معادلة الحِياد والخصومة ..!! - بقلم هيثم الفضل

معادلة الحِياد والخصومة ..!! - بقلم هيثم الفضل


07-17-2019, 05:41 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1563338482&rn=0


Post: #1
Title: معادلة الحِياد والخصومة ..!! - بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 07-17-2019, 05:41 AM

05:41 AM July, 16 2019

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



سفينة بَوْح – صحيفة الجريدة

-

القاعدة الأساسية للهرم الذي يُمثِّل القناعة والإيمان بقيمة الإنسان تبدأ بفضيلة (الإنزعاج) وإبداء الإهتمام الأقصى إذا ما فقد مواطن حياته ظلماً وجوراً وتعدياً ، هذا ما جبل الله عليه طبيعة الكون وحال (الأسوياء) من عامة البشر على كافة مشاربهم الثقافية والدينية والآيدلوجية أو هذا ما يُفترض أن يكون ، والمجلس العسكري ما زال يُكرِّر نفس الإشارات التي تعكس رسالته تفيد أنه في حالة (تضاد) و(نزاع) مع الشارع السوداني إلا فيما يُصرح به بمجرَّد القول المتحدثون بإسمهِ ، يفوت على المجلس إنه الآن يمثل سُدة الحكم شاء أو لم يشأ هو والمعارضين ، و بالتالي فإنه مُطالب من حيث المبدأ الأخلاقي والشرعي تحت إعتبار أن الجميع تحت (عايته) أن يعكس ما يفيد أن الدماء التي تُراق في شوارع الثورة السودانية سواء أن كانت من مُعارضين أو موالين من حيث المبدأ هي (مسئولية) مباشرة ملقاة على عاتقه .

أقول هذا وعندي شعور أن مسألة موت الناس في الأحداث السياسية الجارية الآن أصبحت وكـأنها روتيناً وخبراً عادياً يتلقاه الجميع وكأن شيئاً لم يكن ، أما عامة الناس فلا مجال للَّومهم إلا عبر مسار أخلاقي وقيَّمي بإعتبار خُلو طرفهم من المسئولية المباشرة ، أما المجلس العسكري فقد تمنيت أن يهرع بعد كل حادثةٍ كالتي حدثت في مدينة السوكي قبل يومين إلى إبداء إهتمام مُكثَّف بما جرى من تجاوز في حق المواطنين أو في حق المتهمين من القوات النظامية التي تعاملت مع الحادثة ثم (إعلان) إهتمامه على الملأ ، وبعيدأً من المساجلات التي تدور الآن في المفاوضات بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير كنت أتمنى أن يبدو المجلس على المستوى الإعلامي الرسمي وفي ظل هذه الأجواء بمثابة (الراعي الجماعي) لأحوال الناس أينما وكيفما كانوا وذلك أيضاً من باب المسئولية التاريخية .

وما يحدث متواتراً من (فتور) ملحوظ في إبداء إهتمام وإنزعاج المجلس العسكري من حوادث القتل التي أصبحت أو كادت أن تكون يومية ، يدفع الآخرين إلى توسعة (خيالاتهم) فيما يتعلَّق بحجم وأبعاد المسافة التي تفصل المجلس العسكري عن الشارع السوداني بل يصل الأمر أحياناً إلى حد إتهام المجلس نفسه في الضلوع في تخطيط وتنفيذ مثل تلك الأحداث ، والمؤشِّر الأساسي في هذا الطرح المتداول بغض النظر عن صحته أو لا هو فشل المجلس العسكري في تحقيق معادلة مقبولة للناس في ما بين وقوفه كخصم متفاوض مع قوى الثورة وما بين تمثيله لدور (الراعي) المؤقت لعامة الشعب السوداني بما فيهم الذين يخرجون ضد سياساته في الشوارع .

الحكومات النزيهة و المنكفئة على رفع قيمة شعوبها على كافة المستويات ، تعكس عبر سياستها في هذا المجال (إنطباعاً) دولياً عاماً يدفع بالمجتمع الدولي والإقليمي من حولها إلى (إرسال) برقيات العزاء والمواساة إذا ما تعرَّضت لفاجعة فقدان بعض أفرادِ من مواطنيها بسبب حادث ٍ عابر أو كارثة طبيعية ، ليت ولاة أمر السودانيين في الحاضر والمستقبل ينجحون في إرسال رسالتهم الموجَّهة للعالم عبر سياساتهم وتفاعلاتهم التي تفيد إعتدادهم وتقييمهم وإهتمامهم بروح وسلامة وكرامة المواطن السوداني.