وقفة غرب كردفان ثمرة من ثمار الحرية . . ! بقلم الطيب الزين

وقفة غرب كردفان ثمرة من ثمار الحرية . . ! بقلم الطيب الزين


08-06-2019, 11:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1565130180&rn=0


Post: #1
Title: وقفة غرب كردفان ثمرة من ثمار الحرية . . ! بقلم الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 08-06-2019, 11:23 PM

11:23 PM August, 06 2019

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر





طريق الحرية والتحرر من الخوف والقهر والبطش، هو طريق طويل وشاق ليس مفروشاً بالورود، وإنما مليء بالتحديات والصعوبات والأشواك والدماء، وقد مشاه شعبنا ثمانية أشهر عبر ثورة شعبية، تكللت إخيراً بإسقاط الطاغية، وإنهيار نظامه الذي كرس الظلم وأشاع الفساد وإستباح حقوق النَّاس بلا وجه حق.
وكما يقولون: لا يضيع حق، ورائه مطالب، فها هم أبناء ولاية غرب كردفان، في عهد الثورة والحرية قد نظموا يوم أمس، وقفة إحتجاجية، تعبيراً عن شعورهم بالظلم الذي حاق بهم طوال ثلاثة عقود، وحصيلتها المٌرة لخصتها كلمة الأستاذة هويدا عبدالرحمن، التي أشارت فيها لواقع المعاناة الناجمة عن نهج الظلم الذي مارسه النظام السابق بحق الولاية وإنسانها الذي تجلى فقراً و خراباً ودماراً وأمراضاً . . !
ولاية غرب كردفان تعتبر من أكثر ولايات السودان إنتاجاً للبترول، بعد إنفصال الجنوب ، لكنها من خلال الوقفة الإحتجاجية التي نظمها أبنائها يوم أمس أمام وزارة النفط والتعدين ، ظهر جلياً إنها من أكثر ولايات السودان فقراً ومعاناة كونها تعيش إقتصادي متردي وتواجه مهددات صحية وبيئية خطيرة ، طالت الإنسان والحيوان والنبات والمناخ العام. . !
والسبب بطبيعة الحال معروف، وهو نهج الظلم والإقصاء والتهميش الذي مارسه نظام الإنقاذ، الذي إستبعد بشكل شبه كامل أبناء الولاية والإقليم من العمل في شركات البترول، العاملة في الولاية. . !
ذلك النهج الذي مارسه وزير النفط السابق عوض الجاز الذي إحتكر فرص العمل والتوظيف في شركات البترول على جهات بعينها الأمر الذي وَلدَ حالة من الغبن بين سكان الولاية، ينطبق عليها قول الشاعر : كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ، والماء فوق ظهورها محمول . . !
هذا بجانب تخريب البيئة الطبيعية في الولاية الذي مارسته شركات البترول العاملة في مجال التنقيب والإنتاج والترحيل وشق الطرق، التي ألحقت أضراراً بالغة بالبيئة، وزادت من حجم التلوث نتيجة الغازات المنبعثة من أجهزة وماكينات الشركات العاملة في الولاية، وطرقها العشوائية في التخلص من النفايات وقطع الغيار القديمة وأكياس المواد الكيماوية السامة، والحاويات والبراميل وغيرها من مواد ضارة ترمى في الغابات والطرقات العامة، وتجمعات مياه الخريف والحفائر وغيرها، دون إكتراث بمضاعفات ذلك على البيئة العامة والإنسان ، الأمر الذي أدى إلى إنتشار مرض السرطان بين مواطني الولاية، والطفح الجلدي، ونفوق أعداد كبيرة من قطعان الماشية بسبب شربها المياه الملوثة، وتدهور الحياة البرية ونزوح الحيوانات البرية وموتها وإنقراض أعداد كبيرة منها بسبب تخريب بيوتها وملاجئها الطبيعية، وإزدياد مساحات التصحر في الولاية نتيجة القطع الجائر للأشجار الذي تمارسه شركات البترول من أجل التنقيب والإنتاج، بجانب التدمير البشري الناجم عن الحروب وظروف الفقر التي تدفع الناس لقطع الأشجار للحصول على الحطب والفحم لبيعه من أجل توفير لقمة العيش. . !
إذن الظلم الواقع على الولاية، هو ظلم كبير وله تاثيرات بالغة وخطيرة على حياة الناس اليومية، الأمر الذي يتطلب وعي حقيقي وصحوة ضمير شاملة تتجاوز النهج القديم الذي إتبعه بعض ضعاف النفوس من أبناء الإقليم عموماً، والمنطقة على وجه الخصوص الذين سلموا مصير الولاية وثرواتها وخيراتها صٌرة في خيط لحرامية نظام الإنقاذ في المركز الذين نهبوها وسرقوا، ثرواتها وخيراتها بلا إحساس، أو شعور بوخزة الضمير . . !
ما حدث يوم أمس في تقديري خطوة شجاعة وفي الإتجاه الصحيح، لكن لابد أن تليها خطوات أخرى أكثر تنظيماً وحضوراً، لتسليط الأضواء ولفت إنتباه الرأي العام من أجل محاربة الظلم ورفع المعاناة وإستعادة الحقوق، وتوسيع فرص الحياة أمام الناس، وإعطاء الشباب جرعات حقيقية من الأمل في عهد الثورة والحرية والعدالة الإجتماعية.
الطيب الزين