الكل في السودان يقول أنــا الزعيـــم فمن يمثــل الرعيــة ؟؟

الكل في السودان يقول أنــا الزعيـــم فمن يمثــل الرعيــة ؟؟


08-13-2019, 08:09 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1565680177&rn=0


Post: #1
Title: الكل في السودان يقول أنــا الزعيـــم فمن يمثــل الرعيــة ؟؟
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 08-13-2019, 08:09 AM

08:09 AM August, 13 2019

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

الكل في السودان يقول أنــا الزعيـــم فمن يمثــل الرعيــة ؟؟

إذا تعدد وكثر أهل الوجاهة والفخامة والزعامة في بلد من البلدان .. وإذا زادت أعداد الرؤساء عن أعداد الرعية بدرجة الإفراط .. وإذا أصبح الكل يلبس الفاخر ويحتكر المجالس ويخوض في متاهات الساسة والسياسة .. وإذا تجرد الكل عن موجبات المهن والصنعة فعلى الدنيا السلام .. وذاك هو حالنا اليوم في السودان .. حيث يجري علينا ذلك المثل الذي يقول : ( أنت أمير وأنا أمير وذاك أمير فمن الذي سيربط الحمير ؟؟ ) .. صورة أصبحت شائعة ومعايشة اليوم مع الأسف الشديد .. حيث تلاشت الهمم لدينا في مزاولة المهن !.. فذلك المزارع الذي يفترض أن يزرع وينتج نجده قد تجرد عن مهنة الزراعة بحجج هي منطقية في الغالب .. فهو يبرر عدم الزراعة بحجج تلك التكاليف العالية في مدخلات الإنتاج .. وهي تكاليف تجعل المهنة شبه مستحيلة .. وقد تنهار وتموت المزروعات عند منتصف الطريق لسبب من الأسباب .. وحينها يفقد المزارع كل مجهود السنة !.. وذلك العامل الصانع الذي يفترض أن يصنع ويبتكر نجده قد تجرد عن مهنة الصنعة والابتكار .. وهو أيضاُ يبرر بأن تكلفة الصنعة في الغالب الأعم لا توفي ولا تواكب مقدرات المستهلك الذي عليه أن يتحمل التكلفة بجانب الربح المفترض .. وذلك الحداد الذي يفترض أن يقدم خدمة الحدادة للناس نجده قد هجر تلك المهنة بحجج عدم الجدوى في العائد المتوقع .. وذلك النجار الذي يفترض أن يقدم خدمة النجارة للناس نجده اليوم قد هجر تلك المهنة وهو يتحاجج بدوره بنفس الحجج المعهودة .. وكل صاحب مهنة في السودان اليوم قد هجر المهنة لأسباب عدم الجدوى .. فالجميع رموا عدد المهنة على الأرض ثم أشتروا جلابيب السيادة والأشراف ليحتلوا صدر المجالس .. ولذلك يجري عادة نوع من الحوارات الطريفة بين الناس في مجالس أهل السودان حين يلتقون في المناسبات .. وقد يكون ذلك اللقاء في خيم العزاء حين ينسون حالة الحزن ليدخلوا في حوارات جانبية حادة تجري بين هؤلاء وهؤلاء .. فهنالك من الناس من يلوم ويعتب أهل المهن والإنتاج بشدة .. وقد يرمي البعض هؤلاء المزارعين بالكسل وقلة الإنتاج ثم الجشع .. وفي تعريفهم للمزارع يؤكدون بأن المزارع السوداني قد أصبح غير المنتج وغير النافع لمجتمعه .. فيدافع المزارع عن نفسه ويقول : عجباُ ويا عجباُ تريدون فقط أن تلبسوا أفخم الثياب وتجلسوا تحت المكيفات في المجالس ثم تريدون من ذلك المزارع المغلوب على أمره أن يشقى ويكابد وينتج من أجلكم !! .. فلما لا تجربوا الزراعة بأنفسكم ؟؟ . ولما تهدرون الأوقات في في الثرثرة وانتقاد أصحاب المهن ؟.

تلك هي الصورة المؤلمة التي وصلت إليها الأحوال في البلاد في ظلال المخططات والسياسات الاقتصادية الخاطئة لسنوات عديدة .. وقد أجرم كل من أشترك في تلك الجريرة الخطيرة .. حيث انهارت حالات الإنتاج في كل مشاريع الدولة التنموية .. الزراعية والصناعية والثروة الحيوانية والمعدنية وخلافها .. بجانب التلاعب والاحتكار المفرط والاستيلاء على ثروات البلد في غفلة الأعين .. واليوم أصبح الأمر لا يجلب العجب والدهشة في أية منطقة من مناطق السودان حين تشتري عائلات المزارعين أغراض الخضار والزراعة من الأسواق مثلهم ومثل غيرهم من عائلات التجار والمعلمين والمهندسين والأطباء !.