حكومة فرندقس!! بقلم ا د/ علي بلدو

حكومة فرندقس!! بقلم ا د/ علي بلدو


09-20-2019, 04:16 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1568992560&rn=0


Post: #1
Title: حكومة فرندقس!! بقلم ا د/ علي بلدو
Author: علي بلدو
Date: 09-20-2019, 04:16 PM

04:16 PM September, 20 2019

سودانيز اون لاين
علي بلدو-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



خواطر طبيب


بينما نامت الاعين في ذلك اليوم و هي تمني النفس بأن تشرق شمس الصباح على غد مشرق من الحرية و السلام و العدالة ’ و فجر متجدد من العدل و المساواة و هي تحلم بان تلبي الحكومة الجديدة المنتظرة و التي اشرأبت لها الاعناق و تطاولت لرؤيتها الاجساد ’ لتكون برداً و سلاماً على ارواح من ضحوا بارواحهم للسودان الجديد و الانعتاق و التخلص من ادران الماضي و سلاسل و قيود الافات البغيضة التي اقعدت بنا سنينن عدداً’ و لكنا اصبحنا كصباح امرئ القيس منشداً :
ألا يا ايها الليلُ الطويلُ الا انجلي بصبح و ما الاصباح منك بامثل
فتمخض جبل و طود مشاورات كبير القوم الجديد و تمحيصه كما يزعمون و غربلته و رؤيته الثاقبة مع خبرته التراكمية في ارض الله الواسعة و علاقاته مع افراد ليسوا منٌا و لسنا منهم’ تمخض ذلك الجبل فولد (ام سيسي) يعاني من قلة الوزن و امراض الحكومة الستة.
و بدلاً من حمل ذلك المولود الخديج لاقرب حضانة ثورية لمعالجته من هذه التشوهات الخُلقية ’ اذا بنا و كما هي العادة ننغمس في الاحتفالات و الصخب و الضجيج ’ و التشاغل بتوافه الامور من شاكلة ( القدمت المؤتمر الصحفي شكلها مختلف) و ( رئيس الوزراء جا خاشي براحة) و غيرها من سفاسف الامور و التي لا تسمن و لا تغني من جوع!!
و في ظل هذا الجو الاحتفالي و المولد الحكومي تناسى الجميع اهداف الثورة و ما قامت لاجله و ما ذا فعلوا لتامين النصر و الثورة من تربص اخوان الشياطين بها و جحافل المنتفعين و المرتزقة الذين نمت لحومهم من سحت و حرام حزب شجرة الزقوم التي تطلع في اصل الجحيم و طلعها هو جيوش الشركات و الافراد و المنظمات و الجمعيات و التي تعمل بصورة اعتيادية حتى الان ’ و كما شاركت ايضاً في الترحيب بالحكومة الجديدة و نشرت لها التهاني في الصحف و الوزارات كنوع من الوقاحة المتوقعة و المعتادة من هذه الفئة التي شوهت كل جميل في هذه البلاد و لا تزال.
لازلنا نصفق لهذا الوزير لانه انزل اللافتة و اكل مع العاملين و خاطبهم على الارض ’ و قام بتسميع نشيد حرية الصحافة و الحريات و اتاحة الفرصة و غيرها مما سمعه الناس سابقا و لربما بصورة افصح لسانا ً من القوم السابقين’ و لكن لم يسال احد عن الخطط و البرامج و القرارات و النهج المتبع’ و بذا يعود الماضيي باشكال ووجوه جديدة.
كما فرحنا و دمعت اعيننا من رؤية اول امرأة في منصب سيادي خارجيٌ’ و لكن بمجرد ان وقعت اعيننا عليها الا و تذكرنا ابيات ابي البقاء الرنٌدي:
لكل شئ اذا ما تم نقصانُ فلا يغر بطيب العيش انسانُ
هي الامور كما شاهدتها دولُ من سٌره زمن" ساءته ازمانُ
فوزيرتنا الجديدة المنتظرة تعاني من بطء الحركة و طول مدة زمن الاستجابة ’ مع فقدان اللباقة و عدم الحضور و التفاعل’ جنباً الي جنب مع فقدان الثقة و عدم وضوح الرؤية لديها في كثير من القضايا’ اضافة الي اضطراب المظهر الخارجي و الذي يُوحي للدول الخارجية ان هنالك ازمة حقيقية في بلادنا المأزومة حقاً بامثال هؤلاء.
أما أذا تحدثنا عن الباقين فالحديث ذو شجون فالكل يعمل لكسب الود و روح التعاطف و بيان انه من الزاهدين ’ فهذا الوزير مثلا يرفض استلام اي مخصصات مالية و يتناسى موكب السيارات التي تصاحبه و الحراسات و سيارة المنزل و السكرتير و مدير المكتب و السائق و هلم جرا.
و هذه الوزيرة الشابة تعتقد تماماً انه لا فرق ببين قيادة موكب او مظاهرة و قيادة وزارة مثثقلة بالملفات و العمل الاداري ’ و كما يسود لديها الاعتقاد ان التبسم ٌ في وجوه الناس و الرشاقة الزائدة كفيلة بحلحلة كافة المشكلات في ايام معددوات.
و كما لا ننسى ( حركة) الوصول لمجلس السيادة بحافلة من مجلس الوزراء في مسافة دقيقتين فقط كنوع من الشو و تسجيل النقاط و الظهور بملابس الرهبان’ و ذلك قبل ان يعودوا لسياراتهم الفارهة و مواكب الاليات من خلفهم.
في تقديري المتواضع ان هذه الحكومة اقل كثيراً من طموحات الثورة و الثوار’ و انها تتقاصر بصورة خطيرة عن تلبية الحد الادني من مطلوبات المرحلة ’ بل انها اصبحت ظهراً مكشوفا ً و منحنياً كذلك للثورة’ و ستغري الكثيرين بالانقضاض عليها و ركوبها و لن يكون ذلك صعبا ً او عسيرا على من جثٌم على صدر شعبنا ثلاثين عاماً حسوماً.
فاذا كانت حكومتنا هذه هي بدون شك هي حكومة (فرندقس) فما على اعداءها الا ان ( يدردقوها بشيش) و يهبطون هبوطاً ناعماً و قريبا ستسمعون ( هي لله لا للسلطة و لا للجاه) كالتي سمعتموها اول مرة.