Post: #1
Title: وطيب!! بقلم صلاح الدين عووضة
Author: صلاح الدين عووضة
Date: 07-09-2019, 02:30 PM
02:30 PM July, 09 2019 سودانيز اون لاين صلاح الدين عووضة-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
*ومثلهم يحتج الأخ الطيب الآن.. *الآن فقط يحتجون - هو وهم - على أشياء كان الشعب يحتج عليها ثلاثين عاماً.. *يحتج - الأستاذ الطيب مصطفى - على الإقصاء.. *ولكن نسبة الإقصاء الذي مارسته الإنقاذ - قياساً إلى نظام مايو - بلغت 70 بالمئة.. *وذلك تحت مسمى الصالح العام... وما هو إلا صالحٌ خاص..
*فقد اُقصي الآخرون - بالجملة - من أجل أن (يتمكن) منسوبو الحركة الإسلامية.. *وانتشروا في طول البلاد وعرضها... أفقياً ورأسياً.. *ودانت لهم الخدمة المدنية على نحو شبه كامل... فدمروها على نحوٍ شبه كامل.. *وقفزوا بزانة الولاء إلى مواقع المدير... والوزير... والسفير.. *وكاتب هذه السطور أحد الذين قيل لهم مثل الذي قيل لكثيرين... في بداية التمكين.. *قيل له : إما أن تقبل برئاسة من هو دونك... وإما أن تُقصى.. *وذلك بعد - زيادةً في الظلم - تخفيض كسبك الوظيفي بمقدار درجة... لو عجبك..
*ولم يعجب هذا الأمر عشرات الألوف من السودانيين... بالطبع.. *ولكنه عجب متحزبي الإنقاذ جداً، ومنهم أخونا الطيب المحتج الآن على الإقصاء.. *والذي يحتج أيضاً - وإخوانه - على شقيق الإقصاءالتهميش.. *فقد هُمش بقية السودانيين - وهم أغلبية - إلى حدٍّ شعروا معه بأنهم (بدون).. *وليس مطلوباً منهم سوى التحلي بروح القطيع.. *يُساقون فيُساقوا... ويُرجعون فيرجعوا... ويُجوَّعون فيصبروا... ويُضربون فيحتسبوا.. *والآن يصف الطيب الحالة الثورية بأنها أشبه بروح القطيع.. *ويقول دهِشاً : حتى كبار الكتاب - من النخبة - باتوا أسرى لروح القطيع هذه.. *ويخوض - تفسيراً - في بحرٍ هو من صميم تخصصنا.. *وينسى أننا خضنا في بحر علم النفس هذا من قبله، تفسيراً لحالة منسوبي الإنقاذ.. *ولم نجد لها توصيفاً- نفسانياً - سوى إنها روح القطيع.. *وأصدق مثال على ذلك ما كان يجري من تفويج جماعي إلى أرض الجنوب.. *أرض الجهاد... التي أضحت أرض الفطائس.. *هكذا كان يُقال لهم بدءاً... ثم قيل لهم لاحقاً، ثم جلس قائد الكفار في قصر المجاهدين.. *واستثمر البشير في روح القطيع هذه أبشع استثمار.. *فعلى وقع هتاف (سير...سير يا بشير) يسير هو في المقدمة، وقطيعه من خلفه.. *وفي بحور علم النفس هذا غصنا لنأتي بلؤلؤة تشبيهية دامية..
*فكتبنا عن (قائد) الحيتان الذي يقود قطيعه - أحياناً - إلى انتحار جماعي أهوج.. *فهو يرمي نفسه إلى الساحل - منتحراً - فيرتمون معه.. *وكان بمثابة تحذير للقطيع بألا ينساقوا وراء قائدهم بلا تفكير، فينتحر وينتحرون.. *وهذا ما حدث فعلاً... فقد استخف قومه فأطاعوه.. *وقبلاً استشهدنا بتوصيف عالم النفس اريك فروم لحالة العبودية (الطوعية).. *فقد سماها (رهاب الحرية)... وتجدها حيثما وُجد الطغاة.. *أو حيثما وُجد الذين يستكينون إلى الطغاة، بطوعهم... ورغبتهم... وكامل غبائهم.. *فانتزع الأستاذ الطيب هذا التوصيف من سياقه.. *وألصقه بما هو نقيض لعبودية الفرد، وهو الثورة من أجل الحرية... والتحرر.. *وكل ثورة لها كتابها - من النخبة - الذين يشعلون جذوتها.. *لا - كما يلمح الطيب – محض ثيران هائجة تندفع مع القطيع... بروح القطيع.. *كما تندفع جموع الحيتان وراء زعيمها... فتهلك معه.. *وإلا، فهل أخطأت ثيران أبريل بإنقاذ الإسلاميين - والترابي - من غضبة نميري؟.. *وطيـــــــــــب ؟!.
alintibaha
|
|