الآلة الإعلامية وصناعة التغيير (3 من 3) بقلم فيصل سعدالدين أحمد

الآلة الإعلامية وصناعة التغيير (3 من 3) بقلم فيصل سعدالدين أحمد


09-10-2019, 07:22 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1568139736&rn=0


Post: #1
Title: الآلة الإعلامية وصناعة التغيير (3 من 3) بقلم فيصل سعدالدين أحمد
Author: فيصل سعد الدين احمد عبدالله
Date: 09-10-2019, 07:22 PM

07:22 PM September, 10 2019

سودانيز اون لاين
فيصل سعد الدين احمد عبدالله-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





شاهدنا رئيس الوزراء السوداني دكتور حمدوك في المؤتمر الصحفي الذي اعلن فيه عن تشكيلة الحكومة الانتقالية، و وسمعناه يتحدث عن إنفتاح ابوابه للإعلام وترحيبه بالإعلاميين، وهذه دعوة ذات مغزى عميق من رجل يدرك أهمية وسائل الإعلام وما ستؤديه من ادوار مؤثرة للغاية تسهم في إنجاح المهام والتحديات الصعبة امام حكومته، والتي وقف متصدياً لها بكل شجاعة وجسارة.
فالإعلام يلعب دوراً مهماً داخل المجتمع ويؤثر في أفراده تأثيراً كبيراً، من خلال نشر المعلومات والأخبار، ويستخدم العديد من الوسائل والأدوات التي تمكنه من تحقيق عدد من الأهداف من أهمها تكوين اتجاه وإهتمامات الناس وتشكيل افكارهم وآراهم، ومساعدة الجهات المسؤولة في اتخاذ القرار أو قبول الراي العام للقرار ما يسهل عملية التنفيذ.
غير أن الحكومة الانتقالية الحالية تدرك أن الظروف التي يمر بها السودان بعد الثورة التي قادها الشباب ليست هي الظروف نفسها التي كانت سائدة قبلها، ولذلك تتوقع أن تكون هناك الكثير من العراقيل والعقبات التي ستواجهها من قبل المندسين من النظام السابق في الاجهزة الحكومية أو المؤسسات العامة أوالخاصة، وقد اشار الى ذلك الفريق حميدتي عضو مجلس السيادة، الامر الذي يستدعي المطالبة بأن يكون هناك ميثاقاً للشرف الاعلامي وعدم المساس بالاهداف الوطنية والخروج عن النص.
من جانب آخر، فإن الظروف المواتية لوضع لبنات لمؤسسات الدولة المدنية في كافة المجالات سوف تشكل ضغطاً كبيراً على الجانبين الشعبي والحكومي، بسب الاستعجال أو الاحلام الوردية في حدوث التنمية والتحول أو القفزة المنتظرة للسودان خلال هذه الفترة الانتقالية القصيرة. وقد يؤدي عدم الايفاء بالمتطلبات الثورية أو عدم تحقيق تلك الاحلام على ارض الواقع الى إصابة الشعب بالإحباط.
لذلك ، ولما كانت وسائل الاعلام ، سواء كانت حكومية أوخاصة ، اضافة الى وسائل التواصل الاجتماعي تعد مصدراً مهماً من المصادر التي يتلقى منها الجمهور الاخبار، فهذا يحتم عليها أن تمارس دورها تجاه الوطن والمواطن في المساعدة على حماية ثورته من سدنة النظام السابق والعمل على بث الثقة في الجمهور وبناء الفكر المجتمعي، ورفع مستوى الوعي بكيفية ممارسة الديمقراطية ومبادئها ، وبأهداف الثورة في أقامة الدولة المدنية.
وإذا نظرنا الى البرامج التي تبث حالياً نجدها برامج بعيدة للغاية عن هذه الاهداف ، ومع تباشير الإعلان عن الحكومة الجديدة، ووصول فارس من فرسان الإعلام الثوار إلى كرسي وزارة الإعلام بالتأكيد سيكون هناك تغييراً كاملاً في استراتيجية مضمون الرسالة الإعلامية.
ولإحداث هذا التغيير والارتقاء بمستوى الرسالة الاعلامية حتى تتسق مع البرامج والطفرة التنموية المرتجاة في كل قطاعاتنا الحيوية ، لا بد من الانتباه الى ان وسائل الاعلام وطوال تاريخنا المعاصر لعبت دورا محوريا في الإسهام في غياب الوعي عن افراد المجتمع ، ونعني هنا وسائل الاعلام المخلصة لوطنها والحادبة على مصلحة السودان العليا، وبالتالي أسهم ذلك في ما آل اليه حال البلاد من تفشي لظواهر سالبة عديدة ، وبات الفساد والسودان صنوان لا يفترقان لعنوان فاضح ، وفشل مخجل، وناتج مبكي، وحقيقة مؤلمة.
واتصور ان من اولى الاولويات لوزارة الاعلام أن يكون هناك تخطيطاً مدروساً وممرحلاً لبرامج موجهة للشعب السوداني لرفع مستوى الوعي بأهداف الثورة ومتطلبات المرحلة الانتقالية ، وبرامج موجهة لتحفيز روح المبادرة والثقة والايجابية، وترسيخ روح المواطنة " وطني السودان" وتعلية قيمة الانسان السوداني ، وتعزيز ارتباط الافراد بالوطن ونبذ الجهويات وإفشاء روح التسامح، واحترام القانون، بأشكال مختلفة ووسائل متعدده هي متوفرة بلا شك . وهكذا من برامج تخرجنا من دائرة الأنا الضيقة الى رحاب أوسع هو: نحن سودانيون نفخر بحاضرنا ونعتز به ونستشرف مستقبلاً مشرقاً مضيئاً لأجيالنا القادمة.
كلمة اخيرة ..
لابد للإعلام في ظل توجهاتنا الآنية والمستقبلية ان يؤدي دوره كما يجب، وعليه عول كبير في ايصال الرسالة الجديدة لسودان صحيح معافى من كل أدران الأنظمة السابقة وامراضها..سودان آمن في مجتمعه ، سليم في صحتة، وقوي في اقتصاده، سودان نفخر به ونعتز دوما وأبدا.
هل أنا احلم بهذا الواقع؟ مجرد سؤال