المُصنفات البشرية للثورات الحديثة بقلم يوسف نبيل

المُصنفات البشرية للثورات الحديثة بقلم يوسف نبيل


07-28-2019, 00:20 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1564269611&rn=0


Post: #1
Title: المُصنفات البشرية للثورات الحديثة بقلم يوسف نبيل
Author: د.يوسف نبيل
Date: 07-28-2019, 00:20 AM

00:20 AM July, 27 2019

سودانيز اون لاين
د.يوسف نبيل-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




منذ نشوء الثورات والحركات التحريرية وحركات الإصلاح في كل بقاع الأرض وبالأخص في قلوب الشعوب الحرة التي تسعى دائما لنوال القسط الأكبر من الحريات لتُشيع وتعبّر عن جدوى الحريات ومدى آثارها الانسانية المتعددة.
ففي هذا الأمر تنجلي الصوّر عن جدلية نشوء ثورة ؟ فمن هم صُنّاعها ؟ ومن هم أتباعها ؟ ومن هم مستفيديها ؟ ومن هم ضحاياها ؟ ومن هم قادتها ؟
ففي ذلك انقسم الثوار إلى خمس طوائف ..
الطائفة الأولى هم رواد مواقع التواصل الإجتماعي الذين يبحثون عن الشهرة بأي وسيلة كانت ، يبحثوا عن إرضاء الذات ، فهم خليط من الطبقات المتوسطة الدنيا والعليا لكن أغلبهم من الاخيرة.
فهم يتابعون الاحداث ومتى ما رأوا أن الوضع آمن ينزلوا إلى الشوارع لأخذ بعض اللقطات كي يروجون بها لأنفسهم في مواقع التواصل ، وبعد أقل من بضع دقائق من التقاط صورا لهم وهم متوشحين ورافعين إعلام بلادهم ينشروها ويكتبوا بعض الشعارات التي كُتبت من قبل من قِبل ذويهم ، فهذه الطائفة هم اتباع ، لايفعلون شيئا سوى إتباع وإرضاء الذوق العام السائد في المجتمع في فترة معينة. وفي الوقت الذي تقوم فيه الثورة ولا زالت غير مستقرة تماما ، لا يهمهم ما ستؤول إليه الثورة غير آبهين بشيء غير تلميع صورهم لدى ذويهم ولدى المجتمع بأنهم مشاركين وفاعلين وناشطين.
أما الطائفة الثانية: الثوار الثوريين ، الذين لا طالع لهم سوى إشعال فتيل الثورة ، وهم من المثقفين الذين يعارضون اي شي ولا يرضيهم شي سوى آراءهم.
أنهم يضرمون فتيل الثورة بالشعارات الرنانة ، ومتى ما أُشعِلت الثورة نالوا ما أرادوا -بغض النظر عن ما ستؤول إليه الثورة ، فكل ما يهمهم عمل ثورة ، الفعل الثوري بصرف النظر عن دوافعهم إلا أن دوافعهم معروفة في كتب علم النفس ، فقط المعارضة. وتنجلي وتظهر دوافعهم حينما يسقط ما ثاروا عليه ، وحين يأتوا بالمعارضة -أي كانت- يجعلونها تتمكن وبعد تمكنها تماما من زمام الحكم ، يقوموا بعمل ثورة مرة بعد مرة ويأتوا بمعارضة اخرى ، فهمهم الوحيد هو الثورة .. يسقطوا الحكومة المنتخبة كي يأتوا بالمعارضة ثم يسقطوا المعارضة لي يأتوا بأخرى وهكذا دواليك. فهم صنّاع الثورات وينأون بأنفسهم عن القيادة الفعلية حتى وان استدعوا باسمائهم ، يعتذروا بلطف غير معتاد ، فلا يهمهم الحكم فإن كل ما يعنيهم المعارضة علي كل شي وعلى كل نظام سابق أو حالي أو آت.
أما الطائفة الثالثة هم المهمشين والاقليات لكنهم نواة كل ثورة ، يُدفعون دفعا كي يثوروا ويقومون أيما قائمة وحين تظهر معالم الثورة وشكل الحكم الجديد يُستبعدون مرة أخرى ، ويعطونهم بعض الحقوق والحريات الشكلية التي لا تسمن ولا تغني عن جوع ومن ثم يستقطبون بعضا منهم ويعطونهم شأنا ولو بقليل ويتركوا البقية على ما هي عليه بلا غالب ولا نصير ، وتضع كل الحكومات هذه الطائفة تحت المجهر لانهم النواة الثورية. فهؤلاء هم صنّاع الثورة واتباعها وضحاياها.
أما الطائفة الرابعة فهم الشباب من كل الفئات الإجتماعية المختلفة ، الذين يريدون التعبير عن جدوى وجودهم بالحراك ، بالعمل ، بالانسجام ، بإفراغ الطاقات ، وهؤلاء هم الحركة الثورية المستمرة عبر العصور بين الأجيال ، هم الذين يثقلون كاهل الحكومات والمعارضات ايضا ، هؤلاء الفتية حين ينتفضوا لا يستطيع شخص ولاتوجد قوة قادرة على ايقافهم ، هم شعلة لا تنطفئ وهم القادة الفعليون للثورة هم مدفوعين بذواتهم وبي بعض التأثيرات الأخرى لكن حراكهم الأساسي ياتي من جدوى وجودهم.
أما الطائفة الخامسة والاخيرة هم المنتفعون ، المستفيدين الفعليين من كل شيء وأي شيء يحدث للدولة هم رؤساء الأموال ، البرجوازية السامة ، هم مع الحكومة حين تسود ومع المعارضة حين تسود ، انهم مع المصلحة فقط ، أينما وجدت وكيفما توجد ، يدعمون الحكومة وحين تسقط يدعمون المعارضة وحينما تسقط يدعمون الشعراء والفنانين هم مع المصلحة فقط. يترقبون الاحداث جيدا و ينسجمون سريعا يعطون انطباعا بأنهم هم الذين فعلوا كل شي لكن الحقيقة هم لايفعلون شيئا بل يسلبونك متى أتيحت لهم الفرصة ، فكل ما يعنيهم: أينما توجد المصلحة فهم داعميها ومناصريها.

فما هو الدافع للقيام بالثورة ؟ أنه العقل البشري الذي فُطر على ذلك ، على التحرر على الإبداع على الحياة.

ومن هم صنّاعها ؟ هم خليط متجانس يأتلف ويختلف في أمور كثيرة لكنه يصب في كأس واحد وهو التطور الإنساني

يوسف نبيل

27/7/2019