نسيتوا يا قناة الهلال!! بقلم كمال الهِدي

01:37 AM August, 11 2019

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

تأمُلات



. تطرقت في مقال سابق بشكل عابر لإعلان للكاردينال عن ما أسماه هو شلة أنسه (خروف الشهيد).

. قلت حينها إلا الشهداء الذين لم تجف دماؤهم بعد، وذلك لأنني أعرف رغبة الرجل في المتاجرة الرخيصة وتلميع نفسه ومحاولاته المستميتة لصناعة أمجاد غير موجودة سوى في خياله.

. لم أتوقع أن أعود لهذا الأمر بتفصيل، إلا أن ما تبثه قناة الكاردينال المسماة مجازاً (قناة الهلال) لا يمكن أن يمر مرور الكرام عندي.

. فقد سبق وذكرت مراراً أننا لو قبلنا ببعض الألاعيب الإعلامية وتراضينا مع من كانوا عوناً ( بشكل أو بآخر) للقتلة واللصوص والمجرمين الذين أفسدوا حياة السودانيين على مدي ثلاثة عقود كاملة نكون في حاجة لثورة جديدة.

. فثورة الوعي التي نتحدث عنها تبدأ بمراجعة مواقف من أسهموا في إطالة أمد الظلم وشغلوا شباب البلد بتوافه الأمور.

. هؤلاء يجب أن تُواجه مواقفهم بصرامة ثورية كما رددت أكثر من مرة.

. وإن قالت الثائرة الشابة هبة بعد أقل من شهر من انطلاقة ثورتنا " كل الإعلاميين والفنانين الما وقفوا معانا للآن بعد ده ما دايرنكم.. وثورتنا دي بنكملا برانا".. إن قالت تلك الجسورة اليافعة هذه الكلمات الثورية القوية قبل سبعة أشهر، فما بالكم بمن يحاولون اللحاق بقطار الثورة بعد أن وصل محطته وتجري الترتيبات لخروج الركاب منها بشكل آمن ودون مزاحمة!!

. بالطبع لن يقبل إلا مغفل بهؤلاء الثورجية الجدد.

. وحتى لا (يخمنا) الكاردينال وشلته وجب علينا تذكيرهم ببعض مواقفهم إن نسوها.

. أنت تحديداً يا كاردينال عرفناك طوال سنوات رئاستك للهلال وقبلها كشخص مقرب جداً ومقبولاً من المخلوع ( الساقط) البشير وأسرته وشلته وشريكاً لهم في كل ما أفسد حياتنا. .

. وفي وقت كان فيه شباب الثورة يواجهون آلة قمع المخلوع رأيناك تتراقص بجواره هو وصديقه ووالي الخرطوم عبد الرحيم أحمد حسين أثناء حفل افتتاح ( الجوهرة الزرقاء).

. وإن كنت تظن أننا بلهاء ولم نفهم أن دعوتك للطاغية ورقيصك بجواره يومها قُصد منه تخفيف الضغوط عليه وعكس صورة غير حقيقة بأن الاحتجاجات لم تكن مؤثرة، نذكرك بأننا ليس كذلك وقد كتبنا في حينه موضحين وجهة النظر هذه.

. وبالطبع شكلت قناتك (قناة الهلال) التي تدعي حالياً أنها جزء من الثورة لدرجة إحتفالها بشهدائنا الأبرار.. شكلت حضوراً كبيراً ونقلت فرحتك الغامرة بالرقيص مع المخلوع وقتذاك

. وإن نسيتم أنتم، فلم ولن ننسى نحن مواقف مديرة قناتك من الثوار والاحتجاجات التي انتظمت البلاد في أوقات متفرقة.

. مديرة قناتك هي نفس الكاتبة التي أساءت لكل السودانيين بمقالها سيء الذكر الذي طالعه الكل.

. وقد كافأها المخلوع على ذلك المقال المسيء لشعب بأكمله بشهادة تقدير ووسام.

. إعتبرها صديقك الطاغية كاتبة وطنية مصادمة وكرمها نيابة عنه علي عثمان ونافع، على تلك الإساءات.

. ما تقدم جزء يسير من مواقف تجعلكم غير مؤهلين أخلاقياً لمجرد ذكر مفردة (شهيد) على ألسنتكم دع عنك أن تحتفلوا بهم أو تكرموا أسرهم.

. فكفوا عن مثل هذه المتاجرة الرخيصة والابتذال.

. لمواجهة مثل هذا أجدد دعوتي لجميع الثوار وقادة قوى الحرية ولجان المقاومة بالأحياء لاتخاذ مواقف أكثر حزماً تجاه مثل هذا العبث، وتقديم كل العون المادي والمعنوي لأسر الشهداء والمصابين، والتضافر من أجل دعم بعضنا البعض حتى نسد الطريق على بعض من أفسدوا حياتنا اقتصادياً واجتماعياً ورياضياً وسياسياً طوال السنوات الماضية.

. فالقبول بمثل هذا مدعاة لإنجاز ثورة جديدة نسترد بها قيمنا وكرامتنا وعزة أنفسنا.

. كل عام والجميع بخير وعافية ونسأل المولى عز وجل أن يتقبل جميع شهداء الوطن في عليين وأن يعيد علينا هذه الأيام الطيبة وبلدنا قد تجاوز أزماته وصار آمناً مستقراً.