الي الراحلة الفنانة مريم أمّو: وداعاً يا نوارة الديار، لوحة الحب والأمل المقيم... بقلم د. سعاد مصط

الي الراحلة الفنانة مريم أمّو: وداعاً يا نوارة الديار، لوحة الحب والأمل المقيم... بقلم د. سعاد مصط


07-28-2019, 06:33 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1564335221&rn=0


Post: #1
Title: الي الراحلة الفنانة مريم أمّو: وداعاً يا نوارة الديار، لوحة الحب والأمل المقيم... بقلم د. سعاد مصط
Author: د.سعاد مصطفي الحاج موسي
Date: 07-28-2019, 06:33 PM

06:33 PM July, 28 2019

سودانيز اون لاين
د.سعاد مصطفي الحاج موسي-UK
مكتبتى
رابط مختصر




طوبي للراحلة الفنانة القديرة أمو ما قدمت من احتفالات بالحياة التي وهبها لنا الاله، وطوبي لها ما رسمت من فرحة وابتسامة في وجوه أُناسٍ أُغرقوا في بحور البؤس وأضاعتهم قوافل الفرح. أمو هي تلك الأيقونة التي صدحت بالحب واحتفلت في اغنياتها بجمال دارفور وانسانه، شقت طريقها الي فضاء العاصمة المثلثة بصبر وتبصر واصرار فأقامت جسوراً للتواصل وأحيت منارات ثقافية شعبية تنبض بعطاء أصيل وارفة الظلال صار دفئها يرطب كل قلبٍ أتعبه الوجد ووالشوق للأهل والجيران والأنداد، وذكريات الورود الي الماء والشلال والجلوس تحت أشجار المنقة والبرتقال، دفءٌ يرطب كل قلبٍ هده الشوق الي الجبل مرّة ومرّات، ثم سكنه الحنين الي جبل مرة فخاف أن يلقي ربه خارج شعابها وهو يلهث بين الطرقات، وخوفاً أكثر من أن يضل طريقه وهو يمني النفس بالوصول وقد نفد الزاد!

مريم أمو رائدة المرأة الدرفورية ذات النكهة الموسيقية الخاصة والعرض الفني الأنيق، تلك الميرم ذات الروح الأصيلة المكتنزة بحب الفن والاعتزاز بالتراث والارث الثقافي والاجتماعي، تلك الروح المستمدة من ايقاعات الإلفة والهيام الملتهب بروعة الطبيعة المزدانة بفجيرات وشجيرات وشلالات الجمال الحالم لتغرق بترنيماتها مياديناً سكنتها قلوب أضناها الوجع المرير والنبيل، وأرهقتها نزوح الفرح والطمأنينة، وحتم عليها هروب السلام، لجوءاً الي سكة البحث عن صخرة تعتليها علها تري غبار الرماد الذي دفن البيوت المأهولة وأذهق الأرواح والآمال.

علها تراه جامعاً قواه ومتجمعاً فوق هياكل الموتي القتلي وبقايا الحريق لتشكل نصباً تذكارياً لبطولات وتضحيات تراكمت، نصباً يشير الي تعويض الضحايا القائمين، ويُذَكِّر بوجوب صد زحف المرارات علي القادمين من رحم المستقبل أو مصادرة آمالهم. نصباً يتوسطه شدو أمو وتغريداتها المميزة ويذكرنا كيف حملت أمو الأمانة عبر كلماتها وألحانها وأُغنياتها البهيجة التي ستبقي حية ما بقي صوت يصدح بالأمل في أرجاء الوطن، وأنها عاشت حياة احتفالية بكبائرها وصغائرها وستظل حاضرة رغم غيابها، في زفات الحب ومهرجاناتها، ومقيمة مع الأحباب والمحبين وعشاق الفرح في حلهم وترحالهم تسكب عليهم هناءآت وبُشْرَيات لإخضرار سرمدي يتحف الأمكنة بروعتها ويغمرها بعطر السلام والطمأنينة والنغم الجميل والحب شهيقاً وزفيرا.

أمو أيقونة النضال الانساني والنسائي للمرأة السودانية أطلت من عبق الهامش وعمق جباله، لها منا كل الوفاء ولذكراها المندّي والمطيّب بما قدمته ووثقته وأضافته الي مدونات الفن ومسيرته وتطوره، وبما سكبته ودفقته من معاني السمو علي الأزمات والمرارات بإشاعة اللحن الجميل والرفيع والعرض الألق علي امتداد تراب الوطن. اسهامات أمو ستبقي اضافة نوعية في سلم التنوع الثقافي في السودان، وسيفتح الباب نحو المزيد من التفاعل والبحث الفني في مخازن الوطن ومكونات ثقافته وفنه الشعبي الذي ظل محبوساً في غياهب التجاهل والإظلام.

الرحمة والغفران للراحلة المقيمة مريم أمو والخلود لكل ما قدمته من أجل االوطن وانسانه.
[email protected]


Post: #2
Title: Re: الي الراحلة الفنانة مريم أمّو: وداعاً يا ن
Author: حسن ابراهيم فضل
Date: 07-29-2019, 06:30 AM
Parent: #1

التحية الى روح السامقة بطول الوطن والمبدعة باصالة تاريخ ارض السلاطين رحلت مريم جسدا لتبقى روحهاا وومنتوجها الثر يعطر سماوات الابداع على امتداد الوطن العزيز لك التحية دكتور سعاد علىافراد هذه المساحة كل الدعوات والامنيات لان نرى من تخطو مسار مريم امو امو معنا في الرصانة والجهد .


وانا لولي كابون كان كري


وهذه : للناس الخارج الاطار الدلالي هو اللي الناس خلى عمنا فرانسيس دينق يصر على الحديث على المسكوت عنه في وطننا B]