الانتخابات التونسية تنبيه هام - للقوى السياسية السودانية بقلم : د/حسين عمر عثمان

الانتخابات التونسية تنبيه هام - للقوى السياسية السودانية بقلم : د/حسين عمر عثمان


09-20-2019, 11:40 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1569019209&rn=0


Post: #1
Title: الانتخابات التونسية تنبيه هام - للقوى السياسية السودانية بقلم : د/حسين عمر عثمان
Author: د.حسين عمر عثمان
Date: 09-20-2019, 11:40 PM

11:40 PM September, 20 2019

سودانيز اون لاين
د.حسين عمر عثمان-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




النتائج الاولية للانتخابات التونسية لعام 2019م ، التجربة الديمقراطية الثالثة بعد الثورة فتحت الابواب والحوار والتحليل السياسي للوقوف عندها والاستفادة منها للبحث في المزاج والواقع السياسي وتطلعات الجماهير خاصة الفئة الشبابية الاكثر مشاركة سياسية بعد ثورات الربيع العربي، حيث اثارت نتائج تلك الانتخابات عدد من التساؤلات ما الذي حدث في تونس هل هي رغبة الشعب تجاه الكفاءات المستقلة ام هو فشل الاحزاب السياسية في كسب الجماهير ام عدم تحالف الاحزاب والالتفاف حول مرشح محدد؟
بالرغم من اختلاف التاريخ والجغرافيا والظروف السياسية من جهة، وتشابه الاجيال ، شباب الفضاء الالكتروني ، والثورة على الاستبداد ، والكفاح من اجل الحرية والديمقراطية والنظام المدني ، وبحث الشعوب عن نفسها من جهة اخرى. ان المقاربات والمقارنات مفيدة بين الشعوب، ولكن الفرق في التجربة التونسية هو دخول تونس تجربتين ديمقراطيتين بعد الثورة بحكومة الرئيس المنتخب المنصف المرزوقي ، ثم الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي وهذا ما لم يحدث في السودان، ان الوقوف عند التجربة التونسية مهم ومفيد للدول المقبلة على الانتخابات خاصة الشعوب المنتصرة على الدكتاتوريات مثل السودان بعد الفترة الانتقالية. تونس من الدول التي حدث فيها تغيير سياسي نتيجة لثورة على حاكم مستبد ، التجربة الاولى بعد الثورة كانت من نصيب الرئيس المنصف المرزوقي الذي حكم البلاد ديمقراطيا ثم التجربة الديمقراطية الثانية فاز فيها الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي الذي توفي في يوليو عام 2019م. رئيس حزب نداء تونس (تحالف لقوى سياسية) بحصوله على ثقة الشعب التونسي حيث حكم البلاد بموجب تلك الانتخابات.
اما الانتخابات الحالية موضوع المقال هي التجربة الثالثة بعد الثورة حيث تنافس فيها عدد من المرشحين للسباق الرئاسي البالغ عددهم 26 مرشح منهم سياسيون وإسلاميون ابرزهم: رئيس الوزراء يوسف الشاهد، ، ووزراء سابقون ، إضافة إلى عبد الفتاح مورو، مرشح حزب النهضة، للأسف لم ينجح احد للدور الثاني. المفاجأة صعود حديثى التجربة السياسية مقارنة بالمرشحين الآخرين اللذان تقدما في السباق الرئاسي ألاستاذ والقانوني قيس سعيد، والإعلامي الذي يحاكَم بتهم فساد، نبيل القروي رغم خوضه الانتخابات من داخل السجن ، وتقدما على بقية المرشحين الآخرين وصعودهم إلى الدور الثاني . حيث وصف المراقبين تلك النتائج بالزلزال في الساحة السياسية واقتلاع منظومة الحكم الكلاسيكية من قصر قرطاج، وأكد فشل الأحزاب والائتلافات، وألاطاحة بمحترفي السياسة والتخطيط، وشرّع الأبواب والنوافذ على مستقبل يستبشر به البعض ويخشى عواقبه البعض الآخر، وربما تنتهي الانتخابات التونسية بفوز احد المرشحين وفي الغالب الدكتور/ قيس سعيد، وان الشعب التونسي مثقف ومستوى التعلم في تونس جيد والبنية التحية التونسية والاقتصادية افضل بكثير من بعض الدول العربية والأفريقية وليس بتونس صراعات داخلية، ولكن الاصلاح وإدارة الدولة تحتاج لمنظومة سياسية لديها رؤية وتصور لإدارة الدولة وكوادر وكفاءات لان الادارة هي تحقيق للأهداف من خلال الاخرين، قد يكون رئيس الدولة جيد ولكن لا يستطيع وحده ادارة الدولة في مستوياتها المختلفة، تحتاج الدولة الي فرق عمل في المستويات المختلفة مدربة ومؤهلة وتحمل تصور الدولة والإصلاح . اما اذا اخذنا السودان بالقابل دولة مثقلة بالأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المعقدة والمزمنة و مشكلات عدم التنمية المتوازنة من الصعب على أي فرد مستقل ليس له عمق شعبي وجماهيري في الاقاليم المختلفة ان يكسب الانتخابات بالشكل الذي حدث بتونس، ولكن لا يستبعد المفاجئات في السياسية بسبب المزاج السياسي وموقف الشعب السوداني من الاحزاب السياسية ، بسبب عدم التطوير ومخاطبتها حاجات ورغبات وتطلعات الشعب. على أي حال ان ما حدث بتونس تنبيه هام للأحزاب والقوى السياسية يستحق التأمل والدراسة والوقوف عنده والاستفادة من الدرس والتجربة بصورة اكثر عمقاً.