المتسلق ياسر عرمان.. لماذا لا تبعد عن الهامش وقضاياه؟ بقلم عبدالغني بريش فيوف

المتسلق ياسر عرمان.. لماذا لا تبعد عن الهامش وقضاياه؟ بقلم عبدالغني بريش فيوف


08-12-2019, 01:30 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1565569853&rn=0


Post: #1
Title: المتسلق ياسر عرمان.. لماذا لا تبعد عن الهامش وقضاياه؟ بقلم عبدالغني بريش فيوف
Author: عبدالغني بريش فيوف
Date: 08-12-2019, 01:30 AM

01:30 AM August, 11 2019

سودانيز اون لاين
عبدالغني بريش فيوف -USA
مكتبتى
رابط مختصر





قال ياسر عرمان، إن الوثيقة الدستورية تجاوزت قضايا السلام والهامش ومشاركة الشباب والمرأة في العملية السياسية، لذلك رفضت الجبهة قبولها بهذه الوضعية لجهة تجاهل قوى الحرية والتغيير لاتفاق أديس أبابا.
وأكد عرمان لدى حديثه لقناة (الحدث) الاثنين 5/8/2019، أن السودان به خمس جيوش تمنع قيام عملية ديمقراطية وستعرقل اقامة وبناء نظام جديد، لذلك فان الترتيبات الأمنية لوضعية هذه الجيوش تقوم بها الجبهة الثورية، مشيراً إلى مطالبتهم بتضمين اتفاق أديس أبابا في الوثيقة الدستورية والنصوص التي حواها ولم تكن موجودة بإعلان الحرية والتغيير التي ناقشت قضية الحرب واحلال السلام بالإضافة إلى الممرات الانسانية لنقل المساعدات.
وعد عرمان ما جرى بالخرطوم خطوة ايجابية ألا أنها لم تستوعب الشباب والمرأة بداية من التفاوض الذي لم يكن به تمثيل لفئة الهامش والشباب والمرأة، وانما كانت المشاركة صورية بحسب قوله. مشيرا إلى حملة ضخمة ضد تفاهمات أديس أبابا ودمغها بالسعي إلى المحاصصة، واضاف: كأنما الجبهة تريد المحاصصة وجرى استبعاد الهامش في السودان وجماهير عريضة تم استبعادها رغم أصالة مشاركتها في الثورة، مؤكدا أنهم لا يرفضون الحل وجاهزون للتفاوض، قاطعا بأن وجود الجبهة الثورية يقوي قوى الحرية والتغيير والفترة الانتقالية لا سيما وان المجلس العسكري كان ايجابيا خلال التفاوض.
******
قبل الرد على هذا العرمان وقاذورته التي أوردها في اللقاء أعلاه، لابد الإصرار على السؤال عنوان المقال، وهو ماذا يريد عرمان من أهل "الهامش"، وهو ليس منهم، إذ أن المهمش هو:
الشخص الذى يحتل وضعا متدنيا في إطار نظام التدرج الاجتماعي في مجتمع ما، ويشعر بالعزلة في وطنه ولا يستطيع الوصول إلى حقوقه، وليس له تأثير في المجتمع، لأن لا أحد يعطيه دوره.
أما المهمشون: فهم الفئات الاجتماعية التي لا يتوافر لها سوى الضرورات فقط عند حد الكفاف، وفى بعض الأحيان لا تكتمل حتى تلك الضرورات اللازمة للحياة، وهم الذين يعملون في المهن المهمشة (جبال النوبة، النيل الأزرق، دارفور، كردفان، شرق السودان)، كجمع القمامة والأعمال الشاقة وغيرها.
وبالتعريف أعلاه عزيزي القارئ، نستطيع القول وبصراحة لا تعرف الدغمسة والهروب، أن ياسر عرمان الذي (يباري ويكابس) التنظيمات التي أنشاها أهل الهامش للمطالبة بحقوقهم المسلوبة من قبل الحكومات المركزية، ليس من المناطق المهمشة المعروفة في السودان، وليس مهمشا اساسا، ولا يحتل وضعا متدنيا في اطار التدرج الاجتماعي السوداني، إذ ينتمي لطبقة وفئة اجتماعية سودانية مسيطرة على كل الأنشطة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في البلاد منذ خروج سيدهم المستعمر، ووضعت كل العراقيل أمام الهامش وحرمانه من التمتع بحقوقه المشروعة.. فلماذا يصر عرمان على الالتصاق بالهامش وتنظيماته والفئة الاجتماعية التي ينتمي إليها قد عذبت وقهرت (وطلعت دين أهل الهامش)؟
اصرار ياسر عرمان على الالتصاق بتنظيمات أهل الهامش رغم أنه طُرد من قبل الحركة الشعبية لتحرير السودان التي انضم إليها لأسباب لا نعلمها حتى الآن، وغير مرحب به من تنظيمات شرق السودان ودارفور والنيل الأزرق، انما ناجم عن اصابته بأمراض التسلط، واحتقار أهل الهامش وأبناءه، واعتبارهم (حيطة قصيرة) يمكن التسلق عبرهم لتحقيق طموحاته الشخصية، سيما والرجل لم يجد مكانا له مع أهله وتنظيماتهم العروبية والإسلامية، ولم يتمكن من مزاحمة قياداتها على القيادة.
نعم، يعتقد عرمان وبغباء وسذاجة مذهلة أن باستطاعته إستحمار أهل الهامش وركوب قضيتهم العادلة للوصول إلى أهدافه المرضية، فلمّا لا، فعرمان هذا، كالنباتات المتسلقة، لا تستطيع أن تشق طريقها إلى عنان السماء إلا اعتمادا على غيرها.. فهي ترتفع مع الأشجار العالية والنخيل الباسقة، وتقصر مع الأشجار القصيرة.. وتعيش على الأرض إذا لم تجد ما ترتفع عليه؟
عرمان بحث عن النجاح والشهرة ووجد طريقه إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان، ولكنه كان متعجلاً جداً وأراد أن يصل بسرعة، فأرهقه طول سلم النجاح، وحاول أن يتسلق بسرعة الضوء فسقط وسقط معه ما كان قد جناه من ثمار حمله لشنطة نبينا الراحل جون قرنق دي ما بيور.
هذا العرمان لا يخجل من نفسه لثقالة دمه، ولا يشعر مطلقا بأي إحساس بالذنب تجاه ما يقوم به من أفعال انتهازية تسلقية، يوحُي دائما للآخرين أنه الأفضل والأجدر، ولا يدخر جهدا ولا وسعا لإظهار نفسه بأنه الأكثر كفاية والأجدر بالثقة، وهو يكذب وينافق ويراوغ، ودائما ما يخدعُ أصحاب النوايا الحسنة والمساكين من أهل الهامش السوداني، ويستخدمهم مطية للوصول إلى هدفه وتحقيق مصالحه، وكثيرا ما يستخدم غيره أداة في يديه للطعن في خصومه، وأداة طيِعة تصنع له المجد الزائف.
هذا هو ياسر عرمان المتسلق، تراه مستعجل في كل شيء دون تريث، انطلاقته سريعة، تنافس سرعة انطلاق الصواريخ للوصول إلى أهدافها، يعرف من أين تؤكل الكتف، ويكره الأفكار الجديدة إن لم تكن له فيها مصلحة، أو ما يحقق له بعضاً من طموحاته، ظالم في تقييمه للآخرين، ويحاول النيل ممن صعدوا سلالم النجاح والتفوق بثقة.
الهامش السوداني الذي يريد عرمان الذي لم يكمل تعليمه الجامعي، التسلق عبره، مليء بالمؤهلات في كافة المجالات -السياسية والاقتصادية والاجتماعية وولخ، وبالشرفاء، وبالطاقات الخلاقة والمتفانية المستعدة للتضحية بالغالي والرخيص من أجل رفعته وبناءه، لكن من يقنع هذا المتسلق بهذا، ومتى تتخلص ساحة الهامش السوداني من هذا النوع من البشر؟
إن الهامش السوداني وبعد كل التضحيات الكبيرة من أجل التحرر والتحرير من "المركز"، سوف لن يكن مكانا لكل أفاك أثيم أو متربص بمصالح جماهيره وأهله، أو هماز مشاء بنميم، فقد عرف أبناءه جيدا هؤلاء المتسلقين والانتهازيين الأفاكين، فلن يمثله بعد اليوم، كذاب ومنافق ومضلل حقير يعبد المال، وينسلخ عن مبادئه وقيمه الاجتماعية أمام مصالحه الفردية.
عزيزي القارئ..
قد يعتبر البعض الذين ينتمون للجهة الأخرى، هذا المقال عنصريا، ببساطة لأنه يخاطب واحداً منهم. ولهؤلاء نقول، إن أهل مكة أدرى بشعابها، ونحن كأهل الهامش السوداني أكثر دراية بقضايانا من القادمين من هناك، فليتجه كل منا الى منطقته لتطويرها، سيما وأنه كلما رفع أبناء الهامش أصواتهم للحديث عن التهميش والمهمشين في مناطقهم، يخرج من يقول (ما هو السودان كله مهمش حتى شندي وعطبرة وحوش بانقا والخرطوم وولخ). ولطالما السودان كله مهمش حسب منطق أهل الشمال والوسط، فليعد إذن عرمان الى منطقته وتطويرها بدلا عن مزاحمة أهل الهامش والمتاجرة بقضاياهم.