ابداع الثوار وبدع الأنقاذ بقلم عبدالمنعم عثمان

ابداع الثوار وبدع الأنقاذ بقلم عبدالمنعم عثمان


08-11-2019, 06:25 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1565501144&rn=0


Post: #1
Title: ابداع الثوار وبدع الأنقاذ بقلم عبدالمنعم عثمان
Author: عبد المنعم عثمان
Date: 08-11-2019, 06:25 AM

06:25 AM August, 11 2019

سودانيز اون لاين
عبد المنعم عثمان-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





مقدمة : ظللت لفترة طويلة اتابع خاطرة لم تبارحنى كلما استمعت الى ابداع أدبى أو فنى أو دينى ، الى غيرها من ابداعات الأنسان التى أودعها الله فيه . غير أن الأبداعات التى تكاثفت منذ اندلاع الثورة وظهرت بجلاء فى جمهورية الأعتصام وفى ما بعده ، قد أعادت الخاطرة الى ذهنى بشدة بما جعل الحاحها يدفعنى دفعا الى الكتابة عنها .
الموضوع :
الملاحظة الأساسية التى نتج عنها عنوان الموضوع ، هى انه من ايام الدراسة وأنا الاحظ أنه لانصيب للاسلامويين فى أى نوع من انواع الأبداع . ولو أفترضنا أن هناك أنواع منه قد تقع تحت دائرة " المحرَم " فى اعتقادهم مثل الغناء والرسم وما شابه ، الا اننا لانجد ممثلين لهم حتى فى " غير المحرَم " مثل الشعر الذى يؤكد عدم حرمته اسلاميا وجود شاعر يلقب بشاعر النبى هو حسان ابن ثابت . وفى الطرف الآخر ، نجد أن أغلب المبدعين فى السودان ، مثلا ، ينتمون الى قبيلة اليسار أو القبيلة غير المؤدلجة يمينا ويسارا بشكل عام .
وبالمقابل نجد ان الاسلامويين قد لجأوا الى البدع كبديل حتى فى شئون الدين . وفى هذا فهم دائما يبترون اقوال الدين القرآنية و من أحاديث الرسول الكريم للتوافق مع تلك البدع . فمثلا تقول الآية الكريمة " الذين ان مكناهم فى الأرض أقاموا الصلاة وأتوا الزكاة .. " الى آخر الآية . لكنهم يقفون عند التمكين ، وبدلا عن اقام الصلاة وايتاء الزكاة فانهم يتمكنون من الأموال والحسان والوظائف و.. وغيره من مفاتن الدنيا.. . والذى يحصر تفكيره فى الأحسان الى النفس لا ينتظر منه أبداعا يحسن به للأخرين ولو بمتعة روحية .
قد يبدو طرح هذا الأمر فى مثل هذه الظروف الصعبة والمعقدة التى يمر بها الوطن ، شكل من أشكال البذخ الفكرى ، ولكن السبب ، كما ستلاحظون شديد الأرتباط بشأن الوطن والخروج به من ما هو فيه الى رحاب النماء والحرية والعدالة . فالذى دفعنى اليه برنامج شاهدته فى قناة الثورة " سودان بكرة" وكذلك رسالة من أحد الأصدقاء بعنوان " عاجل .. للحكومة الأنتقالية .. خمس اجراءآت عاجلة لتعافى الاقتصاد السودانى ". وسأكتفى هنا كنموذج للأبداع الثورى المنتظر بعرض برنامج قناة الثورة.
كان الموضوع الأنتاج الحيوانى فى العهد الأنقاذى وماقبله والذى سيكون فى سودان الغد . قدم الموضوع الدكتور أحمد التجانى المنصورى بجملة تعتبر مفتاحية لأى نشاط يجدى ، قائلآً انك يمكن ان تتحدث حديثا انشائيا أو تنفيذيا عن أى أمر . مثلا عندما يقول شخص : أاريد انقاص وزنى فى المستقبل ، فهذه جملة انشائية ، ولكن عندما يقول أريد انقاص وزنى عشرة كيلو جرامات فى ظرف ثلاثة اسابيع ، فهذه جملة تنفيذىة !وناء على هذه المقدمة تحدث عن ماضى ومستقبل الثروة الحيوانيه ، فقال :
من الأحصائيات التى توفرت من وزير الثورة الحيوانية السابق ، مع شكرنا له للمجهود الذى ضاعف العائد من تصدير المنتجات الحيوانية ، ان الأبقار التى يبلغ عددها حوالى 17 مليون رأس قد انتجت 4650 طنا من الألبان فى العام أى بواقع 350 جرام للبقرة فى السنه، أى مقدار زجاجة من البيبسى ، بينما يبلغ فى هولندا 7000 لترا ! كذلك انتاج اللحوم من نفس العدد من الثيران يبلغ مقدارا ضئيلا من الجرامات مقارنا بالثيران الأوروبية أو الأمريكية ."فتصور ".
ثم توجه الدكتور الخبير الى المعالجات الممكنة وغير الصعبة التنفيذ او العالية التكلفة ، التى ستؤدى حتى العام 2030 – أى بعد ثلث المدة التى ابتدعت فيها الأنقاذ تدمير جملة الأقتصاد وغيره من الأنجازات – الى رفع العائدات من مليار واحد من الدولارات الىى 125 مليار ، فتصور . وعلى الرغم من ان مثل حديثه ذى الأرقام المحددة لايقع فى حيز الجمل الأنشائية ، الا انه ذهب الى تفاصيل ما قاموا به من احصاء للعاملين فى المجال من متخصصين ومشروعات فى القطاعين العام والخاص وقدموا توصيات محددة أدت الى مضاعفة الأنتاج لدى بعض من عملوا بالتوصيات فى ظرف شهر واحد من التطبيق "فتصور" !
كذلك قال الدكتور، وهو بالمناسبة المدير التنفيذى لشركة انتاج البان خليجية ، أنهم قدموا أفكار بسيطة لبعض الشباب العامل فى هذا المجال وبتكاليف لاتتعدى مئات الدولارات ، انشأوا عليها مشروعات ناجحة . وقد كان هذا الجزء من حديثه محفزا لى لطرح فكرة قيام بنك الفقراء ، على قرار بنك جرامين لصاحب فكرته العبقريه البروفسير محمد يونس من بنجلاديش علها تساعد فى اقراض هذا النوع من المشروعات متناهية الصغر :
الفكرة تعتمد على الأقراض للمشروعات متناهية الصغر وبدون ضمانات . ذلك لهزيمة المبدا الأقراضى العام للبنوك التقليدية ، التى كانت تسخر من أفكار يونس عندما حاول فى البداية اقناعهم بها . وعندما فشل فى الأقناع عمد الى بداية التجربة من جيبه لخاص ثم بدعم من زملائه الأساتذة ، وأخيرا بدعم من الحكومة بعد أن رأت النجاح العملى للتجربة .
بدأت التجربة فى العام 1976 بقرض بلغ 27$ وبعد 30 عاما صار نجاحها سبب فى حصول صاحب الفكرة على جائزة نوبل للسلام وظهرت مؤشرات النجاح التى جعلتها تقيم كأحد أهم البرامج لمكافحة الفقر فى العالم :
وقد أدت لأنخفاض نسبة الفقر فى بنجلاديش من 90% الى 25% .
بلغ راس مال البنك- ويعرف ببنك جرامين أو بنك الفقراء- ميارات الدولارات وكانت أكثر من 90% من أسهمه ملكا لأصحاب السهم من فقراء نساء بنجلاديش .
أقرض مليارات الدولارات من القروض المتناهية الصغر وكانت نسبة السداد 98 % برغم ان القروض كانت بدون ضمانات تماما .
أظن ان هذه الفكرة ، اضافة الى كونها مؤكدة ، بالعديد من التجارب فى شتى انحاء العالم ومختلف البيئات، فى محاربة الفقر الذى بلغ فى بلادنا أكثر من 90 % بحسب تقديرات أحد وزراء الأنقاذ الأوائل ، فانها تحمل معنى سياسيا لكونها تمثل ردا جميلا على مساهمة الفقراء وتضحياتهم من أجل انتصار ثورة الوعى السودانية . كذلك ففيها ممارسة حقيقية لقيم الديموقراطية والعدالة الأجتماعية. فمن مبادئ البنك الاساسية ان يكون المقترض عضو من خمسة اشخاص لايطلب منهم غير التوصية بجدوى فكرة مشروع طالب القرض وبصلاحه هو من غير ان يكون عليهم تحمل أية مسئولية عن سداد القرض أو تقديم اى نوع من الضمانات .