(مراسم) نعم .. (إحتفال) لا .. بقلم محمد السيد علي

(مراسم) نعم .. (إحتفال) لا .. بقلم محمد السيد علي


08-14-2019, 09:30 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1565814624&rn=0


Post: #1
Title: (مراسم) نعم .. (إحتفال) لا .. بقلم محمد السيد علي
Author: محمد السيد علي
Date: 08-14-2019, 09:30 PM

09:30 PM August, 14 2019

سودانيز اون لاين
محمد السيد علي-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



كانت إلتفاتة جميلة من السيد / إبراهيم الأمين القول بأن قوى الحرية والتغيير مترددة أو بالأحرى متحفظة على إطلاق صفة (إحتفال) على التوقيع النهائي للإتفاقية السبت وذلك إحتراما لأرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل هذه الثورة العظيمة ، وقد أصاب : فما من شيء هنا ينبغي الإحتفاء به ، فمع الفرحة الظاهرية لما تم التوصل إليه فإن هناك غصة في الحلق وجرح دام في القلب يصعب أن يندمل حينما نتذكرهم ونتذكر رحيلهم الفاجع ، لذا فإننا نستصحبهم معنا في كل حركة وسكنة وسوف نظل أوفياء لهم في كل خطوة يخطوها الوطن وتخطوها الثورة في سبيل تحقيق غاياتها السامية.

لا أريد بالطبع أن أفتق جرحا أو أثير طرحا يصب في غير المصلحة العامة ، لكن من المحزن تماما أن تصحبنا في المرحلة الإنتقالية ذات الوجوة التي إرتكبت جرائم القتل والتنكيل بحق شبابنا الثائر في مجزرة القيادة وفيما قبلها وما بعدها ، هؤلاء الذين زعموا إنهم إنحازوا إلى الثورة وهم في الواقع لم ينحازوا إلا قسرا حفاظا على مناصبهم ومصالحهم وليعيدوا تدوير النظام الذي تربوا في احضانه ، فكان أن خانوا الشعب والثورة وخانوا حتى المؤسسة العسكرية التي ينتمون إليها فجرّدوها من عناصرها الوطنية وجعلوها كيانا مخصيا لا حول له ولا قوة . إن ما يثير الغيظ أن كل الأدلة الدامغة التي تثبت تورطهم ماثلة أمام العيان حيث لا فكاك ، حتى وإن أتى أمهر المؤلفين في حبك الإجرام ليجد لهم مخرجا لما وجد سبيلا .

لا نملك بالطبع سوى أن نسلم أمرنا إلى الله في هذا التحدي الذي كتب على هذه الثورة العظيمة . صحيح أن وجود هذه الوجوه سيكون في مجلس سيادي ذو صلاحيات محدودة ، لكن من يأمنهم أن يعيقوا غدا مسيرة الثورة بشكل أو بأخر ، فمن خان بالأمس ما الذي يمنعه أن يخون في الغد . برغم كل شيء نسأل الله أن ترسى مركب نوح التي حملت الأضداد على جودي السلامة والأمان وأن يتمكن هذا البلد العظيم الذي أقعدته الحروب والفتن وسوء الإدارة والتخطيط ومكر الساسة من أن ينهض كما أراد بنوه وأن يعود بأفضل مما كان وطنا عزيزا سيدا والله المستعان .