هل ما حدث بالفاشر انذار لحالة احباط سياسي يمكن تجاوزه؟ بقلم د/حسين عمر عثمان

هل ما حدث بالفاشر انذار لحالة احباط سياسي يمكن تجاوزه؟ بقلم د/حسين عمر عثمان


09-03-2019, 10:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1567547981&rn=0


Post: #1
Title: هل ما حدث بالفاشر انذار لحالة احباط سياسي يمكن تجاوزه؟ بقلم د/حسين عمر عثمان
Author: د.حسين عمر عثمان
Date: 09-03-2019, 10:59 PM

10:59 PM September, 03 2019

سودانيز اون لاين
د.حسين عمر عثمان-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




المدخل السليم للعمل السياسي هو التعرف على مشكلات و حاجات ورغبات الجماهير وتطلعاتها خاصة ان الشعب السوداني بصفة عامة وأهل دارفور بصفة خاصة وصلوا الي حالة متقدمة من الاكتئاب والإحباط السياسي نتيجة ممارسات النظام السابق الذي بطش وظلم وقهر اهل الاقليم ومارس كل انوع القتل والتعذيب نتيجة للمطالب السياسية، الظرف السياسي الذي يمر به السودان وما صاحب الثورة السودانية من تضحيات وثورة على النظام السابق شاركه فيه كل السودانيين، وقبلهم ثوار دار فور بحمل السلاح ، بسبب الظلم التاريخي الذي تعرضوا له ، وخوفهم ان تتكرر نفس التجربة السابقة من خلال حيثيات الحاضر. إن حالة الاحباط وفقدان الامل هي حالة ستصاحب غياب الأسس السليمة للوصول الي سودان يعكس التنوع في مناحي الحياة والمشاركة السياسية.
ان فهم السلوك السياسي للجمهور من الامور المهمة للسياسيين، لماذا حدث ما حدث بمدينة الفاشر؟ ولماذا بدر هذا التصرف تجاه (قحت) وقبله النقد الصارخ بمدينة نيالا؟ وما هي العوامل التي دفعت الجمهور لهذا التصرف؟ بغض النظر عن تصنيف تلك المجموعة بموالاتها للجبهة الثورية او غيرها. قد تشترك عوامل كثيرة في تفسير السلوك السياسي لجمهور الفاشر ولكن ماذا يريد جمهور الفاشر؟ يريد ادارة السودان بأسس جديدة السلام العادل الشامل ، مشاركة سياسية حقيقة ومتوازنة ومعالجة ظلم الماضي وسوء ادارة الدولة، الظهور السياسي وفتح الاعلام والمواعين السياسية لظهورهم بشكل عادل، والتغيير الجذري في كل السياسيات السابقة منذ الاستقلال بناء دولة القانون، ان المشكلة السودانية ليست اقتصادية كما يدعى الكثيرين المشكلة سياسية اجتماعية ثقافية واقتصادية تتداخل فيها العديد من العوامل التاريخية المتراكمة. ربما مازالت هنالك فجوة تُفسر وفهم الاسباب الحقيقية التي تقف خلف حالة الاكتئاب الاحباط السياسي عبر عنه جمهور الفاشر، وبالتالي لابد من التفكير العميق وطرح الحلول للخروج من هذه الحالة قبل ان تكرر في اماكن اخرى من مدن السودان، وقبل ان يضيع الامل بعد هذه الثورة العظيمة، وتعود الازمة السودانية من جديد.