ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى- رؤية خاصة جدا بقلم د.أمل الكردفاني

ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى- رؤية خاصة جدا بقلم د.أمل الكردفاني


08-10-2019, 07:40 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1565462449&rn=0


Post: #1
Title: ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى- رؤية خاصة جدا بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 08-10-2019, 07:40 PM

07:40 PM August, 10 2019

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر



ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى- رؤية خاصة جدا


استخدام آية ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم شاع بين المتطرفين أو مدعي التطرف من بعض المتمشيخة يسيؤون بها للإسلام عن جهل أو علم ويصورون الإسلام كدين معاد للأديان السماوية لأن تلك الأديان تعاديه. وهذا تجاهل لحقائق سأوجزها فيما يل:
- أولا: لقد استند القرآن في صحة دلالته على الدينين السابقين عليه ، اسألوا اهل الذكر واهل الذكر ليس كما شيعه البعض هم أهل العلم بتعميم ذلك بل أن اهل الذكر هم أهل الكتابين التوراة والانجيل . وفي ذلك آيات كثيرة سأوردها في وقت لاحق.
أجاز الاسلام الزواج من الكتابيات (يهوديات ونصرانيات) والزواج هو المودة والرحمة..فكيف يسمح الاسلام بالمودة والرحمة بين المسلمين والنصارى واليهود إن كانوا معادين له. فهل هناك تعارض في القرآن كما يتوهم البعض فيجعل من اليهود والنصارى اعداء له تارة ثم يجبز نكاحهم تارة أخرى؟ حاشى لله أن يتعارض كلام الله ولكن هذا القرآن لا يفهم بتجزئة المجتزأة من السلفيين وغيرهم بل يفهم من سياقاته المتعددة ، فلكل آية سياقها فعندما يصف القرآن الأعراب بأنهم أشد كفرا ونفاقا فلا يؤخذ ذلك بعمومية اللفظ لأن العبرة بالمقاصد والمعاني لا بالألفاظ والمباني. اما فهم آية لن ترضى عنك اليهود فهي في سياقاتها التاريخية الخاصة بها ولا تفهم إلا عبر ذلك.. ذلك أن القرآن لو أخذ بذات نحو السلفية ومن لف لفهم لأضل به كثيرا وأهدى به كثيرا. وهذا الضلال لا يتأتى إلا من اولئك المجتزئة من اصحاب الإسلام السياسي لأغراض في نفوسهم لا يعلمها إلا الله فتراهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض.. كما فعل اليهود من قبل حينما كان اذا جاءهم ما اتفق واهواءهم أخذوا به وما لم يتفق ألقوه وراء ظهورهم كأن لم يك شيئا.
ففهم العلاقات الانسانية (فردية ودولية) من خلال القرآن يتأتي من خلال القراءة الشاملة له بعيدا عن الأهواء المضللة والأغراض والعقد النفسية أو الجهالة الشخصية. ولقد تزوج الرسول من مارية القبطية واختلف الفقهاء حول اسلامها. ثم أن أم حبيب ظلت في عصمة عبيد الله بن جحش بعد تنصره إلى أن مات فخطبها الرسول صلى الله عليه وسلم من النجاشي وتزوجها. فلم يأمرها بمفارقة زوجها وهي المسلمة وهو النصراني. ولكن كثيرا من أصحاب الغرض يخفون على العامة من السير والأخبار والسنن ما يخفون ليشوهوا الإسلام كما يفعل من يقولون (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى) لكي يجعلوا العالم كله عدوا للإسلام.
أما من حيث الواقع. فإن دولا إسلامية عدة بلغت شأوا من التحضر كماليزيا وتركيا، وفوق ذلك ففي الوقت الذي تحول فيه الدول المسلمة بين التبشير بالأديان الأخرى او تلك التي تهدم الكنائس والمعابد كالسعودية وغيرها سنجد أن مآذن المساجد تتشاهق علوا في ألمانيا وسويسرا وبريطانيا وأمريكا وخلافه. بل والمسلمون هناك شكلوا كغيرهم لوبيات ضغط على الحكومات كما في فرنسا حينما اتحد المسلمون واليهود والنصارى ضد تشريع يبيح الإجهاض والمثلية الجنسية....الخ.
قال علي رضي الله عنه حينما رفع أنصار معاوية القرآن فوق أسنة الرماح: إن القرآن حمال أوجه. وإني لا أتفق مع مقولته رضي الله عنه إنما أرى أن القرآن كتاب حياة والحياة لها تناقضاتها الخاصة وتفاعلاتها وتشابكاتها والقرآن لا يمكن أن يخاطبنا بخطاب دوغمائي عدائي ذو اتجاه واحد ليتعارض مع تعدد اتجاهات الحياة وانما تتعدد أوجه الخطاب فيه..أما فهم الناس لتلك الخطابات فيعتمد على الفطرة السوية والنفس الصحيحة ذلك أنه إن كان يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا فلا يضل به إلا القوم الفاسقين. فهو خطاب لا تفهمه النفوس الضعيفة والعقول الجاهلة والأدمغة المظلمة...وفوق كل ذي علم عليم.. وكان الله من وراء القصد..