آخر الناجين من المذبحة اصبح يعبد خنجراً بقلم أحمد كتر

آخر الناجين من المذبحة اصبح يعبد خنجراً بقلم أحمد كتر


08-05-2019, 04:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1565020392&rn=0


Post: #1
Title: آخر الناجين من المذبحة اصبح يعبد خنجراً بقلم أحمد كتر
Author: أحمد كتر
Date: 08-05-2019, 04:53 PM

04:53 PM August, 05 2019

سودانيز اون لاين
أحمد كتر-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




* ما يحدث بين قوى الحرية والتغيير وقوى الكفاح المسلح هو صراع إرادات إجتماعية .. والمتابع للتايملاين السوداني و ردود الافعال على اتفاق الوثيقة الدستورية يلاحظ بوضوح .. فرح واحتفالات في الخرطوم .. صمت في الهامش وغضب وسخط في معسكرات النزوح واللجوء والمهجر ،، هذا يوضح الانشطار الكبير في الوجدان الوطني السوداني ، ويحتاج لمعالجات قبل ان يتحول إلى انشطار جغرافي ..

صراع بين قوى اجتماعية ذات إمتيازات تاريخية تحاول الحفاظ عليها واجندتها في الثورة هى نقل السلطة من العسكريين (اولادهم) إلى المدنيين (اولادهم برضو) من اجل تحسين معيشتهم دون المساس بهيكلة الدولة المختلة ، وتمثلهم اغلب قوى الحرية والتغيير .. ضد قوى اجتماعية أخرى تقاوم الدولة كلها وتسعى لتفكيك مؤسساتها المختلة وإعادة هيكلتها .. ليس هذا فحسب بل يقاومون مشروع الدولة نفسها ، مشروع الدولة الذي بدأ منذ الاستقلال وإتخذت الاسلام والعروبة منهجاً و هوية وثقافة وشرط اساسي للحصول على الامتيازات والفرص وينشر هذا المشروع عبر مؤسسات التعليم والاعلام تارةً و عبر المؤسسات الامنية والعسكرية تارةً أخرى ... اغلب القوى التي وقعت على الاتفاق الحالي من الطرفين لم تكن لديهم مشكلة مع مشروع الدولة ولا مع التركيبة البنيوية المختلة لمؤسسات الدولة .. ولكن ما لم يلاحظوه ان هذه التركيبة المختلة هى السبب الرئيسي لتخلفهم ودمارهم في الستين عام الماضية ، لان هذه الدولة مصممة لخلق الحروب ضد الاخرين المختلفين عنهم ثقافيا او دينياً او عرقياً في نفس الوطن .. بالتالي تنتج عنها ازمات اقتصادية وثورات في دائرة تتكرر كل جيل .. فعلاً غريب ان يتحولوا إلى عبادته مرةً أخرى دون تغيير السلوك القديم .. يبدوا ان عاطف خيري كان له بعد نظر عندما قال :

آخر الناجين من المجزرة اصبح يعبد خنجراً

* في ندوة للدكتورة فدوى طه استاذة التاريخ في جامعة الخرطوم تقول : ان القادة الجنوبيين في مؤتمرات الدولة بعد الاستقلال كانوا يطالبون بالفيدرالية لخصوصية الوضع في جنوب السودان ،، وبعد انتفاضة اكتوبر الذي كان حرب الجنوب سبباً رئيسياً في إندلاعه اتفق قادة الاحزاب في الشمال مع القادة الجنوبيين بان ينظروا في امر الفيدرالية ،، ولكن بعد نجاح الثورة تنصل قادة الشمال ولم يذكروا كلمة واحدة في الدستور له علاقة بوضع الجنوب والفيدرالية .. الملاحظة المهمة ان قادة الجنوب اثناء كل المؤتمرات وجولات التفاوض كانوا يكتبون كل شئ يحدث وينقلونه للأجيال القادمة، توثيقاً لمحاولاتهم الجادة في تأسيس وطن مشترك باسس عادلة وكذلك توثيقاً لغدر نخب الشمال وتعاملهم بعدم المسؤولية الوطنية .. وعندما استمر هذا السلوك تطور مطالب الجنوبيين من الفيدرالية الى الحكم الذاتي ،، وعندما بلغ انعدام الثقة ذروته ورفض قادة الشمال للاعتراف بالتنوع وافتعلوا الحرب الدينية في عهد الحركة الاسلامية .. اضطر الجنوب لاختيار الانفصال بعد ان استنفذوا كل الخيارات الأخرى لتأسيس وطن مشترك يتساوى فيها الجميع ..

* الاتفاق الذي تم في اديس ابابا بين قحت وقوى الكفاح المسلح والتنصل الذي تم من قبل قادة الشمال الحزبيين يعتبر مؤشر خطير جداً .. ويؤكد ان هذه النخب لا زالت في تربصها القديم تعبد نفس الخنجر الذي أُستخدم لقطع الجنوب ،، نفس العقلية التي تفرض رؤيتها للحلول وتقول للاخرين تعال ندوكم كدا او نسووا ليكم كدا ، متجاهلين ان الاخرين هؤلاء ً شركاء في هذا الوطن ولهم حق طرح رؤيتهم للحل بالتساوي وليسوا اتباع لتفرض عليهم رؤيتك وتضع رؤاهم ومشاركاتهم في ملاحق الاتفاقات في احسن الاحوال او تجاهلهم بالكامل واجبارهم عبر آلة الدولة لإتباعك في اسوأ الاحوال .... من مهام قادة الكفاح المسلح توثيق ما يجري ونقله للاجيال القادمة حتى نختصر لهم الكثير .. والنقطة الاهم هو فرض حكم ذاتي لهذه الاقاليم التي تقاوم .. لاننا لا نثق ابداً في الدولة الجديدة التي تعاد انتاجها الان بتحالف الجيش العرقي الذي ارتكب ابادة جماعية ضد شعوبنا ، واحزاب لا زالت تحاول الحفاظ على شبه الدولة المختلة بكل السبل وبنفس عقلية الكوارث.. شعوبنا تستحق ان تنال استقلاليتها في حكم ذاتي كحد أدنى ..

وطني يا ايها الأرمد
ترعاك السما ..
أصبح الجلاد هو الكحّال ..
فأبشر بالعمى ..
تحالف السنبلة والجراد

#الثورة_مستمرة

أحمد كتر
August/ 04/2019