د. عبدالله حمدوك . . ورجاءات المخاض العسير . . ! بقلم الطيب الزين

د. عبدالله حمدوك . . ورجاءات المخاض العسير . . ! بقلم الطيب الزين


08-10-2019, 04:32 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1565451177&rn=0


Post: #1
Title: د. عبدالله حمدوك . . ورجاءات المخاض العسير . . ! بقلم الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 08-10-2019, 04:32 PM

04:32 PM August, 10 2019

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر




رغم أننا قد بلغنا قمة جبل الفشل، بعد رحلة مخاض عمرها أكثر من ستين عاماً، ما زال شعبنا الصابر، مؤمناً، ويردد: عبارة " الله كريم"
تعويلاً على الأمل، الذي من بوابته دلف شعبنا العظيم إلى ميادين النضال، وها هي سفينة ثورته، بعد ثمانية أشهر تقف على شاطئ الإنتظار . . رغم أن بلادنا لا تملك ترف الإنتظار، بعد أن عصف بها الطغيان ثلاثة عقود . . !
أكل الأخضر واليابس فيها، كأسراب الجراد التي بشرنا المناضل عمر الدقير في إحدى خطاباته، أن السنبلة ستنتصر على أسراب الجراد، بهذا التفاؤل والأمل يتطلع شعبنا المعلم لقدوم د. عبدالله حمدوك لقيادة السفينة الرابضة على ضفاف النيل إنتظاراً لإطلاق صافرة الإنطلاق والإبحار إلى الضفة الأخرى، وهي محملة بخيباتنا وآلامنا وجراحاتنا وآهاتنا وصرخات ضحايا الإستبداد والحروب وإنتهاكات حقوق الإنسان، في الجنوب الذي حزم حقائبه ورحل، ودارفور الجريحة، التي يهدد البعض فيها برايات الإنفصال، إن لم تحقق العدالة، ويأخذ القانون مجراه، وهكذا جبال النوبة، والنيل الأزرق، كتجليات طبيعية لدولة إستباحها برابرة العصر، ودعاة خطابات التضليل والتجهيل ستون عاماً وأكثر . .
في وطن فيه كل مقومات الصعود، لكننا لم نر سوى الإنحدار والتراجع والسقوط . . !
سقوط دولة الأكاذيب والخيانات والقهر والإقصاء، التي زرعت الجهل والتخلف ورعتهما وعاشت عليهما، بالتخويف والترهيب والترغيب، لضعاف النفوس وأنصاف المثقفين ومدعي العلم وحملة الألقاب الكبيرة والشهادات الرفيعة دون رفعة في العلم، أو ترفع وتسامي في القيم والأخلاق . . !
د. عبدالله حمدوك، من خلال سيرته ورحيق محاضراته وخطاباته التي طالعناها في اليوتيوب، بعد أن سطع أسمه وأصبح حاضراً على ألسنة الملايين، وجلسات وحورارات المثقفين والعامة من أبناء وبنات شعبنا العظيم، أمامه مهمة شاقة وتحدي كبير . . !
لكن ما في جعبته من تجارب وأفكار وخبرات وتصورات وأمال وأحلام، وذاكرة متخمة بالعذابات والألم في وطن ما زال تعصف به الخيانات والمؤامرات والإنقلابات والحروب ومافيات الجريمة المنظمة والفساد والصراعات، وحصته منها، كونه ولد في منطقة متاخمة لمواقع الحرب إن لم تكن في قلب الحريق، كل هذه الظروف لها أثرها وتأثيرها على صعيده الخاص، والعام على مستوى الحي الذي ولد فيه، والمدينة التي ترعرع فيها وما رآه بعينه وعاش بنفسه من معاناة وما عرفه وفهمه بعقله، وهو يتنقل في مدن بلاده منذ أن كان صغيراً حتى أصبح علماً يشار إليه بالبنان في بلاده وقارته والعالم كله أجمع الذي شغل أرفع المناصب في منظمته الدولية، وهي الأمم المتحدة كخبير في علم الإدارة والحوكمة والإقتصاد كمنظمومة متداخلة ومتكاملة.
تنتظره البلاد لإطلاق صفارة الإبحار ومغادرة أرض اليباب وصحراء الفشل.
تنتظره أحلام الغلابة والكادحين
تنتظره أرواح الشهداء وآمالهم
تنتظره حقول الدخن والماريق وعيش الريف
تنتظره حقول القمح والقطن
تنتظره غابات المانجو والدليب
في أبو جبيهة ورشاد
وأسراب النحل في في الغابات والجبال
كما تنتظر أسراب العصافير المهاجرة . . !
وتنتظره غابات الأبنوس والصمغ
وحقول التفاح والبرتقال
ومناظر جبل مرة الخلابة
وغابات النخيل وأثار مروي في الشمال
والخيران والعتامير في كردفان
وأبار البترول والغاز
وحقول الفول والسمسم
والبواخر في ميناء بورسودان العظيم
وسواكن فوق سطح البحر
والقضارف وهي محاطة بحقول الذرة
وكسلا على ضفاف القاش بأمل كبير
والفاشر ونيالا والضعين
وتنتظره السواعد والعقول
ودومة ود حامد
والطيب صالح وسؤاله الكبير
من أين جاء هؤلاء . . ؟
تنتظره الجروف والطوابي
وأسر الشهداء
والبنيات والأغنيات
والدماء والدموع
والضحايا والمظلومين
وينتظره أطفال بلادي المحرومين
وأطفال الشوارع
وعمال المصانع
تنتظره المدينة
ببعض أسئلتها وأحزانها
وأوجاعها ورجاءاتها
تنتظره دموع التيامى
في صفائها المتهلب
وأمواج النيل
في إنسيابها المضطرب
والجداول والحقول
والكراريس وأقلام الرصاص
لننهي معاً لغة الرصاص إلى الأبد
هذه بعض رجاءاتنا، في رحلة المخاض العسير
الطيب الزين