نصيحتى لكم - الوزراء الجدد بقلم عمر عثمان

07:09 PM September, 11 2019

سودانيز اون لاين
عمر عثمان-Omer Gibreal-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

– عمود – الى حين



عند اتفاق السلام مع الحركة الشعبية و تشكيل الحكومة كان هناك سعادة و فرحة عارمة فى نفوسنا كشعب و ان الامور ستذهب الى الامام و لكن اخوان الشيطان كان لهم خطة اخرى , يتمركزون فى مفاصل الخدمة مدير مكتب الوزير و مدير الشئون الاداريه و الماليه و العلاقات العامة و النقابة يحيطون بالسيد الوزير كالسوار بالمعصم , فكان يتلقفون الوزير احتفالا و حلوة و تصفيق و ترحيب و تعريف و تمجيد ثم يتوقف العمل فى الوزارة لاستقبال السيد الوزير و فطور و غداء و عشاء و عزومات و ذبائح , ثم بعد ايام معدودة سفريه سريعة تريحه من كثرة سلام المباركين قبل ان يعرف أي شئ و العمل متوقف فى الوزارة ثم عدة شهور لا يسأل عن الخطة الاستراتيجية للوزارة يجتمع مع المدراء العامين و يعطى تعليماته بسير ألعمل و جدول اعمال ملئ بالاهميات و مبهجات الحياة , و مبلغ محترم فى جيبة و سفريه مع طاقم لحضور المؤتمر العالمى الفلانى , نبلاء اوفياء اشداء سريعون فى حل مشاكل الوزير الشخصيه , علاج و دراسة الاسرة و مشاكل احبابه و اقربائه , خدمات المنزل و الابناء و السيارات و الاستشمارات , تغير اثاث مكتب الوزير و تغير الخطط لكى يشعر و يشبع نفسه انه فعل شئ ثم تلغى كل الخطط عند مقدم الوزير الجديد و من ثم يصدق الوزير انه فارس و عبقري زمانه, ثم يقفلون على الوزير المغفل الباب و يحجبونه و ظل يحدث هذا حتى اخر تشكيل وزارى قبل خلع النظام , هكذا كانت تسير الامور اعزائي الوزراء المحترمين الجدد ,

فرغم قلتهم الا انهم يوجدون فى ادارات الوزارة كثير من المنافقين و مكسري الثلج يدعون الورع و الهدوء و مقدرات صغيره فى عظائم الامور و يتسارعون لإبداء الرأى و هناك امور سنكشفها لاحقا غبية لا يقبلها عقل تناقش و تنفذ فلا يستطيع المهنى الا ان يضرب الكف بالكف ضاحكا للذي يحدث يستشار او لا يستشار ينفذون امرهم فلا شئ مهم لهم سوى المصالح و بقائهم , سابقا ما يقضيه مدير مكتب الوزير يعجز عنه مدير عام فيروهم الوزارة من خلال عدسات اعينهم يظهرون ما يريدون و يخبئون ما لا يريدون لوبي من المنفعجية ما كان يحدث تجهيز سفريات الوزير و نثرية الوزير و التصديقات التى بها عمولات سماسرة يعرفون كيف يلتفون على الوزير و الدائره المغلقة من الفساد الادارى فى اعلى الهرم كانت و ما زالت تحت اضراس الكيزان و المنافقين و حارقى البخور الذين تهمهم مصالحهم الشخصية انظر للسفريات الخارجية و النثريات تعرفهم كثيروا السفر بينما الفنيين و الشرفاء يحرمون , يتحكمون فى حجب الوزير يرفعون من يشاءون و يخفضون من لا يريدون و يقربون و يبعدون و ينقلون و ترقيات المهنين و تجاوزاتهم فى ادراجهم فزرعوا الخوف داخل نفوس المهنين و الفنين , فلذلك ترى مدير عام يتوسل لموظف صغير قريب من مكتب الوزير يفرطون فى حقوق البلاد و حريصون على مكتسباتهم , لذلك هناك صراع مصالح بينهم هم انفسهم , فيغنى الوزير من خلالهم و تصيب مصالح الوزير جيوبهم و مؤامراتهم تفرح سادتهم و تبريكات مؤتمرهم , لذلك هم لا خبرة فنية مهنية لديهم و لا خبرة اداريه عندهم 30 عام هم مدراء دون تدرج و خبراء دون خبرة ,

اخيرا بعد ارهاق و مغالطات و نقاش و حوار و كلام و حديث كثير و زمن ضائع تشكلت الحكومة و سيبدأ الوزراء الجدد باستلام مهامهم و الحديث و ثرثرة الثورة المضادة لن و لم تنتهى , لا يوجد زمن للنقاش فاحذروا هذه الافاعى, التخلص منهم سهل و لن يؤثر , كشف تنقلات صغير ينهى شرهم , الخدمة المدنية مليئة بالشرفاء الذين اصواتهم خافته و نفوسهم عالية , فأحسنوا فى اختيار من يكونون حولكم و لا تحتجبوا فتحجب الحقيقة عنكم , كل الذي تحدثنا عنه معرفته تجدونها دون صعوبه بأحضار ملفات العاملين و مصروفات الوزارة من السفريات و مدى استفادة المؤسسه منها ربما تجد سفرية لمدير عام فى كورس للسكرتاريه و مؤتمر يمكن ان يحضره قنصل يسافر اليه الوزير و مصروفات الوزير و النثريات الحوافز , و ربما يسطيعون اخفاء اغلب المستندات لكن بالبحث فى الاقسام المختلفة و وجود المراجع الداخلى ستكتمل الصورة , ستجد بعدها سيدى الوزير طريق ما ينتظره الشعب ,

[email protected]