العترة بتصلح المشي . . ! بقلم الطيب الزين

العترة بتصلح المشي . . ! بقلم الطيب الزين


07-08-2019, 01:03 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1562544190&rn=0


Post: #1
Title: العترة بتصلح المشي . . ! بقلم الطيب الزين
Author: الطيب الزين
Date: 07-08-2019, 01:03 AM

01:03 AM July, 07 2019

سودانيز اون لاين
الطيب الزين-السويد
مكتبتى
رابط مختصر





منذ أن تشكل المجلس العسكري الإنتقالي، وقع في عثرات كثيرة وخطيرة، منها ما كان بسبب قلة الخبرة وحداثة التجربة في ساحة العمل السياسي، وبعضها بسبب المكابرة والمعاندة، الأمر الذي أوقعه في كمائن وشِراك أعداء الثورة.
الآن ليس وقت نبش الماضي ونكأ الجراح، وإهدار الوقت في مغالطات قد لا تفيد كثيراً ولا تمكننا من معرفة من هو الفاعل الحقيقي، الذي إقترف جريمة فض الإعتصام التي راح جراءها المئات من الثوار والثائرات بين شهيد وجريح .
هذه المهمة الأساسية ستضطلع بها في المرحلة القادمة الحكومة المدنية المزمع تشكيلها قريباً، للوصول للفاعلين الحقيقيين وجلبهم للمحاكم حتى يكونوا عظة وعبرة لغيرهم، وتأكيداً على أن عهد الفوضى وإنتهاك حقوق الإنسان قد ولى بلا رجعة، وحل عهد جديد، وهو عهد سيادة دولة القانون والمؤسسات.
وكما يقولون : العترة بتصلح المشي، لذا أتمنى أن يكون الإخوة العسكريين قد إستفادوا من أخطاء الماضي .
لأنهم تقع عليهم مسؤولية كبيرة لا تقل عن ثقل وضخامة مهمة أخوتهم المدنيين في هياكل السلطات الثلاثة: المجلس التشريعي، ومجلس الوزراء ومجلس السيادة ، للأخذ بيد بلادنا إلى بر الأمان، وهذا يعني أن، يتحلوا بصدق النوايا وصلابة الإرادة ووضوح الرؤية ليتشكل في عقولهم وعي حقيقي بمعنى الثورة كحدث تاريخي، الهدف من ورائه تحقيق تطلعات الشعب، في الأمن، والإستقرار والتنمية، وإدراك طبيعة التحديات والمخاطر في الفترة القادمة ، مستفيدين من عثرات الماضي، لتخطي عقبات الحاضر والمستقبل.
الثورة بقدر ما لها من أنصار ومؤيدين، أيضاً لها أعداء.
هم كل من إنتهك حقوق النَّاس، وشارك في الفساد، وسرق موارد البلاد، دون وجه حق في عهد النظام السابق.
كما قلت، أعداء الثورة كثر، ولن يتركوا الأمور تسير كما ينبغي لها أن تمضي، بل سيعملون كل ما بإستطاعتهم لوضع العراقيل والعقبات أمام أي تقدم سياسي واقتصادي منتظر .
لذا على الأخوة العسكريين الذين سيتم إختيارهم في مجلس السيادة، أن يتحلوا بروح المسؤولية والفريق الواحد، والعقلانية والإتزان والحلم لتخطي عقبات الفترة الإنتقالية.
لأن إي مكسب يتحقق خلال هذه المرحلة الحساسة، سيعمق من روح الشراكة ويفتح آفاق جديدة للتعامل مع التحديات بحكمة وموضوعية تجنب البلاد الإنزلاق في متاهات الفوضى والصراعات، عبر حشد كل القدرات والطاقات والخبرات لضمان الأمن، والحفاظ على الإستقرار السياسي، وتحقيق الإزدهار الإقتصادي.
المستقبل واعد، والسودان مؤهل أن يكون له دور فاعل، في المحيط الإقليمي والدولي، لما يتميز به من موقع متميز ، كونه يقع في منطقة تلاقي حضاري، بين الشعوب والأديان والقارات، بجانب ما لديه من موارد وخيرات، فقط، تجتاح لضمائر حية وعقول نيرة وسواعد فتية.
اذا ما وظفت هذه المقومات بشكل صحيح ستعيد السودان لوضعه الطبيعي، وتعجل بنهضته وتطوره وتقدمه على كافة الصعد، وتزيده ثقلاً وتأثيراً، وتجعل منه منتجاً فاعلاً لسد فجوة الغذاء العالمي، والإسهام في إستتباب الأمن، وتحقيق الإستقرار السياسي والإقتصادي في المنطقة والعالم.
الطيب الزين