Post: #1
Title: دخان الأمير !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 09-09-2019, 02:06 PM
02:06 PM September, 09 2019 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
*كانت عربة ماركة مازدا.. *وخدمتني سنوات طويلة إلى أن (طلع) زيتها.. ودخانها، فعلياً لا مجازياً.. *وكان دخاناً كثيفاً.. بفعل زيت يتسرب كثيراً.. *فرأيت يوماً أن أتخلص منها، ومن زيتها.. ودخانها.. وما تجره علي من سخرية.. *فجرجتها إلى دلالة الصحافة.. يتبعنا دخانها.. *وظللت أنتظر إلى أن تغمز الصنارة.. فغمزتها قبيل الغروب سمكةٌ بشرية مسكينة.. *وسبب المسكنة يعود إلى أسباب لا يد لي فيها.. *فعند اختبار ذات الدخان لم يخرج دخان من عادمها بالمرة، حتى تحت الضغط.. *وتحت ضغط دهشتي أنا رأيت أن أضغط بنفسي على الدواسة..
*فإذا بدواسة البنزين تندفع لأقصى حدها (أماماً)، وما من دخان يندفع منها (خلفاً).. *ولم أجد تفسيراً لذلك، سيما وأن زيتها هو القديم نفسه.. *وأنا في حيرتي تلك إذا بالسمكة تجرجرني إلى أقرب محامٍ.. قبل حلول الظلام.. *وخلال دقائق معدودة كان مفتاح ذات الدخان في جيبها.. *وفلوسها في جيبي، لم تنقص جنيهاً واحداً عن السعر الذي حددته لها سلفاً.. *وبعد نحو عام كنت بدلالة المريديان أعرض سيارة أخرى..
*وكانت بيجو هذه المرة، اشتريتها بفلوس السمكة.. وبحالة جيدة عند العرض.. *لا زيت.. لا دخان.. لا كركبة.. ولا سقوط بطارية.. *ورميت صنارتي، ثم جلست في ظل أترقب غمزةً من تلقاء سمكة أخرى.. *وجاءت السمكة، فإذا هي- في مصادفة عجيبة- تلك ذاتها.. *فصاحت ما أن وقعت عيناها الصغيرتان علي (هوَّ انت؟..يا زول أخطاني).. *ومفردة (أخطاني) من التخطي.. وتصير (أختاني) بعاميتنا.. *ثم كانت هي التي (تخطتني) مسرعة.. ولم تعقب.. *ولحظتها فقط زالت عني حيرة يوم دلالة الصحافة.. يوم أقلعت المازدا عن (التدخين).. *فحتماً عاود الدخان خروجه فور مغادرة موقع الدلالة.. *والآن نخرج-نحن- من حكايات دواخين (القير) إلى روايات أدخنة الأمير.. *فهذا الأمير الخليجي ما فتئ يعرض بضاعته في دلالات عربية.. *وتفرح بها الأسماك المسكينة.. بادئ الأمر، ثم لا يلبث دخانها أن يفضحها.. *وهو دخان أشد سوءاً-وسواداً- من دخان مازدتي.. *بل وأشد خطراً، فهو دخان قذائف.. وقنابل.. ومدافع.. وألغام.. وطلقات بنادق.. *ويُشاهد-الآن-وهو يغطي سماوات اليمن.. وليبيا.. *وكادت بلادنا أن تكون الثالثة، وأن تكون سماء تلكم (الساحة) مجرد بروفة.. *ولكن إرادة (السماء) لم ترد لنا مزيداً من العذابات.. *ورغم ذلك فإن الأمير ما زال يصر على نصب عود صنارته لأسماك دلالتنا.. *ويشجعه على ذلك أن بعض أسماكنا تغمزها (على استحياء).. *والبارحة يهاتف (كبيراً) في دولتنا ليعرض عليه بضاعته.. مغلفةً بسلوفان المساعدات.. *وينسى أنه ما من (كبير) الآن في السودان سوى الشعب.. *فيا سمو الأمير: هوَّ انت برضه؟!.. *يا زول (أخطانا) !!.
alintibaha
|
|