كيف تصبح مليونيرا بمجهود بسيط بقلم د.أمل الكردفاني

كيف تصبح مليونيرا بمجهود بسيط بقلم د.أمل الكردفاني


09-10-2019, 03:55 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1568127348&rn=0


Post: #1
Title: كيف تصبح مليونيرا بمجهود بسيط بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 09-10-2019, 03:55 PM

03:55 PM September, 10 2019

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




يأتي الصبية المراهقون من أقاصي البلد ، إلى المدينة ، يتركون مناطق الانتاج هناك من زراعة ورعي ليصبحوا أفندية. التعليم في السودان لم يفض لانتاج منتجين بل لانتاج عالات ينتظرون الوظيفة الحكومية أو التدرج في مهن يمكنهم فيها ربط الكرفتات على رقابهم كالمشانق.
ديموقراطية التعليم منذ الاستعمار أفضت إلى ضعف اليد العاملة كما ونوعا. في الوقت الذي تنتج فيه المدارس الآلاف من الخريجين الشاعرين بالتفوق على من تركوهم هناك. قلة من المتعلمين هم من ينجحون في الاستفادة من تعليمهم للحصول على مكانة ادبية ومال وفير ، اما الغالبية فتقبع في الظل في انتظار الوحي.
دعنا نراقب هجرة السوريين إلى السودان ؛ فمن لم يأت بآلاف الدولارات أتى بحرفة له فيها دربة وقيافة.
أما الاحباش فجاءوا فأضحوا عالة على البلد حيث لا يعملون لا في حرف ولا حتى في الاعمال اليدوية كالبناء والنقاشة وغيرها. هم أيضا أصحاب ذهنية تبحث عن الأفندية بشكل ادنى قليلا من مفهومها العام. فهم إما حلاقون أو سائقو ركشات في الغالب الأعم. وأما النساء فبائعات شاي نافسن المواطنات في هذه المهنة. وكلها أعمال قليلة النفع وإن لم تخلو منه.
أما السودانيون فأغلبهم أفندية ، والأفندية هنا تنتهي بالتفلسف والتنظير غير المؤسس. وأغلبهم غير منتجين وحتى على مستوى العمل الحرفي فهم أقل احترافا وأضعف رغبة في التطور. ولذلك يسعى السودانيون إلى امتهان الطرق السريعة للحصول على المال وأهمها امتهان السياسة ثم الاتجار بالعملات ثم الاتجار بالدين ثم انشاء المنظمات الانسانية الوهمية. وهم فاشلون في جميع ما سبق ، فلا هم انتجوا في السياسة نظاما سياسيا كفؤا ولا هم في الدين انجزوا عمقا فكريا يرفع الناس فيه إليهم أنظارهم.
ولتجدن الأفندي هو الذي بدلا عن أن يفضي به تعليمه إلى المرونة الذهنية ، تحده وقد تصلب تصلب الحديد في عهده في وظيفته فلا هو بالمبدع بل ولا بالشجاع ليبدع ، ولو كان شجاعا لوجد بؤسا قاتما من الدسائس لعرقلته. فاستسلم الكآفة لوضع قرير ، أمنوا عليه جميعا. ثم زادوه بالفساد في شتى أعمالهم. وربما كان الفساد هو أكثر ما احدثوه إبداعا دونا عن سائر البلدان. وإذ أضحى الفساد شائعا فقد فقد الطعن فيه أخلاقيا وتحول إلى تبادل شرعي للمنافع وهذا إبداع ما بعده إبداع.
عندما استقلت الدولة في يوم نحس مستمر ، كان خريجو جامعة الخرطوم يشعرون أنهم آلهة وسط الجهلاء ولا زالوا إلى يومنا هذا يعتقدون ذلك ، فقادوا كأفندية الدولة نحو دمارها الراهن ، ولا زال فهم الافندي محصورا في وظائف معينة هم انتقلوا إليها من مجتمعاتهم البدائية حاملين ثقافتهم إليها فدمروها بدل تطويرها. لقد افضت ديموقراطية التعليم إلى إنهيار المراكز التي شغلها الأفندية وواكبها انهيار المهن الحرفية الهامة. هناك اليوم مئات الآلاف من المحامين والأطباء والمهندسين وغيرهم فلا القانون حقق عدلا ولا الطب السوداني حقق تطبيبا ولا حتى حصل على ثقة المواطن ولا رأينا من المهندسين دولة مهندسة منظمة ومرتبة...
تنفق الدولة لتخريج أفندية المليارات ولو أنفقتها على الزراع والرعاة لحققت الدولة طفرة في الانتاج الزراعي والرعوي والحرفي.