ثورتكم في مهب الريح بقلم كمال الهِدي

ثورتكم في مهب الريح بقلم كمال الهِدي


08-25-2019, 07:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1566758246&rn=0


Post: #1
Title: ثورتكم في مهب الريح بقلم كمال الهِدي
Author: كمال الهدي
Date: 08-25-2019, 07:37 PM

07:37 PM August, 25 2019

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




تأملات



. يؤسفني، بل يحزنني حد البكاء أن أقول لكم يا أعزائي الثوار وعزيزاتي الثائرات أن ثورتكم أصبحت في مهب الريح حقيقة.

. فهل ما زلتم على عهدكم بحراستها وصون حقوق أخواتكم وأخوتكم الذين دفعوا أنفسهم فداءً لها!!

. هذا ما أتمناه، بل هو عشمنا فيكم.

. فهي ثورة لم ولن تتكرر.

. لقد كانت تضحياتها جسيمة بقدر لم أتوقع معه أن يتنازل حتى أكثر أصحاب النفوس ضعفاً عن أي من أهدافها مهما بدا هذا الهدف صغيراً.

. لكن ما يحز في النفس أنه لا يزال بيننا ساسة كبار أسماءً، لكنهم صغار جداً أمام الصيت والجاه والمناصب وما شابه من (وسخ) الحياة.

. ولا أخفيكم سراً أنني منذ اليوم الذي تمت فيه الموافقة على مجلس البرهان_ حميدتي لم أشعر بإطمئنان كامل تجاه هذه الثورة العظيمة ولعلكم لاحظتم لعدد المرات التي طرحت فيها هذا السؤال حتى قبل فض الاعتصام.

. لكنني للأسف لم أجد إجابة شافية.

. ثم جاء أمر الوثيقة الدستورية التي أدخلتنا في عنق الزجاجة.

. وهنا أيضاً قفز لذهني السؤال:لماذا لم يعدلونها بعد أن نبههم بعض الخبراء القانونيين لثغراتها العديدة!!

. وظل هذا السؤال بلا إجابة أيضاً.

. وما زاد الطين بِلة بالنسبة لي هو التعرف اليوم على معلومة أن القوم كانوا على تواصل مع عمنا البروفيسور الجليل والخبير القانوني المعروف محمد إبراهيم خليل المقيم حالياً بأمريكا.

. كانوا يستشيرونه فيجود عليهم بعلمه ومعرفته حول نصوص بعينها، ليتضح له بعد خروج الوثيقة بشكلها النهائي أنهم ضربوا بعرض الحائط معظم ما نصحهم به.

. ولم يعدلوا سوى أمور طفيفة من بعض ما نصحهم به.

. معلومة أوشك رأسي أن ينفجر عند سماعها.

. فهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك أيادٍ عابثة أرادت التقارب مع العسكر ولو على أشلاء جثث من ضحوا من أجلنا.

. الأمر الآخر المحبط جداً، وما لا يعلمه الكثيرون أن هناك صراعاً عنيفاً من أجل المناصب.

. بعد أن مات دكتور بابكر ميتة الأبطال وهو يسعى لمداواة الجرحى..

. وبعد أن فقد محجوب التاج روحه وهو يزود عن زميلاته..

. وبعد أن مات عباس فرح واقفاً وشامخاً كالطود يزود عن الترس، لا يزال بيننا من يتهافتون للمناصب.

. يا له من أمر معيب ومخجل ومبكٍ.

. أعرف متهافتاً غادر مهجره الطويل منذ أسبوع فقط لكي يضمن حظوظه في الترشح لمنصب وزير الخارجية.

. وليته إمتلك شيئاً مما يؤهله لمثل هذا المنصب الهام.

. من أعنيه لا يملك حسب ما وردني من معلومات سوى ( البلبصة) واللسان العذب والمداهنة والتسلق مع مؤهل أكاديمي أكثر من عادي.

. وما يزيد الحسرة أنه يريد الترشح في مقابل دبلوماسي مرموق وكاتب وكادر خارجية يتحدث ثلاث لغات.

. حتى مرشحة وزارة العدل الدكتورة ابتسام السنهوري لدى حولها تحفظات محددة.

. أهم هذه التحفظات أنها كانت عضواً أصيلاً في اللجنة التي خرجت لنا بالوثيقة (الورطة).

. فهل يُساءل مثلها عن سبب الأخطاء والعيوب التي صدرت بها الوثيقة رغم النصائح والملاحظات التي قدمها أصحاب الخبرات الأكبر، أم تُرشح لمنصب وزاري!!

. وثاني تحفظاتي وهو مهم أيضاً يتمثل في أنها كانت عضو تفاوض، وأرى في ترشيحها لمنصب وزاري تضارب مصالح واضح لا يحتاج لرفع الضوء.

. ثم أن قادة قوى الحرية التغيير عبروا مراراً عن زهدهم في مناصب الحكومة الانتقالية.

. فما الذي إستجد، ومن الذي يعبث بثورة السودانيين ويقدم كل ما من شأنه أن يخدم العسكر على حساب أهل الساس والراس في هذه الثورة!!

. هناك معلومة أخرى مؤرقة أيضاً حيث وردني أن قانونيِين من أصحاب الخبرة والحنكة هما محمد عبد السلام وعلي عجب قد أُستبعدا من اللجنة القانونية المعنية بإعداد الوثيقة.

. فلماذا تم ذلك، ولمصلحة من، ومن الذي وقف وراء ابعادهما!!

. الأسئلة المربكة لا تنتهي، فهل من حلول عاجلة؟!

. في رأيي أن الشعب الذي وثق في شباب تجمع المهنيين طوال أشهر الثورة ووجد فيهم التفاني والإخلاص والتجرد يجب أن يعيد تنشيط هذه العلاقة.

. فوضوا لجان المقاومة بكل الأحياء لمراجعة (بعض) شباب التجمع واستفسارهم حول كل ما جرى.

. وأطلبوا منهم التحرك السريع وأنتم أمامهم من أجل حراسة ثورتكم وإفشال مخططات بعض المتآمرين.

. حرام والله حرام أن يبيع البعض دم الشهداء برخص التراب ونقف نحن الشعب موقف المتفرجين تجاه هذا العبث.