التِكَّة !! بقلم صلاح الدين عووضة

التِكَّة !! بقلم صلاح الدين عووضة


08-04-2019, 11:05 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1564913100&rn=0


Post: #1
Title: التِكَّة !! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 08-04-2019, 11:05 AM

11:05 AM August, 04 2019

سودانيز اون لاين
صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




*هو من الناطقين بغيرها..
*أي من غير الناطقين باللسان النوبي... ومن غير أهل البلدة، فالمنطقة بأسرها..
*وكان كثير الاعتزاز برجولته... كحال قومه..
*ومن مظاهر هذا الاعتزاز - مما كان يثير دهشة الناس - السروال أبو تِكَّة..
*فالرجل عنده يمكن أن يفقد أي شيء، إلا السروال... وتِكَّته..



*فهما رمز الشرف... والمروءة... والرجولة، وبدونهما ما ضره إن (لبس طرحة)..
*هكذا ظل يردد دوماً... وظل الناس في حيرة لا فكاك منها..
*ولكن جاء يومٌ فُك فيه أهل البلدة من حيرتهم هذه... حين فُك منه هو كل شيء..
*العراقي... الشال... السروال... وحتى الطاقية الحمراء..
*وفُك منه أيضاً - وفقاً لقناعاته الشخصية - الشرف... والمروءة... و الرجولة..
*ولم نقل - تحرياً للدقة - (قناعاته القبلية)..
*شيءٌ واحدٌ فقط بقي معه... بعد عراك مع بعض قاطني صحراء البلدة،غرباً..
*وكان هؤلاء (الصحراويون) يعرفون قناعاته هذه... ويضحكون..
*وتجاوزا في ضحكهم هذا حدود الدعابة اللطيفة التي وقف عندها أبناء البلدة..
*وبات الأمر - في نظره - قدحاً في رجولته... ذات السروال..
*ويوم التحدي - والذي حذره منه أصحابه بالبلدة - تم تجريده من كل الذي ذكرنا..
*أما الشيء الواحد هذا فقط كان (تِكَّة) السروال..
*فقط التِكَّة هي التي جاء بها (الرجل) من أقصى أطراف البلدة الغربية يسعى..
*وحين ولج البلدة رآه بعض أهلها عارياً كيوم ولدته أمه..
*وسمعوه يدمدم بعبارة (حرَّم إلا التِكَّة)، ويلوح بها - التِكَّة - يميناً ويساراً..
*ثم يضرب بها ظهره العاري... كل فينة وأخرى..
*وأصحاب شعارات الدين - من أهل الإنقاذ - تجردوا منه، تطبيقاً إثر آخر..
*تجردوا من الدين، لا شعاراته التي لا تكلف سوى (صرخة)..
*أو من قيم الدين، كالصدق... والرحمة... والأمانة... والزهد في الحياة الدنيا..
*وبقي شعار (ما لدنيا قد عملنا) محض شعار... يكذبه الواقع..
*وكذلك بقية الشعارات الأخرى، إلى أن صاروا أضحوكة أمام (أهل البلد)..
*تماماً كحال صاحب السروال ذاك أمام (أهل البلدة)..
*وألد أعدائهم - من الضاحكين هؤلاء - هم القاطنون (أقصى صحراء اليسار)..
*وبات الشيوعيون أفضل ذريعة للتمسك بهذه الشعارات..
*وحين اندلعت ثورة سبتمبر - الحالية - وجهوا كل أسلحة شعاراتهم نحو الشيوعي..
*وطفقوا يخوفون الناس بما يضمره الشيوعي لهم... ولدينهم..
*ولكن لعلهم سُقط في أيديهم الآن بعد انسحاب الحزب الشيوعي من المشهد الثوري..
*مثلما (سقطت) عنهم شعاراتهم كافة، عن الدين هذا..
*إلا واحداً جاءوا به من أقصى صحراء (تحدي) الثورة يسعون، ويصرخون..
*حرَّم إلا (التِكَّة) !!.








alintibaha