نرفــــــــض ونرفــــــض بشــــدة مع ســـــبق الإصــــرار !!

نرفــــــــض ونرفــــــض بشــــدة مع ســـــبق الإصــــرار !!


08-19-2019, 10:36 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1566207380&rn=0


Post: #1
Title: نرفــــــــض ونرفــــــض بشــــدة مع ســـــبق الإصــــرار !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 08-19-2019, 10:36 AM

10:36 AM August, 19 2019

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

نرفــــــــض ونرفــــــض بشــــدة مع ســـــبق الإصــــرار !!

سوف نتقاضى كلياُ عن سيرة الماضي البعيد والقريب .. ثم نفترض جدلاُ أننا بدأنا الخطوة في 1/1/ 1956 .. والكل يعرف جيداُ مرارة التجارب التي واكبت مسار السودان منذ ذلك التاريخ .. فهي تجارب عقيمة وسقيمة أعاقت وكبلت أقدام السودان .. وكانت سبباُ في تخلف السودان عن ركب أنداده في الولادة من رحم الاستعمار .. والعيب والعلل لم تتمثل إطلاقاُ في إمكانيات ومقدرات وثروات السودان .. ولكن العلل كل العلل دائماُ وأبداُ كانت تتمثل في إنسان السودان .. ذلك الإنسان الذي أدمن حالات الفشل والإخفاق في كل المسارات .. كما أدمن حالات المناكفات والخلافات بدرجة الجنان .. وهو ذلك الإنسان الذي أظهر عدم الكفاءة والمهارة والمقدرة في معالجة القضايا المصيرية .. وقد أدت مناوراته وسياساته تلك الفاشلة في فقدان جزء عزيز من البلاد .. ثم هو ذلك الإنسان الذي تسبب ببلادة فائقة في انهيار وتهدم البنية التحتية لاقتصاد البلاد .. وهي تلك البنية والركائز الأساسية التي أقامها الاستعمار لتمثل قاعدة انطلاق للأمام .. ولكن الإنسان السوداني قد تصرف ببلادة فائقة حين أستطاع أن يزيل ويهدم ويبيع كل أثر وإرث كان قائماُ يمثل مصدراُ ومنبعاُ للإنتاج والعطاء .. ومن غرائب العادات القبيحة في إنسان السودان أنه يجيد الهدم والردم وإزالة الموجود ولا يجيد إطلاقاُ إضافة الجديد .. كما أنه لا يجيد إطلاقاُ إيجاد البديل !.. ونحن نشاهد دول العالم من حولنا وهي تحتفظ بقديمها مع تطويرها بجانب جديدها من قبيل الإرث والتفاخر .. والشعب السوداني تعود أن يبكي على ذكريات إرثها المفقود بأفعال الأغبياء من الأبناء .. يبكي على فقدان مشروع الجزيرة .. ويبكي على فقدان الخطوط الجوية السودانية .. ويبكي على فقدان الخطوط البحرية السودانية .. ويبكي على تراجع وتدهور وعدم تطور سكك حديد السودان .. ويبكي على مصانع النسيج التي انهارت بفعل الأغبياء .. ويبكي على مصانع السكر التي أصبحت ملكاُ لدول غير السودان بأفعال البلهاء من الأبناء .. ويبكي على بدائية وتخلف خدمات الكهرباء والمياه التي أصبحت مثلاُ وجدلاُ مبكياُ بكثرة القطوعات .. ويبكي على فقدان الخدمات البريدية .. وهي خدمات قد بلغت باعاُ طويلاُ في بلاد العالم من حولنا .. ويبكي على فقدان حدائق الحيوانات التي كانت تمثل مكانة مرموقة ومتقدمة للسودان بين دول أفريقيا والعالم .. ويبكي على أزمان ( الترماي ) .. تلك الوسيلة الفعالة للمواصلات التي كانت تمثل علاجاُ ناجعاُ ونافعاُ لأزمة المواصلات عند الذروة .. ويبكي الشعب على أزمان دور السينما التي كانت في أوجها في يوم من الأيام .. وقد فقدت هيبتها وقيمتها بفعل الأغبياء من الأبناء .. والكثير والكثير من الخدمات والمظاهر التي كانت قائمة في ساحات السودان ثم تلاشت بفعل البلهاء .. فاللعنات واللعنات على كل من ساهم واجتهد في إنهاء مشروع من مشاريع التنموية .. واللعنات واللعنات على كل من ساهم وشارك في إنهاء خدمة من الخدمات .. واللعنات واللعنات على كل من هد وهدم وأعدم مرفقاُ من المرافق بقصد أو بغير قصد .. واللعنات واللعنات على كل من باع وتصرف في ممتلكات الشعب السوداني بغير وجه حق .. وتلك اللعنات سوف تلاحق هؤلاء الفاعلين لها حتى قيام الساعة .. وسوف تكون لهم وبالاُ في أعماق القبور .

من الآن فصاعداُ سوف تبدأ الخطوة الأولى الجديدة لمسار السودان .. وهي خطوة لا يريدها الشعب السوداني بنفس التجارب والمنوال .. ولذلك يقول الشعب لهؤلاء الذين تولوا الزمام والقيادة في البلاد : ( نرفض ونرفض بشدة كل تجارب وممارسات الماضي ) .. وخاصة تلك الممارسات التي توحي بالتساهل في الامور وتقول : ( عفا الله عما سلف ! ) .. والشعب يقول لهؤلاء المسئولين: لا عفو ولا تنازل لكل من شارك وساهم في القتل .. كما يقول : لا عفو ولا تسامح لكل من شارك وساهم في الفساد والمفسدة في البلاد .. ويطالب بشدة استرداد كامل الحقوق المنهوبة والمسروقة من الممتلكات والأموال والأصول والأراضي والميادين العامة والأسواق والاشلاقات وممتلكات الأوقاف والمصانع الإنتاجية .. كما يطالب بشدة أن يتم الأمر بطريقة جازمة وحازمة دون تسويف أو مجاملات لطرف من الأطراف .. ثم يطالب أيضاُ بأن لا يقتصر الأمر فقط على الاسترداد .. بل لا بد من محاكمات وعقوبات .

فإذا تم الأمر بنفس المعيار الذي يطالب به الشعب السوداني فهو ذلك المرام وذلك الهدف والسلام .. والصورة سوف تمثل الخطوة السليمة .. أما إذا لم يتم الأمر بنفس المعيار المطلوب فالصورة في عرف الشعب السوداني سوف تظل مهبطة للغابة ومخذلة للآمال .. وسوف تمثل نفس التجارب السابقة منذ الاستقلال .. حيث التساهل والتسويف والنسيان والتهاون والمجاملة كالعادة .. وحيث عفا الله عما سلف .. وعند ذلك سوف يفرح أهل الفساد والمفسدين في نهاية المطاف كالعادة المعهودة في مسار السودان .