الآلة الإعلامية وصناعة التغيير (2 من 3) بقلم فيصل سعدالدين أحمد

الآلة الإعلامية وصناعة التغيير (2 من 3) بقلم فيصل سعدالدين أحمد


09-05-2019, 07:36 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1567708586&rn=0


Post: #1
Title: الآلة الإعلامية وصناعة التغيير (2 من 3) بقلم فيصل سعدالدين أحمد
Author: فيصل سعد الدين احمد عبدالله
Date: 09-05-2019, 07:36 PM

07:36 PM September, 05 2019

سودانيز اون لاين
فيصل سعد الدين احمد عبدالله-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




منذ بداية ثورة السودان العظيمة .. ثورة ديسمبر 2019 ابتلانا الله بإعلاميين من ابناءنا ، من دمنا ولحمنا وقفوا مناهضين للحراك الشعبي ، ضد إرادة الشباب، مناهضين لتطلعات وطموحات وآمال السودان في إشراقة شمس ترسل اشعتها الصيفية أنبلاجاً لفجر غد جديد، غد يعيد البسمة على الوجوه التي لم تشهد البسمة طوال فترة حكم النظام السابق.

ما يدعو للإستغراب هو أن يترك مثل هؤلاء يسرحون ويمرحون في مراعي حرة ومفتوحة يأكلون ما بها من مأكل ويشربون ما فيها من مشرب، ثم يزرعون فيها الأشواك والالغام هنا وآخرى هناك ، ويلبسون على الثوار ثياب العلمانية تارة والشيوعية تارة أخرى. كل ذلك لأهداف معلومة غايتها نشر ثقافة اليأس والإحباط في نفوس الشعب ، وتثبيط العزم في محاولاتهم اليائسة الباحثة عن طوق نجاة لسفينتهم من الغرق الكامل.

كان هؤلاء هم أنفسهم ابواق للنظام السابق، يسبحون بحمده ويشكرونه على نعمه التي انعمها عليهم ، ناسين أو متناسين أن الارزاق بيد الله وأن المنعم هو الله وأن من بيده القدرة على كل شيء هو الله.

جاء في الحديث أن المنافق له ثلاث آيات كما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ )

لذلك ، يتوجب علينا أن نحذر من هؤلاء الذين اتصفوا بهذه الرذيلة الاخلاقية الدنيئة ، رذيلة النفاق ، وأن نوقف كتاباتهم ونشراتهم المسمومة التي تشكك في قدرة الحكومة التي سيتم تشكيلها بقيادة دكتور حمدوك في التصدي لما يواجهه السودان من مشاكل ورثها عن النظام السابق، وقد تنتج عن هذه الكتابات ، لا قدر الله ، تداعيات مستقبلية خطيرة على أهداف وطننا السودان.

دعونا بهدوء ننظر الى احدى الاهداف والاسلحة المهمة التي كان يجب ان تستخدمها قوى الحرية والتغيير أو بالأحرى التي يجب أن تستخدمها حكومتنا المدنية، وهي وسائل الإعلام لإسكات سدنة النظام السابق.

فهل نجحت قوى الحرية والتغيير وهل ستنجح الحكومة الجديدة في ذلك؟

إجابتي هي ، كما ذكرت سابقاً، ان قوى الحرية والتغيير لم تحرز أي نجاح يذكر في شأن تغيير مضمون الرسالة الإعلامية الموجهة لترسيخ أهداف الثورة والثوار، إذ لا زلنا نقرأ ونسمع ونشاهد الكثير من الإعلاميين الموالين للإنقاذ صحافة كانت أوإذاعة أوتلفازاً ، يمارسون زراعة الشوك في حقولنا الخصبة ، يسيطرون على كل شيء، يعملون على تدمير أحلامنا في اجراء العدالة والعيش بحرية وسلام ، وفي اقتناء ابسط الاحتياجات الضرورية للحياة، ويدعون الى محاربة حكومة حمدوك، لأنها كما يشيعون حكومة علمانية تدعو للفسق والفجور والبعد عن الدين الاسلامي الحنيف.. هؤلاء لا زالوا يدعون الى الإستمرار في ضلالهم القديم ، الذي أورث شعبنا وسوداننا الصامد الابي الذل والمهانة.

يحاول بعض هؤلاء الإعلاميين ومنذ اسبوعين العودة الى الساحة بوجه جديد، بينما اختفى البعض الآخر خوفاً على انفسهم والبسوا عليها صفة الجبان ، أو انتظاراً لحدث ما ، في علم الغيب، يخططون له أو يتمنون حدوثه يعمل على تحول الكفة لصالح النظام البائد، ولكن هيهات فالثورة ماضية في طريقها لكنس وتنظيف أي شائبة من شأنها تعطيل قطارالحرية والسلام والعدالة والإصلاح والتنمية.

لقد استطاع النظام السابق أن يزرع بذرة جديدة في ارض السودان، بدأت جذورها تقوى وتنتشر تحت التراب، وتنمو فوق الارض نبتة شيطانية ستخرج رؤوسها النارية وتحيل مهمة الحكومة الجديدة وحياتنا الى جحيم، وما حدث لأول مؤتمر لرئيس الوزراء مع ضيفه وزير الخارجية الالماني إلا مثالاً واحداً يهدف الى حجب ضوء الشمس التي اشرقت على دنيانا الجديدة.

فهل نستطيع أن نكسر اقلام المنافقين ومؤامراتهم بعزيمتنا وتعاضدنا ؟ مجرد سؤال