المدعو التوم هجو والبكاء على عدم تضمين بند المحاصصة في الوثيقة الدستورية! بقلم عبدالغني بريش فيوف

المدعو التوم هجو والبكاء على عدم تضمين بند المحاصصة في الوثيقة الدستورية! بقلم عبدالغني بريش فيوف


08-04-2019, 04:57 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1564891039&rn=0


Post: #1
Title: المدعو التوم هجو والبكاء على عدم تضمين بند المحاصصة في الوثيقة الدستورية! بقلم عبدالغني بريش فيوف
Author: عبدالغني بريش فيوف
Date: 08-04-2019, 04:57 AM

04:57 AM August, 03 2019

سودانيز اون لاين
عبدالغني بريش فيوف -USA
مكتبتى
رابط مختصر





في تسجيل متداول على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي اليوم السبت 3/8/2019م. شن المدعو التوم هجو هجوما لاذعا على "قحت" ومكوناتها السياسية الموقعة على إعلان الحرية والتغيير -سيما حزب البعث العربي الذي سماها بوقاحة تعبر عن شخصية هذا الهجو، بحزب البعث العربي "العراقي"، ناسيا أو متناسيا أن الحزب الاتحادي الذي ينتمي إليه هو شخصيا ليس بسوداني الأصل والنشأ، بل مصري التأسيس، وآخر مرة راجعت فيها التأريخ، كانت مصر دولة مستقلة وليست اقليما يتبع للسودان.
سبب هيجان المدعو التوم هجو وهجومه غير المبرر على "قحت"، يعود اساسا الى تخلي قحت وعدم تضمين التفاهمات التي جرت مؤخرا بأديس أبابا بينها والجبهة الثورية الوهمية في الوثيقة الدستورية التي تم الاتفاق عليها مع العسكري في الساعات الأولى من صبيحة السبت 3/8/2019م.
هذه التفاهمات التي لم تصل لاتفاق سياسي بين الطرفين كانت حول المحاصصة السياسية التي طالبت بها الجبهة الثورية الوهمية واصرت عليها بحجة أن الثورية تمثل المناطق الأكثر تضررا بالحرب الأهلية في السودان (دارفور مثالا).
وبهذا المستوى من التفكير المسخ والممارسة السياسية القذرة، غلبت الجبهة الثورية الوهمية نظام المحاصصة على سودان جديد بنظام ديمقراطي تعددي.
ونظام المحاصصة الذي تم تطبيقه فعلا في العهد السابق، يكون لكل حركة وقعت على اتفاق سلام معه زعيمها الذي يمثلها في مؤسسات الدولة دون منافسة، فيستفرد هو بنصيب حركته، ويسرق ما تيّسر من خيرات البلاد، ويوزع المنح والهبات على من شاء، كلٍّ بحسب مجهوده في ترسيخ حضوره داخل الحركة، حيث يتحول المواطنون رعايا، والزعيم راعياً وأجهزة الدولة إقطاعيات.
وفي ذات السياق وتحت عنوان (قضية السلام قضية رئيسية بدونها لن يستقيم إتفاق قاعة الصداقة)، قال مالك عقار اير رئيس الحركة الشعبية الاسفيرية:
((علمنا من بعض حلفاءنا ومن والوساطة في إتصالات مباشرة التوصل بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري لاتفاق حول الإعلان الدستوري يظل السؤال قائما هل تم تضمين وثيقة اديس ابابا بشكل منهجي ام لا ، لاسيما وان الجبهة الثورية كجزء من قوى الحرية والتغيير لم تشارك في الإجتماعات التي أطلق عليها إجتماعات اللجنة الفنية وهي لجنة سياسية.
الاوضاع في السودان معقدة ولن نتخذ موقفا مستعجلا من التطورات ولن نتنازل من حق شعبنا في السلام الذي يهم ملايين السودانيين وله صلة وثيقة بتحسين حياة المواطن العادي وبإهدار موارد الوطن علي الحرب وبتحسين علاقات السودان الخارجية وإنما قامت الثورة من أجل الحرية والسلام والعدالة . سننتظر لنرى هل ستضمن إتفاقية السلام ام لا حتي نقرر المشاركة في الاحتفالات أم لا ! وسوف تتخذ الجبهة الثورية موقفا موحدا يجرى التشاور حوله الان.))
عزيزي القارئ..
ناسف لهذا الهجوم غير المبرر على قحت ومكوناتها من المدعوين التوم هجو ومالك عقار اير، ولا نتفاجأ أبداً بمواقفهم الانتهازية، لكنهم لا يملكون ما من شأنه الانتقاص من الاتفاق السياسي والدستوري الذي تم التوصل إليه مؤخرا بين قوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري الجنجويدي الحاكم، وأن أي نكوص او تخاذل او انعزال لن يؤثر على الصورة العامة لمسار المرحلة الانتقالية.
لم يعد سرا ان الجبهة الثورية الوهمية كانت تتهيأ لانتخابات 2020 التي نادي بها المخلوع عمر البشير في عام 2018م، لكن عندما تفاجأت بالثورة السودانية التي أطاحت بعمر البشير ونظامه، حاولت عبثا تغيير جلدها لتتلاءم مع العهد الجديد. ولأن الجميع حاول ادعاء الثورية أو الالتصاق بها ولو من خارج حدود السودان، فعلت الجبهة الثورية السودانية الوهمية الشيء نفسه بالتوقيع على وثيقة إعلان الحرية والتغيير مبكراً دون أية تحفظات أو اعتراضات، لكنها بعد أن توصل الحرية والتغيير والعسكري الى اتفاق يخرج البلد من نفقها المظلم، خرجت لتتحدث عن الاقصاء والتهميش في ظل الافلاس السياسي والاتكاء بشدة على الرؤى العدمية التي تغذيها الانتهازية والمصالح الشخصية الضيقة.
ما نريد التأكيد عليه هنا، هو أن المرحلة السياسية الحالية التي تمر بها البلاد، مرحلة انتقالية مؤقتة -أي مرحلة للتأسيس ولوضع سياسي دستوري مقبل، وعليه من العبث الحديث عن التهميش والاقصاء. كما ان الحديث عن المحاصصة السياسية، وهي في الأصل، صورة لديمقراطية ممسوخة مشوهة، تنم عن العقلية المتأزمة للجبهة الثورية السودانية الوهمية.
على كل حال، فالمحاصصة التي ينادي بها المدعو التوم هجو واصحابه، لا يؤسس لبناء نظام ديمقراطي، بل على النقيض من ذلك، يؤسس، في أفضل الحالات، حالة من اللاحرب واللاسلم، تُبقي البلد بين خياراتٍ مجنونة، الحرب الأهلية أو التقسيم، وكلاهما ينتهي بهدم منظَّم للدولة الوطنية.
وفي الختام، نقول للمدعو التوم هجو وأصحابه في الجبهة الثورية الوهمية، "شيلوا شنطكم وأرحلوا بعيداً وأنتم لستُم أهلاً لأي شيء"، ولا أهلاً للدفاع عن