هكذا ودعنا صلاح أبن البادية . . ! بقلم الطيب الزين

هكذا ودعنا صلاح أبن البادية . . ! بقلم الطيب الزين


09-24-2019, 00:05 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1569279942&rn=0


Post: #1
Title: هكذا ودعنا صلاح أبن البادية . . ! بقلم الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 09-24-2019, 00:05 AM

00:05 AM September, 23 2019

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر





كأنه كان يعرف إقتراب ساعة رحيله، فودع شعبه ووطنه بطلته التاريخية في حفل توقيع الوثيقة الدستورية بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الإنتقالي، يوم ٢٠١٩/٨/١٧، من خلال أغنية "حب الأديم" التي حشد فيها كل مشاعره الوطنية وهو جالس على الكرسي، تعبيراً عن وله الفنان المبدع المسكون بحب الوطن، الذي كان مفعماً به، وبعنفوان الثورة، فأستدرجنا بهذا الألق والعشق وإحساسه ومشاعره، الى كلمات أغنيته التي تلامس شغاف الروح :
ما عشقتك لي جمالك
أنت آية من الجمال
أو هويتك لخصالك
إنت أسمى الناس خصال
أو لي روحك لي جلالك
أنت هالة من الجمال
في إغترابي وفي إبتعادي
ليك لأنك من بلادي
شلت من النيل صباهو
من جمال النيل بهائو
من مناظر السبر صفحة
من رهيد البردي لوحة
من نخيل البارقة طرحة
من مريدي السمحة نفحة
الطبيعة حنت عليك
خلدت بسماتك فيك
ليك غرد كل شادي
ما بصح وطريقنا باين
يا شبابنا نقيف نعاين
الأمل معقود علينا
والعمل ظمئان إلينا
بي سواعدنا ونضالنا
غيرنا من يحرث أرضنا . . ؟
ويبني ويعمر بلدنا . . ؟
غيرنا من يفني الأعادي . . ؟
نحن سافرنا وبعدنا
ما عرفنا هواك بعدنا
كل ما لاقتنا فتنة
الفؤاد حن ولفتنا
وكل ما إتمنا هو بسمة
من ملاك أضناه حبو
حلموا كان الغربة نسمة
من أريج بلدو البحبو
جينا في لهفة مشاعر
ليها تزحمنا الخواطر
نبني مجدك يا بلادي .
هذه الأغنية، ودفء المشاعر التي تغنى بها صلاح ابن البادية، في ذلك اليوم كان لها وقعها المؤثر في نفوس الملايين.
بعد نجاح الثورة كان الفقيد مسكوناً بأمل جديد، وعزيمة نافذة، وجسارة واقدة، لذلك لم يخذل فنه، وشعبه، ووطنه، رغم خذلان العمر والأيام والأقدار له في أقل من شهر ، بعد طلته الأخيرة في حفل التوقيع على الوثيقة الدستورية .
فكانت عمان عاصمة الاْردن، محطته الأخيرة، في هذه الدنيا الفانية . . فهناك أودعها آخر الآمه وأوجاعه، وآخر وصاياه وأمانيه وتمنياته ودعواته. . صلاح ابن البادية غادرنا جسداً في يوم ٢٠١٩/٩/١٦، لكنه روحا وعطائاً، هو حيّا في دواخل ومشاعر شعبه الذي تغنى له أحلى أغنياته التي ستبقى ذكرى حية ومحرضة لهذا الجيل الذي صنع أعظم ثورة لمواصلة مسيرة العطاء والإبداع .
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وعزاءنا لأسرته ومحبيه.