الله لا عادكم بقلم كمال الهِدي

الله لا عادكم بقلم كمال الهِدي


08-02-2019, 11:03 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1564740185&rn=0


Post: #1
Title: الله لا عادكم بقلم كمال الهِدي
Author: كمال الهدي
Date: 08-02-2019, 11:03 AM

11:03 AM August, 02 2019

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




تأمُلات



. كلما فقدنا أرواحاً عزيزة يخرج علينا أعضاء المجلس العسكري الانتقالي بأحاديث (خائبة) لا تشبه الثورة التي يدعون دعمها.

. تارة يقولون أن القتلة مخمورين.

. ومرة يحدثوننا عن مندسين.

. وفي أخرى تشير أصابع اتهامهم لبعض الملثمين الذين يصعب تحديد هوياتهم.

. وقد بلغ السيل الزبى.

. ولم يعد الأمر محتملاً ولا مقبولاً.

. وهذا الوضع المعقد يدخلنا ككتاب رأي في (جحر ضب).

. فنحن لا نرغب في تثبيط همة الثوار، بل نحس بأن دعمنا لهم واجب وطني.

. لكننا في نفس الوقت نشعر بحزن ومسئولية كبيرة تجاه هذه الأرواح التي تُزهق كل يوم بدم بارد.

. ولأن لأي أزمة مخرج أرى من وجهة نظري المتواضعة أن يعيد قادة الحراك النظر في أمر أساسي فيما يتصل بالعلاقة بهذا المجلس المتلاعب.

. فالإفتراض بأن التوتر الحاصل سيزول بمجرد اكمال الاتفاق بين طرفي التفاوض لم يعد تقديراً سليماً من واقع ما نراه من تقاعس للمجلس.

. وقد رأينا البارحة كيف أن المجلس بذل قصارى جهده وسخر العشرات من المركبات المدججة بالسلاح لحماية المخلوع وبعض اللصوص الذين احتشدوا بمنزل عائلته بكافوري.

. لكننا لم نر مثل هذه المركبات في حماية مواكب اليوم التي احتشدت لها الملايين.

. فماذا يعني هذا؟!

. المعنى واضح جداً وهو أن المجلس لا يعبأ كثيراً بحياة المتظاهرين الذين أجبروه على خلع من لا يزال يحظى بدلال عجيب هو وعائلته وبقية المجرمين الذين دمروا هذه البلاد.

. فأرجو ألا نخدع أنفسنا بتكرار الحديث عن التعجيل بالإتفاق.

. تجارب ومآسي الأيام الماضية أكدت أننا غالباً ما سنشهد حملات قتل أشد ضراوة عند اكتمال الاتفاق.

. فالإتفاق معناه أن اللصوص الأراذل الذين هتفوا بالأمس ( عائد عائد يا البشير) سيشعرون بدنو نهايتهم الفعلية.

. ومن المتوقع أن يدفعهم ذلك لإرتكاب المزيد من الحماقات.

. إذاً الأمر لا يتوقف على تسريع الاتفاق بقدر ارتباطه بجدية المجلس العسكري في حسم هؤلاء المجرمين السفلة.

. وكيف لنا أن نتوقع حسماً من مجلس لا تزال بعض قواته النظامية تمارس قتل المتظاهرين.

. رأيي أن قوى الحرية والتغيير مُطالبة بحسم هذا الملف بصورة قاطعة ونهائية بشكل منفصل عن الاتفاق حول الوثيقة الدستورية.

. أعلم أن الوثيقة تتضمن أموراً تتعلق بالأمن، لكن الأولوية يفترض أن تكون للمحافظة على أرواح السودانيين العزيزة.

. وإما أن تتأكدوا وتُطمئِنوا الثوار حول موقف المجلس من هذا الملف الحيوي والعاجل بشكل لا يقبل التأجيل ولو لساعات، أو تفضوا سيرة المفاوضات.

. فمن غير المعقول أن يستمر التفاوض مع هذا الإصرار المريب على القتل.

. وأنتم يا لصوص يا أراذل يا من هللتم بالأمس لكبير المجرمين ودعوتم لعودته نقول لكم " الله لا عادكم" وسيأتي اليوم الذي تُحاسبون فيه على كل جرائمكم وسرقاتكم.