عثمان ميرغني والتضخيم الكاذب للذات... موسم هجرة جينات الشمال للجنوب بقلم د.أمل الكردفاني

عثمان ميرغني والتضخيم الكاذب للذات... موسم هجرة جينات الشمال للجنوب بقلم د.أمل الكردفاني


07-11-2019, 07:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1562871587&rn=1


Post: #1
Title: عثمان ميرغني والتضخيم الكاذب للذات... موسم هجرة جينات الشمال للجنوب بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 07-11-2019, 07:59 PM
Parent: #0

07:59 PM July, 11 2019

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر







من اللطيف دائما أن يكتب الصحافي على نحو شيق ؛ ولا مانع من تتبيل ذلك ببعض المحسنات من الأقاصيص الخيالية ؛ فهذا من باب التشويق كقول البشير سابقا (احكي ليكم قصة حصلت معاي حكاها لي واحد).. فلا مانع من ذلك.. لكن عندما قال البشير أن سفيرة بريطانيا حاولت التهجم عليه لفظيا فصرف لها البركاوي دل ذلك على استخفاف منه بالشعب ، وإن لم يكن بالشعب فبالمثقفين والعلماء والعارفين ببواطن السلوك الدبلوماسي.

عثمان ميرغني صرف لنا البركاوي أيضا في قصة مختلقة عن سفير (دولة متصدرة اقتصاديا) ، قال له بالحرف: (يا صديقي انتم ليس لديكم دولة) ، ثم أكدها لنا السيد عثمان عبر كتابتها بالانجليزي (عقدة الشعب السوداني منذ استعمار أسياده الانجليز له).

(My friend,you have no state)

ويبدو أن هذا سفير دولة متصدر اقتصاديا ومتخلفة في تدريبها للديبلوماسيين على ضوابط التعامل مع مواطني الدول الأخرى (مسؤولين أو غير مسؤولين). فحتى سفير أمبدة السبيل لا يمكنه أن يقول لمواطن دولة الحاج يوسف أنتم ليس لديكم دولة.

(أومال الحاج يوسف تبقى ايييه؟)

بل ولا يجوز لأي دبلوماسي ولو من باب الدعابة أن يقول ذلك حتى لدولة منهارة بالكامل أمنيا وسياسيا واقتصاديا وتتذيل قائمة البؤس الكوني.

نعم (السودان حتى اليوم ليس بدولة) وما رأيته في الأيام الماضية وما قرأته من ما يسمى باتفاقيات بين المجلس المنصري (من شيخ منصر) وقوى السخرية والتحيير ووثائق محاصصاتهما يؤكد لي أننا سنحتاج لخمسين عاما على الأقل ليس لنكون دولة ، وإنما ليكون هناك شعب لديه رجال دولة أولا.

سيأتوا لنا بصبية محملين بدوافع لا تقل عن دوافع الكيزان بداية عهدهم ، والوضع لا يبشر إلا بالبؤس.

مع ذلك فلا يمكن لسفير أو حتى دبلوماسي سابق أن يعلن ذلك لأحد مواطني السودان.

في محافظة الجيزة بمصر ألقى أحد الوزراء خطابا وغادر. قبل ذلك اليوم تم تنظيف الشوارع ووضع فاظات الزهور على طول الشارع وتنظيف الأزقة بالكلور. وحين غادر الوزير اختفى كل شيء وعادت الشوارع لأوساخها وعفنها. وباعتباري بروليتاريا مزمنا جلست في مؤخرة ناقلة ركاب صغيرة.. وحدثني فلاح بسيط وهو يقول بأنه (لكز بكتفه كتف الوزير وقال له: بؤلك إيه.. ما ينفعش كدة بئا يا باشا).. وكأنه يتحدث مع ندمائه في التحشيش.

ويبدو أن جينات الشمال بدأت تهرب إلى الجنوب... لنقرأ أكثر من وهمة عميقة بهذا البلد...

بس رجعوا الفاظات بعد الاستخدام لو سمحتو.