ثورة 17 - 30 تموز 1968 ,, ثورة اقتدار وازدهار . بقلم جورج ديوب

ثورة 17 - 30 تموز 1968 ,, ثورة اقتدار وازدهار . بقلم جورج ديوب


07-17-2019, 00:00 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1563318059&rn=0


Post: #1
Title: ثورة 17 - 30 تموز 1968 ,, ثورة اقتدار وازدهار . بقلم جورج ديوب
Author: جورج ديوب
Date: 07-17-2019, 00:00 AM

00:00 AM July, 16 2019

سودانيز اون لاين
جورج ديوب-استراليا
مكتبتى
رابط مختصر




إذا كان التاريخ قد سجل أحداثا تاريخية هامة مرت على الوطن العربي قادها رجال أكفاء وكان لهم بصمات ذات شأن , لا بد من التوقف عند محطة هامة بمناسبة مرور 51 سنة على حدوثها هي ثورة 17 \ 30 \ تموز 1968 في العراق التي قادها حزب البعث العربي الإشتراكي التي اعترفت المنظمات الدولية بالإنجازات التي حققتها على مختلف الصعد خلال فترة زمنية قياسية , سنأتي على ذكرها لاحقا , وإن كان العالم كله يعرف ذلك إلا أننا نذكر لعل الذكرى تنفع المؤمنين
العراق كغيره من الدول العربية الأخرى التي كانت مستعمرة من قبل دول غربية عملت على نهب موارده وخيراته وجعلته فاقدا لسيادته , وقبل أن ترحل وتتخلى عن مستعمراتها قررت تسليم السلطة في البلاد لرموز مصنوعة مسبقا في دهاليزها المظلمة , فبقي الحكام الجدد طوع إرادتها ومخططاتها , غابت عندها البرامج التنموية والتعليمية والصحية . فبقي العراق كغيره من المستعمرات القديمة متخلفا منهكا يعاني شعبه أشد أنواع الظلم والإستعباد والتخلف . ورغم انهيار النظام الملكي الذي نصبه الإستعمار البريطاني وإقامة نظام جمهوري وطني إلا أن التخلف بقي السمة الأساسية للبلاد بسبب عجز تلك النظم عن وضع برامج تنموية تنهض بالبلاد لأسباب عدة , منها قصور النظر وعدم الجدية والفساد المالي والإداري . وبقيت الأمور على هذه الحال حتى قيام ثورة البعث في تموز 1968 التي قادها رجال منظمون مقتدرون مخلصون ومستقلون عن مراكز القرار السياسي الخارجي , ومعهم بدأت ورشة جهد إستثنائي غير مسبوقة لبناء عراق جديد في توجهاته وعمله الوطني والقومي . ولم يمض سوى عقد من الزمن حتى بدأت التقارير الدولية , خصوصا تقارير الأمم المتحدة ترد تباعا حاملة أرقاما تدلل على التقدم الذي حققه العراق خلال عقد واحد من الزمن فقط , وهنا نورد مثالين فقط لتأكيد ما ورد
في عام 1977 أكدت منظمة اليونسكو في تقرير لها على أن التعليم في العراق يوازي مثيله في الدول الإسكندينافية , وأن الطالب العراقي هو أكثر الطلبة قبولا في الجامعات العالمية من دول العالم الثالث , ودعت العالم على أن يحذو حذو العراق . وفي سنة 1978 بلغ مستوى الدخل الفردي في العراق إلى سبعة آلاف دولار سنويا , وهو الثالث عالميا بعد الولايات المتحدة وبريطانيا
ليس هذا كل شيء وإنما هو مثال فقط صادر عن منظمات دولية معترف بها عالميا . لكن الحقيقة أن هناك الكثير من الإنجازات الداخلية والقومية منها مثلا تأمين فرص العمل لملايين العمال العرب من فلاحين ومهنيين وذوي اختصاصات عالية
. كذلك مشاركته الفعالة في حرب تشرين 1973 على الجبهتين المصرية والسورية ودعمه اللامحدود للمقاومة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني . هذه الإنجازات أثارت الرعب لدى الكيان الصهيوني والمنظمات الصهيونية العالمية وقررت وضع حد للعراق الذي أصبح قوة كبيرة متنامية في الشرق ويشكل فعليا خطرا عليهم , وحينها وضعت الخطط الفغلية لتدميره وبدأ التنفيذ الفعلي بشن حربين عالميتين عليه عامي 1991 و2003 أدت الأخيرة إلى احتلاله من قبل أميركا , وتسليم البلاد لمجاميع من السراق واللصوص وقطاع الطرق والفاسدين والمفسدين وجماعة التخلف الفكري والعقائدي الذين أوصلوا البلاد إلى أدنى الدرجات حسب مؤسسة الشفافية الدولية
قد تكون شهادتنا هذه مشكوك في صحتها من قبل الذين دعموا الإحتلال واستفادوا من النفوذ والتسلط وسرقة المليارات من الدولارات دون أن يجرأ أحد على توجيه تهمة لأي منهم , ثم تسليمهم الوطن لعدو تاريخي هو النظام الصفوي الفارسي في إيران . هؤلاء نحيلهم إلى الشعب العراقي الذي يتظاهر يوميا منددا بهم وبرموزهم ووعودهم ويشتمهم وينعتهم بأقسى الألفا ظ على مرأى ومسمع الجميع بسبب الحالة المذرية التي وصلوا إليها وبنفس الوقت يترحم على روح الشهيد صدام حسين ومنهم رجال دين وعلماء دين وغيرهم
أما العرب الذين وقفوا متفرجين من بعيد على مجريات الحرب العراقية الإيرانية , التي دفع العراق ثمنا كبيرا من دماء أبنائه ومن اقتصاده دفاعا عنهم جميعا , هاهم اليوم يفتشون عن من يحميهم من الخطر الإيراني المتنامي ويدفعون أجور حمايتهم دون ضمانات مؤكدة وينامون ويقومون والرعب يلازمهم كل لحظات أيامهم . فماذا كان يضيرهم الوقوف إلى جانب أشقاءهم العراقيين أثناء حربهم مع إيران واكتسبوا معهم شرف النصر العظيم وسقوا السم لدجالهم وهو بدوره سقاه لأتباعه , وخرجوا جميعا منتصرين أقوياء قادرين على حماية أنفسهم والمنطقة دون الحاجة لشراء المرتزقة من حول العالم
إن معركة النهوض والإقتدار التي خاضتها ثورة تموز بقيادة المرحوم الرئيس أحمد حسن البكر ورفيقه الشهيد صدام حسين , معركة نموذجية يحتذى بها ليس فقط بسبب الإنجازات المادية التي حققتها وإنما ببناء الإنسان الذي هو ذخر الوطن وبانيه وحاميه من أطماع المتربصين به واللصوص وقطاع الطرق
ألف تحية لأبطال ثورة تموز وللشهداء الذين سقطوا دفاعا عنها وللذين ما زالوا على خطوط المواجهة
للتواصل : 0434631501