سرقوا الدولة السودانية و حشروها في جيوبهم..! بقلم عثمان محمد حسن

سرقوا الدولة السودانية و حشروها في جيوبهم..! بقلم عثمان محمد حسن


09-25-2019, 04:56 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1569427011&rn=0


Post: #1
Title: سرقوا الدولة السودانية و حشروها في جيوبهم..! بقلم عثمان محمد حسن
Author: عثمان محمد حسن
Date: 09-25-2019, 04:56 PM

04:56 PM September, 25 2019

سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




* سرقوا الدولة السودانية و حشروها في جيوبهم عياناً بياناً.. و نحن نضيِّع الزمن في فحص الحيثيات و الإجراءات القانونية و ما إلى ذلك لبتر الفساد من جذوره.. و إعلاء كلمة القانون دون خوف من المستأسدين الملطخة أياديهم بالدماء و الفاسدين المحتمين بأولئك المستأسدين الذين صنعهم النظام البائد و مكَّنهم تمكيناً مشهوداً..

* كشفت الإعلامية يسرية محمد الحسن عن مذكرة سرية للغاية رسمت السياسة الرسمية للنظام البائد عقب تسلطه في يونيو ١٩٨٩.. و قد حصلت على المذكرة إبان احتفالات الاستقلال في عام ١٩٩٠.. و مصدر الوثيقة أحد كبار المسؤولين بمكتب والي ولاية شمال كردفان آنذاك، قبل أن يطيح به النظام في مجزرة الصالح العام التي طالت كل الخبرات و الكفاءات غير الموالية لتنظيم الإخوان المسلمين..

* و المذكرة موجهة من رئاسة تنظيم الاخوان المسلمين الي: ".... الوزراء. والولاة ومدراء المؤسسات الحكومية و كافة مدراء الجامعات ومنسوبينا في الجيش والشرطة"..

* و تأمر المذكرة جميع من يهمهم الأمر أن يوقفوا كل التعيينات في جميع الولايات والمرافق الحكومية والجيش والشرطة و يوقفوا التقديم للوظائف بالمؤسسات العسكرية..

* و تأمر، بصراحة وقِحة، أن يتم تعيين الاسلاميين.. و الإسلاميين، فقط في الوظائف بالمؤسسات المذكورة..

* لم تأمر المذكرة بتعيين الإسلاميين فقط، بل أمرت بتمكينهم وظيفًا وماديًا واجتماعياً ولوجستياً..

* و فرضت على المعنيين بالأمر تقديم الإسلاميين علي جميع السودانيين الاخرين في الدراسة والترقي والابتعاث الخارجي والتجارة و ما إلى ذلك..

* و توقعت المذكرة أيلولة كل مؤسسات الدولة ووظائفها و كل ما له علاقة بالتجارة و الأعمال الي الاسلاميين وحدهم.. و ذلك بعد تنفيذ الاستراتيجية االقومية الشاملة التي تم تخطيطها وفق ما جاء بالمذكرة..

* هكذا أسست المذكرة لسياسة التمكين التي أفقرت عموم الشعب السوداني و أغنت المتأسلمين، دون أدنى جهد، لتحقيق (المشروع الحضاري) الذي كانوا يخططون لنشره في العالم كله بعد أن " يفوقوا العالم أجمع"..

* و نجح النظام نجاحاً باهراً في كسر الدولة السودانية الحديثة.. لكنه فشل فشلاً ذريعاً في بناء المشروع الحضاري، إذ إنكب ربَّان المشروع في بناء المشاريع الخاصة بهم و بأسرهم على أنقاض الدولة السودانية.. و ألقوا بالمشروع الحضاري المزعوم على قارعة الطريق ليلتقطه أي كلب يأتي بعدهم ليمضي على درب " لا لدنياً قد عملنا!"

* تجسد أنكى نجاحاتهم في تجريد الجيش السوداني من عقيدته العسكرية و إدخاله في المنظومة العاملة لتأسيس الدولة الاسلامية وفق برنامج النظام.. و تم إخلاء الجيش من الضباط المحترفين الأكفاء و أبقوا على الضباط المتأسلمين و الضباط اللا مبالين بما يحدث من خراب للعسكرية السودانية و عقيدتها..

* و خلقوا لجنة أمنية من الموالين لهم.. و هي (اللجنة الأمنية) التي تصدت لثورة ديسمبر المجيدة و كونت المجلس العسكري و حبست الضباط من الرتب الوسيطة و الصغيرة و ضباط صف و جنود القوات المسلحة.. و عمدت إلى تخريب متعمَّد للثورة بشتى الأساليب.. و تركوا أبواب الهروب على مصاريعها لهروب القتَلة و الحرامية و الفاسدين الآخرين..

* و أباحوا ساحة الاعتصام بالقيادة العامة للقتل و الاغتصاب و رمي الءحياء من الشباب أحياء في النيل مقيدين..

* السلطة الحقيقية الآن للعسكر.. و لولا خشيتهم من الشارع الرابض في وضع الوثوب لما تنازل قيد أنملة عن السلطة..

* و نجح النظام في تقديم الرأسمالية الطفيلية (المتكوزنة) علي الاخرين في التجاره الداخلية و التصدير و الاستيراد.. تخريب الاقتصاد داخلياً و خارجياً..

* تلك الرأسمالية الطفيلية هي التي تتحكم اليوم في قنوات انسياب السلع و الخدمات إلى نقاط البيع.. بل و تتحكم حتى في نقاط البيع ذاتها.. و ما الشح المصطنع هذه الأيام سوى أثر من آثار تمكين الرأسمالية الكيزانية التي لا تفتأ تصب البنزين على نيران الأسعار المشتعلة في كل متاجر و كل الأسواق.. و الأزمات تتتالى..

* و نكاد نرى التنسيق الملتزم بين العناصر التي مكَّنها النظام لدحر الثورة و عودة نظام شبيه بالنظام البائد..

* و هذا ما لن يكون!