Post: #1
Title: اغاني و اشعار الوحدة.. تداعيات ما بعد الانفصال! بقلم علي بلدو
Author: علي بلدو
Date: 09-11-2019, 03:04 PM
03:04 PM September, 11 2019 سودانيز اون لاين علي بلدو-السودان مكتبتى رابط مختصر
ترعرعت علي ايدي الشعراء و الفنانين و اغتالتها السياسة:
امدرمان- ظلت الاغنيات و الاشعار ذاكرة للامة و مخزنا للاسرار و رصدا للمتغيرات على السوح كافة’و كما مثلت ذاكرة شعبية للتقلبات المختلفة في عوالم السياسة و المراحل التاريخية المختلفة التي مرت بها البلاد. و لعل من ابرز تلك الاحداث انفصال الجنوب و قيام دولة مستقلة به, بعد سنوات طويلة من العيش المشترك و كذلك الاغنيات المشتركة’ التي لم يستطع احد فصلها حتى الان. ما في جنوب بدون شمال و اشتهر باداء هذه الاغنية الفنان صلاح مصطفى و من كلماتها: نميري قال كلام في جوبا و في ملكال مافي جنوب بدون شمال و تم بثها بكثافة في اعلام مايو بعد مؤتمر اديس ابابا المائدة المستديرة.
يا مسافر جوبا و قام باداءها المطرب النور الجيلاني: عاوز روحك تفرحا تنسى همومك روحها قوم سيب الخرطوم قوم بارحا سافر جوبا و يقوم فيها بوصف المناظر الطبيعية للجنوب و جمال الانسان هناك: جبل الرجاف زيو ما بيشاف يحضن التك يقبل جاي يقبل جاي يغازل في غصين الشاي هاي هاي يداعب في فرع باباي
فيفيان و غناها ايضا النور الجيلاني ’ تعبيرا عن الحب و المودة للجنوبيات: فيفيان يا اخوانا جنوبية ضوت ليل الخرطوم في ليلة نوبة و صوفية و الصب العاشق محروم و تعكس الاغنية روح التمازج و الانصهار الذي تولد باقامة التتجار االشماليين في الجنوب و المصاهرة و الاقامة الدائمة. جنوبية و ليس ببعيد عن ذلك اغنية عماد احمد الطيب و الذي تغزل فيها بالجنوبيات و مد يد الصدق و الحب لهمو تعبير عن التعلق الوجداني و الشعوري. منقو يعتبر منقو زمبيري من الشخصيات المؤثرة في التعليم قديما و فيه يتم الاشارة لروح الوحدة: منقو قل لا عاش من يفصلنا و ظل منقو رمزا تعليميا للجنوب في المقررات الدراسية. واو كتب الشاعر الراحل اسماعيل حسن اغنية واو و التي تغنى بها عدد من الفنانين, لرسم صورة جمال الطبيعة في مدينة واو ببحر الغزال:
قالتي هاو هاو ما خلاص ضيعنا هاو ادفنوني انشاءالله حي في ربوع الجنة واو و تعتبر من المفارقات اذ تنباء الشاعر الراحل بحدوث الانفصال و عبر عن ذلك بالتحسر مقدما.
اجمل مدينة زار الراحل الشاب الفنان محمود عبدالعزيز الجنوب اكثر من مرة و تعلق به, و تغنى : مدينة جوبا اجمل مدينة و اداها بعربي جوبا و لاقت نجاحا منقطع النظير’ و ربما لا تزال. و كما تم تصويرها فيديو كليب. سمسما و بفرة و من روائع الشاعر الراحل محجوب شريف, اغنية للوحدة الوطنية و السلام و التنمية: حلفا و الجنينة كسلا و لا واو حاجة مش كويسة كل زول براو و اخير سودانا بكرة من سودانا ناو كل طلقة بينا تبقى بينا وفرة سمسما و بفرة سكرا و شاي ليك شوقنا طال و ردد الشارع خلف عثمان الشفيع رائعته: يا الفي الغروب هات لحن قال يا في الجنوب ليك شوقنا طال من كلمات الراحل عوض الكريم القرشي في السبعينيات من القرن المنصرم, و تميزت بحلاوة اللحن و التنقل في الجمل و التراكيب الموسيقية ’ ما اكسبها شهرة واسعة. سايق الفيات
نظم العبادي هذه الاغنية في طرقات الجنوب بالاستوائية في مطلع الستينيات’ و ذكر فيها السائق زين الشباب ( زين العابدين) و باقي افراد الادارة من المامور و المفتش الزراعي و الغابي و صور دور الادارة و الموظفين الشماليين في الجنوب في تلك الفترة. و ماذا بعد...... و الان و بعد انفصال الجنوب و قيام دولة ذات سيادة, اصبحت هذه الاغنيات و الاشعار من زخم الماضي و شاهدا على حقبة هامة من تاريخ السودان, و دليلا على ازمات المجتمع السوداني و تناقضاته و الشد و الجذب و الاستقطاب السياسي و الذي قضى على فن الوحدة و اشعار التمازج, و لنشعر كلما سمعناها بفشلنا في ان نعيش معا و لو ضمتنا مليون ميل’ و انه لم تعد تجمعنا سوى كلمات و مفردات و باقي اغنيات.
|
|