الفرحة المُهابة ..!! - - بقلم هيثم الفضل

الفرحة المُهابة ..!! - - بقلم هيثم الفضل


08-07-2019, 05:12 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1565151131&rn=0


Post: #1
Title: الفرحة المُهابة ..!! - - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 08-07-2019, 05:12 AM

05:12 AM August, 06 2019

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة


التوقيع المبدئي على الإتفاق حول الوثيقة الدستورية بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير ، والذي يؤسِّس لبداية الفترة الإنتقالية بكافة تحدياتها وقضاياها التي لن تخلو من تعقيدات وصعوبات تحتاج منا إلى المزيد من الصبر والمثابرة ، هي بالفعل فرحةٌ (مُهابة) ، فكل فرحٍ تتبعهُ مسئوليات وتحديات وصعوبات لا يمكن تجاوزها إلا بمزيدٍ من الإتسام بالقوة والعزيمة الثورية ، لا ضامن للوصول فيها إلى إنتصار سوى الشعور بالهيبة والخوف الإيجابي الذي يشحذ أواصر المسئولية عبر (محاورة) ومناورة كل ما يودي إلى الفشل (لا قدَّر الله).

ما نحن عليه الآن من (نعمةٍ) نحمدُ الله عليها كثيراً ، جاءت بعد جهادٍ وتضحيات ، قدَّم فيها الشعب السوداني أغلى وأثمن ما يملك ، شباباً غضاً آثروا العُلو إستشهاداً لأجل أن ينعم الآخرين بوطنٍ حُرْ وعدالةٍ ناجزة ومساواةً مُطلقة تضمن أن يعُم خير هذا البلاد القاصي والداني من أبنائها ، لذا ستظل حراسة الشارع الثوري لمكتسبات إنتقاله إلى نظام ديموقراطي وبدايةً من هذه المرحلة الإنتقالية ، هي الضامن الوحيد لتحقيق تلك الشعارات والهتافات التي ملأت الشوارع واقعاً ملموساً على الأرض ، وفقاً لما تم تفصيلهُ في إعلان الحرية والتغير الذي عبَّر بلا شك عن كل تطلعات وآمال الشعب السوداني بما فيهم حركات الكفاح المُسلَّح.

وبعد هذا المد اللا متناهي من الوعي الذي أبداه الشارع السوداني تجاه كل تلك التعقيدات التي واكبت عمليات وأحداث الإتفاق على فترة إنتقالية تتطابق مواصفاتها وشروطها مع تطلعات الثورة ، لا عذر للوقوع ولو لمرةٍ واحدة في مُستنقع التضليل الذي تعمل على تعميقه قوى الرِدة ومنسوبي الدولة العميقة ومن شايعهم من الأذيال الذين لا يعرفون عن السياسة ولا الوطنية شيئاً سوى ما يتضمَّن مصالحهم الشخصية ومنافعهم الذاتية ، على الشعب أن يكون حذراً من الكم الهائل من الشائعات والتوجهات والشعارات والتحرُّكات التي سيملأ بها هؤلاء الأسافير والمنابر الإعلامية المتاحة وربما الشوارع ، تنديداً بالثورة وقوادها وحكومتها الإنتقالية ، سوف لن يوفِّرون شاردة أو واردة تصُب في قائمة الإتهام والتخوين والدعوة للفُرقة والشتات بين مكوناتها التي نجحت بصمود في المحافظة على وحدتها وتماسكها في أحلك الظروف ، لأجل ثورتكم كونوا من حيث المبدأ خلف حكومتكم الإنتقالية مناصرين وداعمين ، ثم كونوا من بعد ذلك (رقيباً) عتيداً عليها وأدةً (تقويمية) لا تعرف المجاملة إذا تلكأت أو حادت عن الطريق.

إننا في هذا المرحلة التي هي ليست سوى (إنتقالية) تُمهِّد للوصول إلى الغاية الأساسية المُتمثِّلة في دولة الديموقراطية والمؤسسات والقانون والدستور الجامع ، لا نقف من خلفها كمرحلة وندفع بوعينا وجهدنا لصمودها ونجاحها في تحقيق برنامجها المعلوم من باب مجرَّد (التأييد) أو (التبجيل) لأشخاصها أو أحزابها أو مؤسساتها التكتُلية بقدر ما نقف تأييداً ومناصرة (لسياساتها) وبرامجها وأهدافها التي هي في الأصل مطلوبات الثورة ومبادئها الإستراتيجية .. أتم الله لنا النصر المبين والرحمة والمغفرة للشهداء والشفاء للجرحى وعاش الوطن حُراً مستقلاً عادلاً وديموقراطياً.