Post: #1
Title: والشيطان يضحك!! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 07-12-2019, 03:18 PM
03:18 PM July, 12 2019 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
*كم مرة حج نبينا عليه السلام؟ *مرة واحد فقط... فقط واحدة......وهي حجة الوداع.. * رغم أن البيت الحرام على مرمى حجر منه.. * وهذا مجرد تذكير للذين يحرصون على الحج كل عام... ولو (كسر رقبة).. * ولو على نفقة الدولة... أو هيئة الحج والعمرة... أو مال الناس.. * ومن الناس هؤلا ــ من غير المسؤولين ــ من يحج ولو كسر رقبة حاجة أسرته.. * ويبقى السؤال المهم: لماذا هذا الهوس على أداء الحج كل عام؟! * أو كل عامين... أو ثلاثة... أو أربعة؛ مع كثير عمرات؟! * الإجابة بكل بساطة نجدها كامنة وراء أكمة ما يصاحب هذه الشعيرة من إعلان.. * إعلانات (دنيوية) تروج لأداء الحج... وتُعلن عن العودة منه.. * وتأخذ هذه الإعلانات ــ والدعايات ــ أشكالاً مختلفة؛ كلها ذات طابع دنيوي.. * فإما تكون كتابةً على جدران بيت الحاج... تجزم بأن حجه مبرور.. * أو تكون تصويراً للحاج (المسؤول)....مع إعلانات تهنئة بقبول حجه.. * وإما تكون إخباراً عبر وسائل الإعلام... تُعلم بعودة الحاج (الوزير) كما ولدته أمه.. * ويتمادى البعض منا في الخلط بين الديني... والدنيوي.. *ويتمادى ــ أيضاً ــ في عدم القدرة على التفريق بين النفاق والإخلاص.. * ونتمادى نحن في السكوت عن الحق... كما الشيطان الأخرس.. *وننسى جميعاً القسم الرباني في الكتاب الكريم (ولتُسألن عما كنتم تعملون).. * تماماً كما ننسى أن ثمة ذنوباً لا يمحوها الحج... مهما كثر.. * وأن لا أحد سوى الله وحده يعلم إن كان الحج مقبولاً... أم مردوداً... أم (مرجوماً).. * وأن الحج إن كان بمال أولى به ذوو القربى فلا حاجة لله فيه.. * ورموز العهد البائد ــ ممن كانوا يهرولون إلى الكعبة كل عام ــ نسوا أمراً مهماً.. * نسوا أن أموال حجهم هذه كان أولى بها شعبهم.. * فالحج مرة واحدة على المستطيع؛ ورسولنا حج مرة واحدة.. * ولكن من رعاياهم من كان يتألم في اليوم ألف مرة؛ جوعاً... ومرضاً... وغبناً.. * فالدين عندنا صار محفوفاً بكل ظنون الرياء... والأماني.. * ليست الأماني العذبة.. كما في الأغاني.. * وإنما كما في الحديث (العاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني).. * وعنوان عهدنا البائد هذا كان الانسياق وراء أهواء الدنيا.. * ثم الانسياق وراء داعي الحج ــ والعمرة ــ طمعاً في مغفرة الآخرة... وثناء الناس.. * ومن قبل تحدثنا عن انسياق تجاه مكبرات الصوت بمساجدنا.. * وقلنا إن هذا الانسياق قد يكون بفعل غواية الشيطان...(سوقاً) نحو هاوية الرياء.. * فالذي يحب أن يسمع الناس صلاته وتلاوته وتهجده فهو منافق.. * والذي يحب أن يحتفي الناس بحجه وعمرته فهو منافق.. * والذي يحب أن يعلم الناس بفعل (خاص) بينه وبين خالقه فهو منافق.. * ورسولنا الكريم عليه أتم صلاة وتسليم ــ حج مرة واحدة.. * ولكن كم مرة حج الذين أياديهم ملطخة بدماء الناس... وحق الناس... وعرق الناس؟ * وأولهم ــ بالطبع ــ رئيسهم المخلوع؛ أكثرهم حجاً... واعتماراً. * بعدد مرات رجمهم الشيطان... قطعاً.. * والشيطان يضحك!!
alintibaha
|
|