السلام في السودان قيمته اكثر مما يتوقعه القحط بقلم محمد ادم فاشر

السلام في السودان قيمته اكثر مما يتوقعه القحط بقلم محمد ادم فاشر


09-11-2019, 05:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1568218986&rn=0


Post: #1
Title: السلام في السودان قيمته اكثر مما يتوقعه القحط بقلم محمد ادم فاشر
Author: محمد ادم فاشر
Date: 09-11-2019, 05:23 PM

05:23 PM September, 11 2019

سودانيز اون لاين
محمد ادم فاشر-السودان
مكتبتى
رابط مختصر






الجميع شاركت في إنتاج الثورة لماذا لم يتم الحوار في الخرطوم ؟ لتصميم الدولة علي أساس المواطنة المتساوية بإعادة صياغة مؤسسات الدولة لتشارك جميع ابناء الوطن في ادارتها وهذه القضايا لا يفترض ان تاتي بطلب من احد ناهيك عن الحرب .
فان نقل الحوار الي جميع عواصم الدنيا معناه هناك تفاوض سيتم في القضايا لا احد يفترض ان يكون له راي غير الذي ينبغي ان يكون .فان حق المواطنة المتساوية والعدالة هي قضايا يحاربون من اجلها ويفاوضون بشأنها لا يفترض ان تخضع للتجزأة ولا للربح والخسارة ولا يفترض ان يكون برضا احد .
وبل ان مهمة الثورة ان تحقق هذه القضايا علي ارض الواقع من تلقائها ولا تحتاج ان يطالبها احد في تحقيقها فان العدالة في الدولة ،والحقوق المتساوية للمواطنة وإشراك الاخرين في إدارة شئون الدولة، والتقسيم العادل للثروة والسلطة قضايا معلومة الي حد الكفاية.
نعم ان هذه القضايا يمكن ان يتم الحوار مع النظم الديكتاتورية لانها في الأساس تغتصب الدولة بما فيها ،وتحتكر كل شئ . ان التحاور معها للتخلي عن الجزء او الإشراك يمكن فهمه . ولكن لا معني ان يتحاور قادة الثورة فيما بينهم في قضايا تنفيذها من صميم عملهم ، وماذا يستطيعون قوله في هذه القضايا التي لا تحتمل ان تضاف عليها كلمة ولا حذف جملة واحدة .والا تقود البلاد من حرب الي الحرب الي ان تتحقق ،بصرف النظر عن الشكل والمضمون للإتفاق الذي يتم توقيعه في جوبا او في اي مكان اخر مجتمعين او فرادي .
فان نقل متطلبات العدالة في الدولة ،الي كل عواصم الدنيا علي مدي نصف القرن يكفي القناعة بان القضية السودانية لا علاج لها الافي الخرطوم لاننا نعلم تعقيداتها وكذلك اقصر الطرق لحلها .وهي العودة الي منصة التاسيس لا غير.
فان نقلها في هذا الوقت الي مكان اخر امر يدعو للريبة والشك في مسار الثورة والجدية في تحقيق الأهداف المعلنة .
والشاهد ان حكومة الخرطوم كلفت وفدها المفاوض فيه ميل الي من يفهمون لغة البعض لكونهم من المناطق نفسها ،وهده المسالة مدهشة جدا وقرار غير سليم ولا يعرف الفلسفة التي ورائها لان حميدتي وتعايشي وكباشي لا يختلفون مع الجماعة في الطرف الاخر من الطاولة في القضايا التي يطرحونها الا طريقة الطلب وكيفية التنفيذ .وبل هم انفسهم يعلمون ما هي هذه القضايا حتي قبل الجلوس معهم . وبالتالي لا يحملون رؤية الاخرين في شقها الاثني .من الخطأ ان نعتبر ان القضايا التي نتحاور من اجلها اليوم، بسبب تعقيدات صنعتها حكومة القحت بل تراكم قضايا ومظالم من عدةعوامل ولأسباب متشابكة بعضها قديمة قدم السودان .ولكن جانبها الاثني والجهوي هو الأساس والقضايا الاخري ما هي الا ناتج عنه معبر له.
ولذلك اذا عزمنا العقد لمواجهتها دفعة واحدة لا ينفع أسلوب المؤتمر الوطني الذي يجعل الضحايا يتحاورون مع البعض وفي النهاية لا ينتج الا انقسامات جديدة مثلما الذي شاهدناها في مصير الحركات الدارفورية وذلك كان الهدف المبتغي .ولكن اذا توفرت حسن النية والحرية في اتخاذ القرار لهذا الوفد من دون تلاحقها الشكوك والتساهل في الامر لاعتبارات التي وردت ذكرها فان التعبير عن رؤية الحكومة ليس هناك خيارات كثيرة أمامهم وخاصة الوسيط يعلم المشكلة بين الأطراف لربما اكثر من المتحاورين انفسهم. وليس هناك مناصا غير قبول العرض بعلاته مهما كان قاسيا علي حكومة القحت ليس لانهم يعبرون عن ذاتهم وبل متطلبات العدالة .
وحتي الحكومات الدكتاتورية كانت لا تري بد من موافقة القضايا موضوع الحوار امام الوسطاء لان ليس هناك ما يمكن قوله غير ذلك عندما يتحدث المعارضون في قاعات التفاوض قضايا المساواة والعدالة وإشراك الجميع في ادارة شئون الدولة وحقوق المواطنة المتساوية هذه القضايا ولا يمكن اعتراضها باي مبرر ،ولكن هناك فرصة لحكومات الدكتاتورية ان توافق علي كل ما جاءت من متطلبات العدالة. ولكن تتلكأ في التنفيذ وتتراجع عن البعض وبل تعمل في وسط المعارضين الذين وقعوا الاتفاق في تشتيتهم وصناعة العداوة بينهم وشغلهم في انفسهم حتي تتمكن الحكومة من الهروب في الالتزامات التي وقعت عليها.
ولكن الأخوة القحتيون انهم لم يدركوا حقيقة انهم يواجهون حقائق من المحال الهروب منها اذا كانت حكومة الثورة تحت الضؤ فليس هناك فرصة للتنصل منها .فان اول طلب هو اعادة صياغة مؤسسات الدولة لتتطابق المواصفات القومية وهذا الطلب جاء في وثيقة الفجر الجديد رفضته كل التنظيمات التي تتكون منها القحت اليوم .
وبالقطع فان تيم فريق اول حميدتي ليس هناك خيار غير قبول هذا الطلب وبل كل متطلبات العدالة .وعلي القحتين ان يكونوا مستعدين ان يدفعوا ثمن السلام هذه المرة قطعا سيكون اكثر الكلفة من عضوية مجلس السيادة ولا توجد مبررا لتقسيم شعوب الهامش الي البطون والافخاذ ليضيع الطلب ورائه.
مع ان الذي عشناه من التكالب غير المسبوق علي السلطة من جانب القحت بشكل الذي فقدوا حتي ادني درجات الحياء .لا اعتقد انهم علي الاستعداد لتصميم الدولة علي أساس المواطنة المتساوية بداءا بالمؤسسات الأمنية والخارجية والوظائف القيادية الفيدريالية وبالضرورة الحكومة. ولئن وقته فقط يدركون ان السودان ليس الخرطوم وتتبخر أحلام التنظيمات التي وصلت الي السلطة في حين غرة .
ولذلك ان اجتماع جوبا يتوقع ان يغير وجه التاريخ للسودان الي دولة تحقق الحلم للجميع او العودة الي حيث توقف فيه البشير وذلك لا يقودنا الا النهاية للدولة اسمها السودان .
ولكن في تقديري ان من يفكر ان يستمر الحوار لستة اشهر لا اعتقد مستعد للخيار الاول لان القضايا السودانية تمت قتلها بحثا علي مدي نصف قرن بحيث لم يبق ما يستحق التوقف كل هذا الوقت طالما كل شئ معلوم بالمقدار ولم يبق الا القبول او الرفض وقته الجميع ان يكونوا علي الاستعداء لدفع ثمن غياب السلام واحسب ان هذه المرة كل صاحب حاجة يقوم لحاجته بنفسه. وقته فقط الفرصة تكون مناسبة للسلام عندما يدرك كل شخص قيمة السلام .