كمحام..كيف تتعامل مع الموكل العكليتة؟ بقلم د.أمل الكردفاني

كمحام..كيف تتعامل مع الموكل العكليتة؟ بقلم د.أمل الكردفاني


09-19-2019, 05:59 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1568869145&rn=0


Post: #1
Title: كمحام..كيف تتعامل مع الموكل العكليتة؟ بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 09-19-2019, 05:59 AM

05:59 AM September, 18 2019

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




ما أصعب أن تتعامل مع الجهل ؛ والجهل يندغم بالتعبير ، والتعبير لغة حيث يتلاغى الناس ليتدافعوا بها ولذلك يقولون أن كل خطاب يتسم بالعنف حتى عندما يكون بين حبيبين.
هناك إثنان يجب أن يكون المرء صادقا معهما عندما يلجأ إليهما ، الطبيب والمحامي. ولكن هذا لا يحدث في الغالب.
يأت الموكل ليطرح قضيته من وجهة نظره هو ؛ وهو يأتي مسبقا لا لكي يعرف أنه سينتصر في دعواه أم لا ، بل يأتي ليؤكد فقط نصره مسبقا.
الموكل العكليتة هو الذي يأتي للمحامي فيلف ويدور ويدور ويلف ولا يجيب على أسئلة المحامي بشفافية ، لديه اعتقاد أنه يفهم أكثر من المحامي وأنه مصيب دائما وأن المسألة محسومة وأن القضية بسيطة. اذهب أيها المحامي وارفع الدعوى وقل لهم ما قلته لك واحصل على الحكم وشكرا. أغلب من يخسرون دعاواهم ينسبون الفشل للمحامي ويلجأون لمحام آخر ، فيضطر المحامي الثاني للإطلاع على محاضر الجلسات ويكتشف أن قصة الموكل مختلفة تماما عما سرده له.
يستمر الموكل في شعوره بالخذلان بسبب خسارته للدعوى من مرحلة لأخرى. وهو لا يعرف أن عكلتته هي التي أدت إلى توجيه الدعوى إلى وجهة خاطئة منذ البداية. لذلك فعل المحامي دائما أن يتعامل مع موكليه بحصافة.
إن الموكل أكثر صعوبة من الخصم الذي سيرفع المحامي الدعوى ضده ، وترويض الموكل العكليتة أكثر أهمية من خوض الدعوى نفسها. لأن هذا النوع من الموكلين يخفي الحقائق والأدلة ويكذب في الوقائع ويدلس في كلامه. لذلك فالأسلم للمحامي هو أن يبدأ حوارا طويلا مع موكله قبل اتخاذ قراره باتخاذ الإجراءات القانونية.
اولا: يجب على المحامي أن يتعامل مع الموكل بعقلية خصمه. أي كلما اكتشف ثغرة في كلام الموكل عليه أن يفاجئه بالسؤال عنها ولا يتركها لتعبر.
ثانيا: الاستماع لشخص آخر قريب من الموكل أو من اعتبره الموكل شاهدا على الوقائع القانونية أو الواقعية التي تمت.
ثالثا: قبل أن يفهم المحامي إدعاءات موكله عليه أن يفهم شخصية موكله قبل كل شيء. وأن يؤسس قبوله أو رفضه لوكالته على أساس شخصية الموكل لا الملابسات فقط ، لأن شخصية الموكل هي التي سيحتك بها المحامي طوال إجراءات الدعوى أكثر من خصمه وأكثر من الدعوة نفسها.
هناك موكل يغالط دائما في مسائل قانونية ، وهذا من الأفضل أن ترفض قبول دعواه لأن لديه اعتقاد بأن القانون مثل قيادة الركشة.
هناك موكل يكذب كثيرا ويتذاكى بشكل غبي وهذا أيضا من المفترض أن تطلب منه بكل احترام أن يلجأ لمحام آخر.
هناك موكل يعتقد أن المحامي يجب أن يكون ####################ا يقدم الرشاوي ويشتري شهود الزور ويغير في الأدلة ...الخ وهذا أيضا يجب الابتعاد عنه.
هناك موكل يعتقد أنه اشتراك بمجرد توكيله لك وأنك يجب أن تتفرغ له هو وحده بالكامل وأنك يجب أن تكون متوفرا له خمسا وعشرين ساعة في اليوم وثمانية أيام في الأسبوع ، هذا أيضا عليك بالنأي عنه.
إن أصعب ما يواجهه المحامي هو أنه يلتقي بعشرات الأصناف من البشر يوميا ، مجبرا على أن يتعامل مع اللص والكذاب والأمين والصادق والمحترم وال#################### والمجرم والقديس. وهذا أمر يتطلب مهارة كبيرة ومرونة عالية. لذلك فمن أهم النصائح للمحامي هو ألا يهتم بالكم وإنما بالنوع. وألا يهتم بقبول تمثيل كل من يدخل إلى مكتبه بل عليه أن يحصحصهم ، فسمعة المحامي لا يحددها عدد الموكلين بل نوعية الموكلين.

Post: #2
Title: Re: كمحام..كيف تتعامل مع الموكل العكليتة؟ بقل�
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 09-19-2019, 03:42 PM
Parent: #1

الأخ الفاضل / أمل الكردفاني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مادام فتحت موضوعاُ يتعلق بالمحامي وموكله فلنتناول ذلك الموضوع بمنتهى الشفافية والصراحة والوضوح .. وأنت تجتهد في مقالك لتبرر وتزين مواقف المحامين وتبرز عيوب الموكلين !!.. وكم كان يعجب القراء لو أنك كنت عادلاُ ومنصفاُ في أحكامك .. ولكنك بحكم المهنة دافعت عن المحامين ولم تدافع عن الموكلين .. وتلك خطوة مسبوقة تؤكد أن المحامين يفتقدون الصدق كثيراُ وكثيراُ فيما يرون وفيما يذهبون إليه عند الممارسة .. وكما قلت أنت قد يراوغ الموكل بعدم الإفصاح الصريح للمحامي بحقائق الأمور .. ويظن أنه بتلك المراوغة يخدع المحامي ليكسب قضية خاسرة .

أولاُ : دعنا نقر ونعترف بتلك المزاعم فرضاُ وجدلاُ .. رغم أنها ليست بتلك المبالغة التي ذهبت إليها أنت .. وليست بتلك الظاهرة المقلقة التي تشمل كل الموكلين .. ولكن لماذا لا نطرح ولو القليل من هفوات وأخطاء ومراوغات المحامي السوداني ؟.

ثانياُ : من النادر جداُ جداُ أن يصدق المحامي السوداني في تحديد الرسوم الفعلية والحقيقية لقضية من القضايا .. فهو في الغالب الأعم يزعم مبلغاُ مغايراُ للمبلغ الحقيقي المطلوب عن الرسوم الفعلية للقضية .. وتلك الرسوم المزعومة تكون عادة بالزيادة .. ثم يبرر تلك الزيادة بمبررات واهية يعرفها الموكل جيداُ ومع ذلك فإنه يسكت في الغالب من قبيل الاستحياء !.. ويلاحظ أن تلك الزيادة عادة تكون فوق مستحقات المحامي المتفق عليها مع الموكل مسبقاُ .

وثالثاُ : من وقت لآخر يطالب المحامي موكله بمبالغ هي في حقيقتها مجرد استنزاف .. حيث من وقت لآخر يطلب مبلغ كذا وكذا لزوم كذا وكذا .. وعند الجد والمحك يكتشف الموكل أنه لا يوجد كذا وكذا .. ولذلك فإن الناس يحذرون بعضهم البعض في السودان حين يتعاملون مع المحامي .. وينصحون قائلين : ( إياكم أن تقعوا في مكائد ومؤامرات واستنزاف المحامين !! ) .. فهؤلاء كلما يجدون التساهل والمرونة في الموكل يستنزفونه ويطالبون بالمزيد والمزيد .. وفي نهاية المطاف قد يجردون الموكل حتى النخاع .. وتلك النصائح لا تأتي من فراغ !!..

ورابعاُ : وهو الأهم في الأمر .. فإن المحامي السوداني حين يقف أمام القاضي ينسى كلياُ أنه موكل .. ولابد من استشارة الموكل في خطوات القضية في الصغير والكبير دون أن يتخذ القرارات منفرداُ .. وهو الأمر الشائع المتعارف في كل دول العالم إلا السودان .. حيث ذلك المحامي السوداني الذي ينسى كليا حق الموكل في قبول أو رفض التأجيل.. وكذلك ينسى كليا حق الموكل في تحديد يوم التأجيل .. وقد لا يوافق الموكل بقرار المحامي الذي يؤجل القضية لأن لديه قضية أخرى في محكمة أخرى .. وحتى أنه لا يعتذر للموكل وكأن الموكل نكرة في نكرة !! .. وعليه أن يقبل خطوات المحامي إن شاء أو أبى !!.. منتهى الاستهتار بحقوق الموكل في السودان .. ومن المضحك جداُ في أية قضية في السودان أن يقف الشاكي والمدعي دون أي اعتبار في الوقت الذي فيه يتم تأجيل القضية ليوم كذا وكذا .. حسب الأيام المتاحة للقاضي والأيام المتاحة للمحامي !! .. أما ذلك الموكل المدعي فلا يدخل في الحساب !!.. ولا يستشار إطلاقاُ إذا كان يوافق على فكرة التأجيل من الأساس .. وكذلك لا يستشار أطلاقاُ إذا كان تاريخ التأجيل يتناسب مع ظروفه !!.

ورغم كل ذلك الإجحاف الذي يعانيه الموكل نجد أخونا ( أمل الكردفاني ) يجتهد هنا ليبرر أخلاقيات المحامي السوداني .. كما يجتهد ليعيب تصرف البعض من بسطاء الناس والغلابة!!!!.. فيا عجباُ من الذي يجب أن يشتكي من الآخر ؟؟ .

وفي الختام لكم خالص التحيات .