل (صول) يبحث عن (صولجانه), و منهم من وجده و منهم من لا يزال يواصل البحث و لو كان في (قعر ) ( الشجرة).
|
|