قســــماُ لـــن تســــــكت جهــــــة من الجهــــــات بعـــــــد الآن !!

09:03 AM August, 23 2019

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر

بسم الله الرحمن الرحيم

قســــماُ لـــن تســــــكت جهــــــة من الجهــــــات بعـــــــد الآن !!

( حرية وعدالة وسلام ) ذلك شعار منصف وعادل ومريح لجميع أبناء السودان .. وهو شعار يجاري بشدة شعار هؤلاء الذين يحاربون منذ سنوات باسم ( العدل والمساواة ) .. حتى هنا والجميع يتفق على المبدأ .. كما أن الجميع يتفق على عدالة الصيحة .. وبالتالي فإن ذلك الشعار مقبول برمته لدى أبناء السودان .. ولكن المعضلة الكبرى لا تتمثل ولا تتجسد في جوهر ذلك الشعار .. بل تتمثل في مقاصد البعض الذي يستغل الشعار ليمتاز بنوع من الخصوصية دون الآخرين .. ذلك البعض الذي يجتهد ليلاُ ونهاراُ ليجعل الشعار مفصلاُ ومطابقاُ لقياسات بعض المناطق في السودان دون المناطق الأخرى .. وكأنه يقول أن المناطق الأخرى في السودان لا تستحق العدل والمساواة !.. وبالتالي فإن ذلك الشعار يفقد مفعوله وقيمته الجوهرية بمفاهيم هؤلاء .. فأين العدالة والمساواة في أصوات تنادي بالخصوصية لجهة من الجهات في السودان دون غيرها من الجهات ؟؟.. والشعب السوداني قد عايش تلك التجربة المريرة لثلاثين عاماُ مع نظام البشير .. ذلك النظام الظالم الجائر الذي كان يهادن ويساوم ويقدم الخدمات لمناطق بعينها فقط دون المناطق الأخرى في السودان .. وهي تلك المناطق الأخرى التي ظلت مظلومة ومهضومة الحقوق طوال الثلاثين عاماُ .. وهي مناطق تمثل الأغلبية .. ونظام البشير كان يجتهد لترضية وإسكات تلك الأصوات الأقلية في مناطق معينة .. وهي أصوات كانت ومازالت تستغل السانحة تحت حيلة شعار العدل والمساواة .. وبالتالي فإن نظام الإنقاذ كان بدوره ظالماُ ومجحفاُ ولم يعرف العدل والمساواة بين كافة مناطق السودان .. وقد صبر أبناء السودان في تلك المناطق على مضض واستحياء وهم يراقبون حالات الظلم الجائر التي وقعت على مناطقهم .

ولكن جاء الوقت الآن ليتحرك هؤلاء الأبناء في كافة أرجاء السودان ويرفعوا شعار ( العدل والمساواة ) .. فيجب إيقاف حالات التفاضل بين مناطق السودان .. وكذلك يجب إيقاف حالات التفاضل بين أبناء السودان .. والصورة في أرض الواقع لا تحتاج للكثير من الاجتهادات والتكهنات والنقاشات .. ومن الأمثلة التي تجسد الحقيقة وتجسد الصورة المقلوبة في هذا البلد فإن الشعب السوداني يعرف جيداُ بأن تسعة وتسعون في المائة من أنشطة التجارة والمالية في السودان يحتكرها ويزاولها أبناء جهة معينة فقط دون غيرهم من أبناء الجهات الأخرى في السودان ,.. ومع ذلك فإن أبناء الجهات الأخرى يقبلون الأمر بمنتهى السجية الطيبة .. لا يتظلمون ولا يستغلون الظاهرة تحت فرية العدل والمساواة .. بل المؤلم والأوجع من ذلك أن الأغلبية من أبناء المناطق الأخرى يكتوون بنيران الغربة في بلاد العالم .. وهم أحرى وأحق برفع شعار ( العدل والمساواة ) .