المبادئي والكراسي بقلم الطيب الزين

المبادئي والكراسي بقلم الطيب الزين


07-10-2019, 02:30 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1562722217&rn=0


Post: #1
Title: المبادئي والكراسي بقلم الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 07-10-2019, 02:30 AM

02:30 AM July, 09 2019

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر




السودان منذ أن أستقل في ١٩٥٦/١/١، وإن تبنى الخيار الديمقراطي، طريقا لإستكمال خطوات بناء الدولة السودانية، الا إن مسيرته السياسية ظلت عرجاء لإنعدام الرؤية السياسية والإرادة الوطنية الصادقة الأمر الذي مهد الطريق للإنقلابات العسكرية للوصول الى السلطة تحت لافتة الحفاظ على أمن ووحدة الوطن وحماية الشعب وتحقيق آماله وتطلعاته، التي تحولت لاحقاً إلى كارثة عصفت بأمال الشعب في جوف الظلام.
كل الآمال الكبيرة والاحلام الجميلة قضت عليها الإنقلابات العسكرية بأن أججت الحرب الأهلية، التي أعاقت مسيرة التنمية، وحصدت أرواح الملايين، وخربت النفوس والعقول، وحرقت الحقول، لتتسع بؤر الفقر والعوز والفساد وتدهورت الأوضاع العامة يوماً بعد آخر حتى إبتلعت السلطة الدولة والمجتمع الذي تحولت نخبه السياسية الانتهازية، إلى أدوات طيعة في يد العسكر، لاسيما خلال الثلاثين عاماً الماضية ممثلة في رموز الإسلام السياسي الذين كانوا مجرد قطيع في حظيرة الطاغية عمر البشير يهشهم وينشهم ويأمرهم بخسة لتسويق زيفه وأكاذيبه في منابر السياسة والإعلام .
للأسف ما زال بقايا ذلك العهد في الإعلام يقومون بذات الدور الوضيع الذي كانوا يقومون به طوال الفترة الماضية التي عملوا على تقزيم " الحرية" وشيطنتها وأبلستها، وجعلوها ذات مخالب وأنياب سامة ومميتة ومدمرة لعقول الشباب، لكنهم نسوا أنهم بذلك قد حكموا على عقولهم بالسكون والتشرذم والجمود والركود، لذلك نراهم الآن بعد أن حقق الشباب ثورتهم يقفون في الصف المعادي للثورة وأهدافها لأن ضمائرهم قد ماتت، وقد شبعت موتاً منذ بعيد، بسبب الفساد الذي غاصوا في وحله، مما جعلهم يغضوا الطرف عن كل التجازوات بحق الشعب سواء إبان النظام السابق، أو الوضع الإنتقالي الحالي، من أجل الكراسي والإمتيازات على حساب القيم والمبادئي.
لكن ثوار القيم والمبادئي سيقلبون الطاولة على رؤوسهم، من أجل أن تحقق الثورة أهدافها كاملة، وفاءاً للشهداء الذين هم أكرم منا جميعاً .
من أجل القيم والمبادئي الشعب باكمله لن يتردد في الدفاع عن ثورته مهما بلغت الصعوبات، في سبيل بناء السودان الجديد الذي يلبي طموحات أبناءه وبناته ، حتى لو كانت الصعوبات جمراً في أكفهم، لأن الثوار قد أدركوا بوعيهم وتضحياتهم، هم وحدهم من يملكون مفاتيح الحاضر والمستقبل ومقدرة إستكمال صفحات الفرج الذي طال إنتظاره ثلاثون عاماً.
الطيب الزين