(حكومة لله ) بقلم الطاهر ساتي

(حكومة لله ) بقلم الطاهر ساتي


07-30-2019, 02:27 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1564493221&rn=0


Post: #1
Title: (حكومة لله ) بقلم الطاهر ساتي
Author: الطاهر ساتي
Date: 07-30-2019, 02:27 PM

02:27 PM July, 30 2019

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




:: ويقول الشاعر ابراهيم العبادي، على لسان ود كين، في مسرحية المك نمر :
الشجر إن وقع بتكسرن فراعو
وقمحان الطلب للما بجيبو ضراعو
ليه يا أخوانا للبيناتنا ما بتراعو؟
البقول راسو موجعو بربطولو كراعو ؟

:: وهكذا تقريباُ يُعالج المجلس العسكري أزمات البلد .. وعلى سبيل المثال، نقرأ هذا الخبر : شدد المجلس العسكري على أهمية خروج الحكومة من القطاع التجاري والاكتفاء بوضع الخطط والاستراتيجيات، ومخاطباً مبادرة أصحاب العمل وندوتها، قال رئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس اللواء ركن إبراهيم جابر (لاتوجد حكومة تتاجر)، ثم تساءل عن سبب مشاركة الحكومة في الشركات الخاصة، و خاصةً أن هذا ليس عملها ..!!

:: لقد صدق رئيس اللجنة الاقتصادية، فالتجارة ليست من مهام الحكومة، ويجب أن تخرج الحكومة من التجارة، ولكن يبقى السؤال : أين هي الحكومة لتخرج من التجارة أو تدخل في الصناعة ؟.. لاتوجد .. و لسان حال الناس يتسوًل - ويتوسًل - السادة بالمجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير : (حكومة لله يامحسنين).. أربعة أشهر، وهم في انتظار حكومة مدنية، ويبدو أنهم سوف ينتظرون طويلاُ، ربما إلى أن يبلغ سعر كيلو الطماطم مليون جنيه ( بالقديم)، علماً بأن السعر اليوم ربع المليون ..!!

:: وعليه، فالصُداع الذي يؤرق مضاجع الشعب والبلد هو عدم وجود حكومة.. ومن الخطأ أن يُعالج المجلس - و توابعه - هذا الصُداع بربط ( الكُراع)، أي بمثل هذه المبادرات التي لاتسمن ولاتغني من جوع .. ونعم، ما لم تخرج شركات النظام - والتنظيم - من أسواق الناس نهائياً، وما لم يتم تفكيك كل أنواع الإحتكار، وما لم تتقن أجهزة الدولة ومنظمات المجتمع المدني الرصد والرقابة، فلن ينصلح الحال العام ..!!

:: ونعم لتحرير الأسعار، و لكن لهذا لتحرير شروط لم يلتزم بها النظام المخلوع .. ولعدم الالتزام بشروط التحرير، كان - ولايزال - حال الناس مع تحريرالأسعار كمن ألقوه في اليم مكتوفاً من الأيدي مع التحذير بأن لايبتل بالماء، فتجاوز الحال مرحلة الإبتلال إلى مرحلة ( الغرق).. تحرير الأسواق والأسعار - في بلاد الآخرين - يعني التنافس بالإنتاج والجودة والسعر لصالح المواطن، ولكن هذا التحرير في عهد النظام المخلوع كان يعني تحالف رداءة السلع مع إرتفاع أسعارها ضد المواطن..!!

:: ثم لايزال قُبح الإحتكار يُطغي على أوجه التجارة لحد توزيع بعض السلع بتعليمات وحدات حكومية، الدقيق والسكر نموذجاً، وما خُفي أعظم ..ولاتزال شركات النظام المخلوع - و التنظيم - تزاحم العامة في أسواقها، أي لم تسقط بعد ..ولايزال المواطن يسأل الباعة عن سعر السلعة، بدلاً عن قراءة الديباجة التي توضح السعر، وهذا لايحدث إلا في بلادنا، و رغم القانون الذي يلزم البائع بوضع الديباجة على كل سلعة بغرض المنافسة بالجودة والسعر..!!

:: ثم أن الناظر إلى خارطة الصناعة والزراعة و غيرها من (ساحات الإنتاج)، يجد فيها القليل من أنصار النظام المخلوع .. ولكن حين تحدًق في عالم التجارة - و أوكار السمسرة - ترى فيالقاً من أنصار النظام المخلوع، يطحنون بعضهم ثم المواطن، ليحتكروا الأسواق و سلعها، وليثروا لحد الفحش .. نعم، فالقليل من العامة هم الزٌرًاع والصنًاع في بلادنا، بيد أن السواد العام من خواص النظام المخلوع كان - ولايزال - يحترف تعذيب الناس بالجشع والإحتكار.. والسبب هو عدم وجود حكومة تُراقب وتُحاسب وتُنظم و....و... ( تنتج )..!!


fb