تحسن الإمداد الكهربائي بعد زيارة قياديي تجمع المهنيين لشركة توزيع الكهرباء بقلم عمر محمد صالح بادي

تحسن الإمداد الكهربائي بعد زيارة قياديي تجمع المهنيين لشركة توزيع الكهرباء بقلم عمر محمد صالح بادي


08-11-2019, 06:27 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1565501277&rn=0


Post: #1
Title: تحسن الإمداد الكهربائي بعد زيارة قياديي تجمع المهنيين لشركة توزيع الكهرباء بقلم عمر محمد صالح بادي
Author: د. عمر بادي
Date: 08-11-2019, 06:27 AM

06:27 AM August, 11 2019

سودانيز اون لاين
د. عمر بادي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




عمود : محور اللقيا
قبل ثلاثة أيام زار قياديان من تجمع المهنيين هما مولانا إسماعيل التاج و د, محمد ناجي الأصم مباني شركة توزيع الكهرباء و جلسا القرفصاء علي النجيلة مع مهندسي الشركة و تناقشا معهم عن أسباب قطوعات الكهرباء المتكررة و عن إضرابهم المطلبي المزمع . الشئ الملفت أن قطوعات الكهرباء قد قلت نسبيا بعد الزيارة تلك و إلي اليوم . يا ترى ما هو السبب في تحسن الإمداد الكهربائي ؟ إذا كان السبب داخليا يخص شركة توزيع الكهرباء فسوف يدعو ذلك إلي الحيرة و التفسير أن الإمداد الكهربائي كان منتظما في ( بعض ) الأماكن لا ينقطع فيها ثم أعيدت جدولة القطوعات لتشملها أم أنه قد تم إصلاح الأعطال التي كانت تتسبب في فصل بعض المحولات عن الخدمة ! إن طاقة شركات توليد الكهرباء الثلاث التي يتم نقلها بواسطة شركة نقل الكهرباء إلي شركة التوزيع هي كما ورد من وزارة الكهرباء للصحف تتأرجح في حدود ال 2000 ميقاوات و لا أظن السبب في تحسن التوليد أو نقل الكهرباء . في حالات عديدة كانت تلجأ شركة توزيع الكهرباء إلي قطع الكهرباء عن المناطق الصناعية و الشركات في أوقات ذروة الإستهلاك لكن عندما يكثر القطع عنهم حتى في الأوقات الأخرى تستفحل الخسارة علي أصحاب المصانع و الورش و يقل الإنتاج في السوق .
شركات توليد الكهرباء الثلاث هن المسؤولات عن قطوعات الكهرباء في المقام الأول , فإذا كانت طاقة إستهلاك الكهرباء عند التوزيع تفوق طاقة توليد الكهرباء في الشركات الثلاث و هي شركة توليد الكهرباء المائية و شركة توليد الكهرباء الحرارية و شر كة كهرباء سد مروي , ففي هذه الحالة يحدث العجز و تحدث القطوعات . إذا أخذنا توليد الكهرباء المائي و نحن الآن في نهاية شهر أغسطس فهي فترة نهاية الخريف و نهاية الفيضان و فيها تبدا عملية تخزين المياه في بحيرات السدود و بذلك يرتفع الضاغط المائي علي عنفات التوربينات المائية و تزدادد طاقة التوليد المائي . طاقة سد مروي القصوى 1250 ميقاوات و طاقة سد الروصيرص 240 ميقاوات و طاقة سد نهري أعالي عطبرة و ستيت 80 ميقاوات ( هذه يتم توليدها في وقت الذروة ) و كلها مجتمعة تساوي 1570 ميقاوات .
شركة توليد الكهرباء الحرارية تشمل محطة توليد كهرباء بحري الحرارية 525 مقاوات و محطتي توليد كهرباء قري 470 ميقاوات و محطة توليد كهرباء أم دباكر ( كوستي ) 500 ميقاوات و محطة التوربينات الغازية سيمنز في قري 935 ميقاوات و كلها مجتمعة تساوي 2430 ميقاوات . هذا بجانب المحطات الحرارية التي لم يكتمل بناؤها مثل محطة توليد كهرباء الفولة 405 ميقاوات و التي ذهبت هدرا في آخر مراحل بنائها و يمكن إعادة تكملتها . أيضا محطة توليد كهرباء بورتسودان التي تعمل بالفحم الحجري من جنوب أفريقيا و قيل أنه قد شُرع في إنشائها و مثلها محطة توليد كهرباء الباقير 400 ميقاوات التي تعمل بالنفط الخام و قيل أنه قد شُرع في تشييدها , بجانب الوعد بإدخال محطة توليد كهرباء بالطاقة الشمسية 200 ميقاوات في كل عام أبتداء من هذا العام كما وعد معتز موسى رئيس الوزراء في العام الماضي !
الآن إذا قمنا بجمع مجموع التوليد المائي و التوليد الحراري أعلاه يكون المجموع الكلي 4000 ميقاوات و الطلب الإستهلاكي للكهرباء في قمته يساوي 3500 ميقاوات و هكذا يتضح لنا أن مكمن الخلل الرئيسي هو القصور عن جعل كل ماكينات التوليد عاملة و بطاقتها القصوى مع تقليل الأعطال في المحولات , و توجد أسباب عدة وراء ذلك و قد تعبت من تكرارها في شكل توصيات في كل مقالاتي عن مشاكل الكهرباء في السودان طيلة سنوات عدة و لكن كالعادة سوف أذكرها هنا مع تباشير العهد الجديد للسودان عسى أن يأتي من يأخذ بها :
1– توفير وحدات ( ماكينات مولدة ) لتوليد الكهرباء في الشبكة تعمل بأحمالها الدنيا كإحتياطيات دوارة Spinning reserve تكون كافية لتغطية حمل أكبر وحدة عند فصلها , و بذلك لا تقل الطاقة الكهربائية المولدة عن الطاقة الكهربائية المستهلكة و لا تقل الذبذبة , و لكن هذا الحل يتطلب وفرة في القدرة المولدة .
2 – توفير عدد كافٍ من المحولات المغذية التي عليها أجهزة فصل عند انخفاض الذبذبة في المحطات التشغيلية الفرعية Under frequency Relays و ضبطها على أساس أن تنفصل عند إنفصال بعض الماكينات العاملة في شبكة الكهرباء حتى تنقذ بقية الماكينات العاملة من الإنفصال بحماية الحمل فوق الأقصى Overload , و أن تُركب أجهزة حماية على مغذي الخط الرابط مع كهرباء أثيوبيا بقدرة 200 ميقاواط حتى لا يؤدي تذبذب التيار فيه إلى تطفئة شاملة للكهرباء في السودان كما قد حدث .
3 - أن يتم ضبط أجهزة المحافظة على الذبذبة في الماكينات لإمتصاص إرتفاعها بسبب تقليل الحمل عليها عند فقد القدرة على الخط الناقل عند إنفصاله أو عند إنفصال بعض المحولات المغذية Feeders
4 – عمل التعديلات اللازمة في مولدات سد مروي حتى لا يؤدي العطل إلى فصل توربينتين في آن واحد كما حدث و أدى إلى تطفئة الكهرباء الشاملة سابقا و أن يتم حل المشاكل المؤدية إلى نقصان طاقة التوليد .
5 – أن يتم توفير الوقود الثقيل ( الفرنيس ) لمحطات توليد الكهرباء الحرارية حتى لا يؤدي النقص فيه إلى نقص في طاقة التوليد .
6 – عمل الصيانات الدورية و السنوية و إعادات التأهيل لماكينات توليد الكهرباء حتى تعمل الماكينات بطاقات توليدية قريبة من القصوى و ترتفع كفاءتها .
7 – توفير قطع الغيار الأصلية من أقطار المنشأ و التي يؤدي عدمها إلى توقف ماكينات توليد الكهرباء عن العمل , و لن يتم ذلك إلا بعد رفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب .

د. عمر محمد صالح بادي
دكتوراة في الهندسة الميكانيكية ( قوى )
مهندس مستشار و كاتب صحفي حائز على القيد الصحفي




Post: #2
Title: Re: تحسن الإمداد الكهربائي بعد زيارة قياديي �
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 08-11-2019, 08:41 AM
Parent: #1

الأخ الفاضل / الدكتور عمر محمد صالح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

أثابكم الله خيراُ حيث أوضحت في مقالكم الكثير والكثير عن المحك الذي يلاحق كهرباء السودان .. ومحنة الكهرباء بالسودان ليست بالجديدة .. فهي تلك القصة القديمة الجديثة المملة المزعجة التي أزعجت حياة الأجيال تلو الأجيال منذ خمسينات القرن الماضي .. وقد تعود الشعب السوداني أن يسمع تباشير الخير التي تبشر بتحسن الأداء في خدمة الكهرباء بالسودان منذ الاستقلال .. وخاصة تلك التباشير التي تواكب عادة إقامة السدود الجديدة .. فتلك أصبحت فرية معهودة ومن المضحكات المبكيات .. ويبدو أن حالة قطوعات الكهرباء بالسودان هي حالة تماثل الإدمان .. حيث تتم بموجب مخططات مسبقة من المسئولين عن كهرباء السودان .. ويبدو أن هؤلاء يضعون جداول قطوعات الكهرباء قبل أن يضعوا جداول إنتاج الكهرباء .. ولا يوجد تفسير آخر غير ذلك !! .

أقول ذلك القول لأنني لازمت أحوال كهرباء السودان منذ ستينات القرن الماضي .. ثم في مرحلة لاحقة لازمت أحوال الكهرباء في دول الخليج .. ثم في الشهور الأخيرة عايشت أحوال الكهرباء في الولايات المتحدة ،، تلك الدول التي نست كلياُ في مساراتها أن هنالك في العالم حالة تسمى ( قطوعات الكهرباء ) !.. والأعجب من كل ذلك أن معظم دول العالم اليوم تعطي أهمية قصوى لإمداد المستهلك بطاقة الكهرباء دون انقطاع طوال حياة المستهلك .. وأي انقطاع لطاقة الكهرباء ولو لدقيقة واحدة تكلف شركات الكهرباء المليارات والمليارات في مقابل التعويضات .. وطبعاُ ذلك الأمر من سابع المستحيلات في هذا السودان .

والحقيقة التي يجب أن تقال دون خشية أو استحياء فإن محنة قطوعات الكهرباء بالسودان لا تكمن إطلاقاُ في أعطال وعيوب تلك المحطات الحرارية .. فتلك أعطال تحدث في كل بقاع العالم دون أن تسبب قطوعات يتحملها المستهلك .. حيث تلك المولدات الحرارية الاحتياطية التي تعمل عند اللزوم دون علم ومسئولية المستهلك .. وكذلك فإن قطوعات كهرباء السودان لا تكمن إطلاقاٌ في مولدات المساقط المائية .. فتلك حجة أصبحت شماعة مزعجة لأهل السودان .. حيث الشماعة التي تزعج عند ارتفاع منسوب النيل .. والتي تزعج عند انخفاضه .. والشعب يعلم جيداُ أن هنالك دول كثيرة في العالم غير السودان تعتمد على كهرباء المساقط المائية ولا تشتكي من تلك القطوعات الكثيرة مثل السودان .. فإذن المشكلة الحقيقية في الأول والآخر تكمن في مقدرات ومؤهلات الإنسان السوداني المسئول عن إدارة الكهرباء .. والمسئول عن تطور وتقدم خدمة الكهرباء بالسودان .. وبالصراحة التامة فهو ذلك الإنسان العاجز الذي لا يواكب التكنولوجيا الحديثة .. حيث يبرر عجزه طوال السنوات بتعليلات غير منطقية وغير مقنعة .. بل هي مجرد تعليلات تخدع الإنسان السوداني العادي البسيط الذي يجهل مقدار التقدم الهائل في خدمة الكهرباء حول العالم .. وتلك محنة يواجهها الشعب السوداني في الكثير والكثير من الخدمات الفاشلة التي تقدمها الدولة وفي نفس الوقت تستغل جهل المواطن العادي البسيط .

الخلاصة أن الناس في معظم أرجاء العالم لا يهتمون ولا يسمعون ولا يعرفون الكثير عن محطات التوليد الحراري .. وكذلك لا يهتمون ولا يسمعون الكثير عن مولدات المساقط المائية .. فتلك المشاكل هي خاصة بشركات الكهرباء ولا دخل للمستهلك فيها .. وبالتالي فمن المضحك جداُ أن تجتهد شركات الكهرباء بالسودان لتحميل المواطن السوداني عواقب فشلها وإخفاقاتها وعدم مواكبتها لحالة التقدم التكنولوجي الهائل التي يشهدها عالم الكهرباء اليوم .

وفي الختام لكم التحيات .