حسنين (4) مسيرة النضال الممتدة بقلم حسن إبراهيم حسن الأفندي

حسنين (4) مسيرة النضال الممتدة بقلم حسن إبراهيم حسن الأفندي


09-10-2019, 05:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1568133280&rn=1


Post: #1
Title: حسنين (4) مسيرة النضال الممتدة بقلم حسن إبراهيم حسن الأفندي
Author: حسن الأفندي
Date: 09-10-2019, 05:34 PM
Parent: #0

05:34 PM September, 10 2019

سودانيز اون لاين
حسن الأفندي-
مكتبتى
رابط مختصر





سأتجرد عن مشاعري وعواطفي وأسجل للتاريخ فقط وإن كانت سيرة الرجل موسوعية

وظللنا نذهب لمكان المحاكمة للسلام عليه وهو مكبل بالقيود والبنادق الحديثة في كل اتجاه منه وبعضها يلامس جسده.
وانتهت المحاكمة وكان القرار السياسي إعدام الأستاذ علي .ولكن بر الوالدين وقف حائلا بين علي والموت , ألم أقل لك إن بر الوالدين أمر ينسأ في العمر ويكثر الرزق ويصرف الأذى .
ـ ظللنا نقرأ يس 124 مرة كل عصر بمنزل والده وبحضوره بالحارة الثالثة بالثورة.
ـ اتصل السادة الأدارسة وتربطنا بهم علاقات ووشائج قربى ونسب وطريقة بالمرحوم أنور السادات وأخبره المتصل أن وراء علي أربعون قبيلة , فماذا سيستفيد نميري بإعدامه غير عداء هذه القبائل , واتصل المرحوم السادات وطلب منه عدم إعدامه ولمصلحته وامتثل نميري للطلب فتغير الحكم لعشر سنوات سجنا ولعل السادات فعل ذلك على عكس ما فعل بالمرحوم عبد الخالق محجوب , فقد اتصل السوفيت بأنور السادات ليتوسط للنميري بعدم إعدام عبد الخالق محجوب لأنه يحمل وسام لينين ولكن السادات طلب من النميري إعدام الأستاذ عبد الخالق محجوب بسرعة وأنه سيقول للسوفيت إنه اتصل بالنميري فوجد أن الإعدام قد وقع فعلا ولا فائدة وبالفعل استعجل النميري وأعدم رجلا سودانيا كبيرا مفكرا . وقبل أن أدخل في سادية النظام وتعذيبه للبشر ـ والشيء بالشيء يذكر ـ أريد التحدث عن موضوع علاقة السادة الأدارسة بحكام مصر كما رواها لي بتفصيل سيادة الحسيب النسيب الشريف إدريس الإدريسي والذي كانت تربطني به علاقة خاصة وربما صداقة وود رغم التفاوت الكبير في الأعمار .
كان المرحوم جمال عبد الناصر ضمن الفرقة المصرية المتواجدة بالسودان وأظن بجبل الأولياء...وكان السيد إدريس الإدريسي يقيم لتلك الفرقة عشاء فاخرا كل شهر , قال لي : لاحظت أن عبد الناصر يأخذ كرسيا ويجلس بعيدا بعض الشيء من زملائه ويجول بنظره بعيدا مفكرا ,فاعتقدت أنه يُحس بغربة , فكنت أسحب كرسيا وأجلس بالقرب منه لأحادثه وأخفف عنه ... تمت مدة إقامة عبد الناصر بالسودان ورجع لمصر ووقعت ثورة 1952م وإذا بالإدريسي يجد أن من أبرز قادتها جمال عبد الناصر .
كان المصريون بعد الثورة يعاملون الأدارسة بصورة شبه رسمية عند زيارتهم لمصر ... وجاء انقلاب النميري بشعاراته ومنها محاربة الطائفية ’ وعند زيارة عبد الناصر للسودان ذهب سيدي إدريس الإدريسي للقصر الجمهوري وكتب ورقة صغيرة : إدريس الإدريسي بالخارج يود السلام عليك وأعطاها لأحد الحرس الذي حملها لجمال عبد الناصر وهو جالس مع النميري ... ما أن قرأ المرحوم عبد الناصر الورقة حتى نهض مهرولا للخارج وتبعه النميري ليرى هرم العروبة الأكبر ينحني مسلما ومقبلا يد الشريف المرحوم الإدريسي ... ومن يومها أصبح السيد إدريس له مكانته عند النميري حتى أنه لما توفي أعلن عن وفاته بالإذاعة وخرجت عربات الإعلام تهليلا وتكبيرا تقود المليونية التي شيعت السيد إدريس إلى مثواه الأخير بجامعه بالقرب من استاد المريخ ولم يكن نميري متواجدا بالبلاد لكني لاحظت نائبه السيد عمؤ محمد الطيب على رأس المشيعين .
ونعود لسادية مايو
صدرت الأحكام بحق علي والآخرين في رمضان وجاء من وكل بهم الأمر وأخذوا المحكومين الصائمين عصرا في رمضان وذهبوا بهم إلى سجن كوبر وظلوا واقفين أما باب المشنقة من الرابعة عصرا وحتى الرابعة فجر اليوم التالي وفتح باب المشنقة وأخذ الجلاد ينادي الأسماء ...فكان أربعة منهم محكومين بالإعدام أحدهم كان يسكن جارا لمنزلنا بأرقو ويشغل وظيفة ضابط إداري وعُلقوا في ذلك اليوم الأغبر ثم تليت بقية الأسماء وأخبر كل منهم بمحكوميته ... وقضى علي عشرة شهور علي البرش حبسا بملابس سروال صغير وعراقي لا يغطي ركبته ... وذهبت إلى محكمة الخرطوم شمال لأسلم عليه بعد أن عرفت أنه أستدعي من السجن ليدلي بشهادته في قضية كانت تخص مكتبه ..وانتظرنا وجاء على سطح ناقلة بالقيود والحراسة المشددة ولكن القاضي أمر بدخول علي لمكتبه وفك القيود وسمح لنا بالسلام والجلوس معه حتى بدأت الجلسة واستُدعي شاهدا .
بعد العشرة شهور حدثت ما يعرف بالمصالحة الوطنية وأطلق سراح المسجونين السياسيين ومن بينهم علي .
قضى الأستاذ المناضل 10 سنوات و11 شهرا ويوما واحدا خلال الحكومات الانقلابية الشمولية.
يتبع