الثورة الأخرى ..!! بقلم الطاهر ساتي

الثورة الأخرى ..!! بقلم الطاهر ساتي


07-08-2019, 02:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1562593390&rn=0


Post: #1
Title: الثورة الأخرى ..!! بقلم الطاهر ساتي
Author: الطاهر ساتي
Date: 07-08-2019, 02:43 PM

02:43 PM July, 08 2019

سودانيز اون لاين
الطاهر ساتي -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





:: حال البلد يستدعي تشكيل الحكومة (عاجلاٌ)..والغريب في هذا الأمر، وكأنها تفاجأت بالإتفاقية، لم تجز قوى الحرية والتغيير قائمة المرشحين للمجلسين - السيادي و الوزراء - حتى الآن، أو هكذا قال - لهذه الصحيفة بالأمس - القيادي بقوى الحرية والتغيير وعضو المكتب القيادي بتحالف نداء السودان الصادق آدم.. ثم أضاف بالنص : ( كل الأسماء التي نشرت تسريبات قصد بها التشويش فقط، وأن اللجان تعمل لتقديم القائمة النهائية خلال 48 ساعة ) .. !!

:: وليست للصحف فقط، بل كثيرة هي الأسماء التي تم تسريبها حتى للمواقع الإلكترونية لبعض الفضائيات العربية، ولايزال أبرز الأسماء هو الدكتور عبد الله حمدوك، حيث تم ترشيحه - حسب التسريب - لرئاسة مجلس الوزراء.. وكما تعلمون فان الدكتور حمدوك اسم يتردد منذ عهد النظام المخلوع، إذ أعلنوه وزيراُ للمالية في التشكيل الوزاري قبل الأخير، ليعتذر .. والرجل، حسب سيرته العلمية ومسيرته العملية، أهل لهذا الموقع.. !!

:: ولكن المؤسسات هي التي تنهض بالشعوب، وليست الكفاءة فقط .. والخراب الذي أحدثه النظام المخلوع في مؤسسات الدولة بحاجة إلى (ثورة أخرى)، غير ثورة الشوارع .. وقبل الإعلان عن وزراء حكومته، ليت رئيس الوزراء القادم يبدأ ثورة الإصلاح بالتخلص من الأوهام المسماة بالصناديق والهيئات والمجالس .. هذا ما يجب أن يكون القرار الأول لرئيس الوزراء .. وما لم يتخلص من هذه الصناديق والهيئات والمجالس، فان مليون حمدوك لن يصلح ما أفسده النظام المخلوع ..!!

:: ولأهمية الأمر، أكرر، ليت رئيس الوزراء يبدأ إصلاح الجهاز التنفيذي للدولة (من هنا)، أي بالتخلص من (الكيانات الهلامية) التي ظلت تعربد خارج إطار مؤسسية الدولة، وما أكثرها.. هيئات ومجالس وصناديق وكيانات كثيرة و(غير مفيدة)، كان مراد بها ترسيخ نهج التمكين، وهي التي أفسدت مؤسسية الدولة وأجهزتها التنفيذية .. وكما تعلمون، قبل عهد التمكين، إدارات صغيرة - في وزارات الدولة - هي التي كانت تصنع المعجزات بلا صخب..!!

:: نعم، كانت هناك دولة مؤسسات قبل أن يأتي القدر بزمان تم فيه تفصيل الهيئات والمجالس والصناديق حسب مقاس التمكين، وليس حسب حاجة الناس والبلد.. وما أكثر النماذج لوزارات لم تعد ذات جدوى منذ تجريد إداراتها من السلطات واستبدالها بكيانات التمكين، وهذا ما قد يصدم وزراء قوى الحرية والتغيير .. فالشاهد، كما كان للنظام المخلوع عبقرية في تشليع الوزارات وتجريدها من السلطات، فكان له عبقرية أيضاً في صناعة المصطلحات المراد بها تمكين الفيالق الفاشلة في مفاصل الأجهزة والخدمة المدنية..!!

:: وليت قوى الحرية والتغيير تقدم نموذجاً مثالياُ للحكومة الرشيقة .. والحكومة الرشيقة ليست هي التي تكتفي فقط بوزارات قليلة، أو كما يظن البعض، بل هي التي تُملك الوزارات كامل سلطاتها، بحيث لا يتغول على سلطاتها أي كيان هلامي يديره نافذ أو مركز قوى أو سلطة غير السلطة التنفيذية .. وبكل وضوح، نخشى على الجهاز التنفيذي من تغول النافذين بالمجلس السيادي، أو كما كان الحال في النظام المخلوع .. فالبلاد بحاجة إلى دولة مؤسسات (أولاً)، قوموا إلى ثورتكم الأخرى (عاجلاُ)..!!



fb